أكد وزير الاقتصاد والتجارة اللبنانى أمين سلام، أن لبنان يواجه خسائر اقتصادية ضخمة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، معتبرًا أن حالة عدم الاستقرار وتوسع رقعة الحرب فى المنطقة هو تهديد حتمى للاقتصاد اللبنانى، مشيدًا بالدور المصرى البارز فى دعم لبنان خلال أزمته.
وقال سلام، فى تصريحات لـ«الشروق»، إنه: «رغم الحديث القائم عن التهدئة، لكن واقع الأمر يتمثل فى استمرار القصف العشوائى الإسرائيلى اليومى على مناطق الجنوب وضواحى بيروت».
وأشار سلام إلى تسجيل خسائر ضخمة تمثلت فى تدنى عائد الموسم السياحى، التى كانت تُقدر بمليارات الدولارات، مضيفًا أن المغتربين اللبنانيين الذين لطالما حرصوا على زيارة لبنان كانوا مصدرًا لدخول مليارات الدولارات سنويًا للبلاد، لكن اليوم أصبح السياح والمغتربون متخوفين من زيارة لبنان، نتيجة لما تتعرض له البلاد.
أما فيما يخص القطاع الزراعى، فقد أكد وزير الاقتصاد اللبنانى أن القطاع يشهد أسوأ مراحله، نتيجة القنابل الفسفورية الإسرائيلية، التى تقوم بحرق الأراضى الزراعية، فهى الأخطر على الإطلاق، حيث تجعل من المستحيل إعادة زراعة الأراضى، وبالتالى فالنتيجة فقد مليارات الدولارات، بسبب تضرر الصادرات الزراعية.
وأشار إلى تضرر الصادرات الزراعية بنسبة 60%، وذلك لأن جنوب لبنان جزء كبير منه مناطق زراعية. كما أكد سلام أن الوضع الاقتصادى فى لبنان غاية فى الصعوبة، موضحًا أنه خلال الاجتماع الوزارى العربى للمجلس الاقتصادى والاجتماعى حرص على دعوة الدول الأعضاء بتوفير دعم أكبر للبنان، مشددًا على أن المجتمع الدولى يظل عليه مسئولية كبيرة تجاه لبنان، فلا يجوز أن تتحمل الدول العربية وحدها تكلفة هذه الحرب ونتائجها على لبنان وقطاع غزة.
وأعرب سلام عن تطلعه أن تتوقف الحرب قريبا تجنبا لتفاقم الأزمة نتيجة النزوح الداخلى. وفيما يخص أزمة الطاقة التى تمثل تحدى كبير أمام لبنان، قال وزير الاقتصاد اللبنانى إن الوضع لا يزال صعب للغاية، لكن هناك عملًا مستمرًا لإنجاز مشاريع جديدة مشتركة مع الدول العربية لسد الثغرات، مشيرًا للمشكلة القائمة فى السيولة، التى يتم العمل عليها مع الجزائر والعراق.
وأوضح سلام أن الوضع الراهن يتطلب ورشة إصلاح كبيرة لزيادة ساعات تغذية لبنان بالكهرباء، وهو أمر جارٍ العمل عليه، مثمنًا دور العراق، الذى لم يتوانَ فى تقديم الدعم للبنان خلال أزمته.
وفيما يخص سبل التعاون مع مصر، أكد الوزير اللبنانى أن دور مصر دائمًا حاضر وبارز لدعم لبنان فى أزمته، مشددًا على العلاقة الوثيقة بين البلدين، ومشيدًا بالدعم السياسى المصرى الدائم للبنان.
كما نوه سلام بأنه أكد خلال لقائه وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المهندس حسن الخطيب على ضرورة تحديد موعد لانعقاد اللجنة المصرية اللبنانية المشتركة، والتى عقدت أخر مرة فى عام 2019، معربًا عن حرص بلاده على انعقاد هذه اللجنة فى أقرب وقت، لمناقشة العديد من الملفات المشتركة.