أيام قليلة ويهل عيد الأضحى على المسلمين، وسيضحي المسلمون بأضحيات تقربًا لله، وقد يتطلع الكثير منهم لتناول لحوم الأضحية بعد ذبحها مباشرة، وهو الأمر الذي ثبتت خطورته على الإنسان علميًا.
وفي تصريحات لـ«الشروق»، قالت الدكتورة شرين علي زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية ولجنة القوافل الطبية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، إن تناول لحوم الأضحية بعد ذبحها مباشرة يمثل ضررًا على صحة الإنسان.
ومن المفترض أن تُترك اللحوم في الهواء الطلق مدة 3 ساعات على الأقل تحت المراوح الهوائية؛ لأن عملية الذبح تتسبب في إفراز أنزيمي كاثيبسين وكالبايين، وهما ضارين على الصحة، بالإضافة لصعوبتهما في الهضم بمعدة الإنسان، وبالتالي فإن ترك اللحوم فترة 3 إلى 4 ساعات في الهواء يساعد على التخلص من تلك الإفرازات وانخفاض نسبة الجراثيم.
أما عن طرق الحفظ السليمة للحوم فتقول زكي: "ناس كتير بتدبح وبتحط اللحمة في الفريزر وبعدها بفترة تطلعها تلاقيها خضرا أو فيها بقع بيضا وده بيكون بسبب الحفظ الخطأ"، مفسرة ذلك بأنه يحدث نتيجة عدم وصول التبريد الكافي للحوم الموجودة في المبرد بسبب وضعها في أكياس فوق بعضها.
ونصحت ذكي بوضع اللحوم في أكياس لا يزيد وزنها عن كيلو، وتفريغ الكيس من الهواء قدر الإمكان، لتجنب الاخضرار أو البقع البيضاء (الحروق الثلجية) على سطح اللحوم، وعدم وضع الأكياس فوق بعضها وترك فواصل وفراغات لضمن وصول البرودة لكل الأكياس حتى تتجمد، ثم بعد ذلك يمكن تجميعها فوق بعضها.
وتابعت زكي، تصريحاتها فيما يخص عملية ذبح الأضحية قائلة، إن الذبح عملية تحكمها أصول يجب اتباعها، للحصول على لحوم صحية غير محتقنة بالدماء، منها عدم تقيد الأضحية من أرجلها خلال الذبح، أو صعقها أو تخديرها أو ضربها؛ وضرورة إراحتها عند السفر، مستندة إلى الحديث النبوي الشريف الذي يقول "أرح ذبيحتك"، لأن الحالة النفسية والجسدية للأضحية تؤثر على جودة اللحوم ومذاقها وقيمتها الغذائية.
وحذرت زكي من خطورة فصل رأس الأضحية كليًا عن جسد الأضحية خلال الذبح؛ لأن ذلك يمنع المخ من إرسال إشارات لكافة الأعضاء بتفريغ وطرد الدم؛ وبالتالي يبقى الدم محتقنًا داخل اللحم.