«كل معارضى تشترك فى شى واحد وهو «عن المرأةى، لكن هذه المرة الموضوع تخطى تمجيد وتخليد جمال المرأة انتقالا إلى قيمة أخرى لديها وهى قيمة الحرية وأنه بلا حرية لا يوجد جمال ولا يوجد جمال بلا حرية».
بهذه الكلمات وصف الفنان الكبير حلمى التونى معرضه «أنا حرة» المقام حاليا بجاليرى بيكاسو فى الزمالك والذى يستمر حتى ٢٠ مارس الجارى.
وأضاف الفنان حلمى التونى «قررت التعبير عن حرية المرأة فى لوحاتى هذه المرة بالأجنجة أو المرأة المجنحة خاصة أنه فى لوحاتى قديما كانت يطغى طائر الهدهد الذى يمتاز بأجنحته الجميلة، فالمرأة تشبه الهدهد أو المرأة المجنحة أو المرأة الحرة التى تصيح فى كل وقت لتقول «أنا حرة».
وعن اختياره للحرية قال الفنان حلمى التونى: «موضوع الحرية من أهم المواضيع الذى يجب مناقشتها سواء للرجل أو للمرأة لكنه للنساء أكثر إلحاحا نتيجة ظلم المجتمع لها ففى أوقات كثيرة بالرغم أنه فى بعض الأحيان تنصف الحكومات المرأة بقوانينها المؤيدة لها ولحقوقها، لكن يأتى المجتمع ليجور على حقوق المرأة، لذلك فالنساء تحارب على مستويين الأول هو المستوى الحقوقى والذى يعتبر أقل شراسة من المستوى الاجتماعى الأكثر شراسة الذى يريد فرض قيود عليها شكلية وموضوعية».
وعن مدة التحضير للمعرض ورؤيته للألوان المستخدمة فى اللوحات قال الفنان حلمى التونى: «استغرق معرض «أنا حرة» حوالى ثلاث سنوات منذ عام 2021 وحتى هذا العام 2023، وعن الألوان قال التونى: «استخدمت المطلوب التعبير عنه فإذا كان الموضوع مرحا أقوم باستخدام ألوان مرحة، وإذا كان الموضوع جادا بالطبع أميل لاستخدام الألوان المائلة للجدية، وفى معرضى «أنا حرة» لدى خاصية فى لوحاتى وهى فكرة التعارض بين الخلفية والشخصية المصورة فدائما ما يجد المتفرج تبادلا بين درجات الضوء والغامق والفاتح بين الشخصية والخلفية».
وعن استخدام الحيوانات مثل الطيور والحصان والأسماك فى لوحاته قال الفنان حلمى التونى «أنا فنان متأثر بالفن الشعبى والفن الشعبى متأثر بالرموز وخاصة الرموز الواشمة التى ترسم على جسم الإنسان منذ قدم التاريخ وهذا يظهر جليا فى لوحاتى».
وأضاف الفنان حلمى التونى: «ونرى فى لوحاتى ذكرا وإبرازا لعنصر جديد غير الحيوانات وهى «البيضة» فهى رمز قمت باستحداثه فى لوحاتى ولم يستخدمه الفنان الشعبى إطلاقا، وهى ذات مغزى ومعنى كبير لأنها هى أصل الحياة وفى نفس الوقت على قدر أهمية البيضة فهى هشة وضعيفة وسهلة الكسر فهى قرينة المرأة».
وحلمى التونى واحد من أهم الفنانين التشكيليين المصريين، وواحدا من أبرز الفنانين فى مجال تصميم الكتب والمجلات، فى مصر والعالم العربى، حيث عمل فى مجال تصميم أغلفة الكتب، والإخراج الصحفى لعدد من دور النشر، حتى بلغ عدد أغلفة الكتب التى رسمها أكثر من ثلاثة آلاف كتاب، فضلًا عن المجلات التى رسم أغلفتها أيضا، وألف وصور العديد من كتب وملصقات الأطفال والتى نشرت بعدة لغات بواسطة المنظمات التابعة لـ «الأمم المتحدة».
ولد حلمى التونى فى بلدة «تونة الجبل»، ببنى سويف، ومن هنا جاء لقب الأسرة، وجاء عشق حلمى التونى للتراث الكلاسيكى. رفض أن يلتحق بكلية الهندسة كتقليد عائلى، وفضل التوجه إلى الفنون الجميلة سنة 1953، ليتخصص فى الديكور المسرحى، وكان شغوفا بالرسم والتلوين منذ انتظامه فى التعليم العام، فرأس جماعة الرسم فى مدرسة الترعة البولاقية الابتدائية، كما اعتمد عليه المدرسون فى تجميل المدرسة وتلبية رغباتهم فيما يطلبون من لوحات، ولم يكن التشجيع فى بيت العائلة بأقل منه فى المدرسة، كان يرسم ويلون بالطباشير حيوانات الحقول المجاورة، من بقر وجاموس وحمير وخراف وهو بعد فى الثالثة الابتدائية، الأمر الذى كان يثير حماس ذويه، بخاصة عمه المهندس الزراعى. ولا تكاد الإجازة الصيفية تبدأ، حتى ينهمك فى الرسم والتلوين يوميًّا إلى الساعات الأخيرة من الإجازة ليصبح واحدا من أبرز الفنانين فى مصر والعالم العربى.


