يوافق يوم 8 أغسطس الاحتفال العالمي بالقطط، الرفيقة الأليفة للإنسان وحامية البيوت من القوارض والحشرات المزعجة. وتمتاز كل قطة بشخصيتها ومظهرها الفريد؛ فبين العيون الزرقاء الساحرة للقطط الشيرازية، واللون الشوكولاتي الجذاب للقطط السيامية، تقف القطة المصرية متميزة عن البقية بعيونها الخضراء المحددة وكأنها بمسكارا طبيعية، وبمشيتها الشبيهة بحركة الفهد، ما يجعلها من السنوريات المنزلية شديدة الندرة والتميّز.

وتستعرض جريدة الشروق، نقلًا عن الجمعية العالمية للقطط، والجمعية الأمريكية لمربي القطط، وموقع Petfinder المختص بالحيوانات الأليفة، أبرز المعلومات التاريخية والأوصاف التي تجعل القط المصري مميزًا بين مختلف سلالات القطط المنزلية.

قطة لها تاريخ

تُعرف القطة المصرية باسم "الماو المصري"، وكلمة "ماو" تعني "قط" باللغة الهيروغليفية. وتعود أقدم رسمة موثقة للقط المصري إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد، ضمن الرسوم الفرعونية التي تعكس اهتمام المصريين القدماء بتربية القطط، التي عُرفت منذ آلاف السنين بقدرتها على حماية مخازن الطعام من القوارض، مقابل بقايا الطعام التي يمنحها لها الإنسان.

وقد انتقلت القطط المصرية مع الرحالة والتجار إلى السواحل الأوروبية، واستمرت هناك كحيوان منزلي شائع، حتى تراجعت أعدادها بشكل كبير خلال الحربين العالميتين، ما أدى إلى اختفائها من أوروبا وبقائها محصورة داخل الأراضي المصرية.

أميرة روسية تعيد الحياة للسلالة المصرية

عادت القطة المصرية للظهور في أوروبا حين لفت مظهرها انتباه الأميرة الروسية ناتالي تروبتسكوي، بعدما شاهدت قطًا مصريًا مع أحد السفراء. فأعجبت به، واشترت قطة مصرية من القاهرة وزوّجتها بقط السفير، لتلد القطة "بابا" التي تُعد الأم الأساسية للسلالة المصرية الحديثة.

ومن نسل "بابا"، وُلد القط "جو" الذي تزوج لاحقًا القطة "ليسا"، وشاركت هذه العائلة من القطط في عرض للقطط بروما عام 1955، ما أثار اهتمام منتجي السلالات حول العالم. ثم اصطحبت الأميرة القطط الثلاثة معها إلى الولايات المتحدة عام 1956 للمشاركة في عرض للقطط هناك، ومن هنا بدأت شهرة القط المصري، الذي يتميز بألوان لا تظهر طبيعيًا في أي سلالة منزلية أخرى. وقد حصلت القطط المصرية على الاعتراف الرسمي كسلالة مستقلة عام 1977 من الاتحاد العالمي للقطط.

صاحبة العيون الخضراء

يمتاز القط المصري بمظهر استثنائي، كونه من السلالات القديمة والنادرة. يتميز بفراء فضي مرقّط بالأسود، وهو لون فريد لا يوجد طبيعيًا في باقي القطط المنزلية. أما عن الوجه، فيحمل القط المصري علامة على جبهته تُشبه "الجعران الفرعوني"، في مفارقة جميلة تربط بين مظهره وتاريخه. وبالإضافة إلى هذه السمات، فإن العيون الخضراء والرموش الطويلة تمنح القط نظرة مميزة واستثنائية.

قط رياضي بامتياز

يُعتبر القط المصري أسرع القطط المنزلية، إذ تصل سرعته إلى 48 كيلومترًا في الساعة. ويساعده في تحقيق هذه السرعة وجود جلدة إضافية فوق الفخذين، تسمح له بمدّ قدميه الخلفيتين لمسافة أكبر، إلى جانب جسمه العضلي المتناسق. وتمتاز القطط المصرية بأرجل خلفية أطول من الأمامية، ما يجعل مشيتها تشبه مشية الفهد، كما تمنحها أكتافها المرتفعة قدرة عالية على القفز بخفة ومرونة.

محبة للعب والاجتماع

القطط المصرية مثالية لمحبي الحركة والنشاط، إذ تحب اللعب باستمرار، ولديها طاقة كبيرة. وبجانب ذلك، فهي اجتماعية ومحبّة للبشر والأطفال، وتتفاعل جيدًا مع الحيوانات الأليفة الأخرى، مما يجعلها خيارًا رائعًا كحيوان أليف داخل الأسرة.