حوار - عصام الحضري : القفاز لا يزال في يدي - بوابة الشروق
الأحد 5 مايو 2024 3:36 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قاهر الزمن يتحدث لـ«الشروق» عن لحظات الألم والأمل:

حوار - عصام الحضري : القفاز لا يزال في يدي

حوار – حسام زايد:
نشر في: الثلاثاء 10 أكتوبر 2017 - 2:57 م | آخر تحديث: الثلاثاء 10 أكتوبر 2017 - 3:05 م

عشت عامين أنتظر استدعائي للمنتخب كطفل يحلم بلعبته المفضلة .. وسأعتزل بعد المونديال

بعد كابوس "أم درمان" حولت اليأس إلى تحد وعزيمة لتنفيذ وصية والدي باللعب في المونديال

كوبر مظلوم ولا يستحق الهجوم عليه بعدما حقق الإنجاز التاريخي.. وروح الأسرة سر النجاح.. وناجي ساندني بقوة

تمنيت وجود أبوتريكة وزيدان واحمد حسن بجانبي لحظة التأهل.. وأهدي الفوز لجيل "المعلم"

 

في عام 2009 عاش المصريون كابوسا عصيبا في مدينة أم درمان السودانية بعد الهزيمة أمام الجزائر بهدف نظيف قضى على أمل التأهل إلى بطولة كأس الأعالم 2010 في جنوب أفريقيا، في تلك اللحظات ضرب اليأس والإحباط نجوم المنتخب الوطني لكرة القدم ما بين دموع ذرفتها أعينهم وحزنا يعتصر قلوبهم وقرارات متتالية بالاعتزال، إلا هو عصام الحضري حارس مرمى المنتخب الوطني الذي لم يستسلم لعامل الزمن وتقدمه في السن رغم تعالي الأصوات المطالبة باعتزاله، بل وصفه البعض بالجنون وقالوا "كيف سيستمر في الملاعب حتى سن الخامسة والأربعين؟!"، وراهن آخرون على أنه سرعان ما ستخور قواه ويفتر حماسه ويعلن اعتزاله، لكنه خيب آملهم وحقق آمال المصريين بمواصلة مسيرته في الملاعب متحديا كل الظروف إلى أن نجح أخيرا بعد طول انتظار في قيادة الفراعنة للتأهل إلى بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، والتي ستقام في شهر يونيو من العام المقبل، وسيكون عمر الحضري وقتها 45 عاما و5 أشهر وهو رقم قياسي سيحطمه الحضري بمجرد مشاركته مع المنتخب الوطني في المونديال، عصام الحضري تحدث في حوار خاص مع "الشروق" عن لحظات الألم التي عاشها بعد كابوس أم درمان وأوقات الأمل التي ساهمت في تأهل الفراعنة إلى كأس العالم:

 

بداية.. تهانينا على التأهل للمونديال وعلى حلم سعيت وراءه طويلا إلى أن بات حقيقة.

مبروك لكل المصريين، الحلم أصبح حقيقة أخيرا، وهذا الشعب العظيم يستحق أن يفرح، ومصر تستحق أن تكون موجودة دائما بين الكبار، وأسعد لحظات حياتي عندما شاهدت الفرحة في وجوه الجماهير التي تواجدت في ملعب برج العرب وغيرهم بالطبع الملايين الذين ساندونا في كل وقت.

 

ما هو تعليقك على المباراة الدرامية أمام الكونغو؟

كانت مباراة صعبة بكل المقاييس، وهكذا دائما المباريات الحاسمة تكون صعبة ومتغيرة ولا تسير على وتيرة واحدة، وحاولنا في الشوط الأول أن نسجل هدفا لكن لم يتحقق، وبين الشوطين تحدثنا معا كل اللاعبين والجهاز الفني وجددنا العهد على ضرورة الفوز وحسم بطاقة التأهل قبل مباراة غانا في المرحلة الأخيرة من التصفيات، ونجح محمد صلاح في تسجيل الهدف الأول وأضعنا العديد من الفرص قبل أن يسجل الكونغو هدف التعادل، وحقيقة خشيت على حلم المونديال بعد التعادل، لكن عندما رأيت الحكم يعلن عن 5 دقائق وقتا بدلا من الضائع عاد لي الأمل من جديد، وطالبت الجماهير بالهتاف ومساندة اللاعبين، واستجاب الله لدعةاتهم ودعواتنا واحتسب الحكم ضربة جزاء أعادت لنا الحياة من جديد وأحرزها صلاح لنحسم تأهلنا رسميا لكأس العالم بعد غياب استمر 28 عاما منذ مونديال إيطاليا 1990.

 

ثمانية أعوام منذ خروجنا من التصفيات في "أم درمان" عام 2009 وتأهلنا في برج العرب عام 2017، كيف قضيت تلك السنوات؟

حقيقة لحظات صعبة عشتها في أم درمان وقت خروجنا أمام الجزائر، وكنت أتمنى وقتها أن تنشق الأرض وتبتلعني وكنت أنظر لمن حولي من زملائي والجميع في نوبة بكاء هستيري فبعد أن كنا على بعد خطوات من مونديال جنوب أفريقيا خرجنا بعد مباراة درامية لن أنساها، وعدد كبير من زملائي اتخذ قرارا بالاعتزال، وبدأ اليأس يتسرب إلى نفسي وقتها فقد كنت لا أقدر على مواجهة الناس في الشارع لإحساسي بالخزي لعدم تحقيق حلم المصريين، لكن بعدها بأيام استجمعت قواي من جديد وعاهدت نفسي على أن أتحدى كل الظروف لتنفيذ وصية والدي رحمه الله الذي طالما حلم بأن يراني ألعب في كأس العالم، وبالفعل تمردت على كل الأصوات التي طالبتني بالاعتزال وكنت أتحدى نفسي وقلت طالما أني قادر على التحليق والقفاز في يدي فسأواصل المشوار لتحقيق الحلم، وهو ما حدث في النهاية، وأنتظر الآن بفارغ الصبر تحقيق حلمي باللعب في روسيا فأنا لم أعد قادرا على انتظار تلك الشهور.

 

 

لكنك بعد 2012 خرجت من قائمة المنتخب، كيف استطعت أن تعود من جديد؟

كانت لحظات قاسية، منتخب مصر هو أهم شيء بالنسبة لي، وحماسي وطاقتي تتزايد أضعافا مع المنتخب، وعشت عامين كاملين خارج صفوف المنتخب، كنت أتظاهر أمام الجميع بأني لا أبالي وأني لم أعد أفكر في الأمر، لكن كنت أجلس بمفردي قبل كل معسكر وأترقب إعلان الأسماء وأنتظر استدعائب للمنتخب كطفل يحلم بالحصول على لعبته المفضلة، ورغم خيبة الأمل في كل مرة إلا أنني لم أيأس وكنت أثق أن الله لن يخذلني وأني سأعود مجددا وهو ما حدث بالفعل في عهد الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني ومدربي الذي أعتز به الكابتن أحمد ناجي الذي ساندني بقوة.

 

بمناسبة كوبر، كيف ترى الأصوات المطالبة برحيله؟

أتعجب من هجوم البعض على كوبر، وهو مظلوم في هذه النقطة وأنا أرفض المطالبات برحيله، فالرجل حقق إنجازا تاريخيا بإعدتنا للمونديال بعد غياب دام 28 عاما، بل وحسمنا التأهل قبل نهاية التصفيات، إضافة إلى أنه وصل بالمنتخب إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت مؤخرا في الجابون بعد غياب استمر ثلاث دورات متتالية، فهل يكون جزاؤه أن يرحل؟! هذا أمر غير معقول.

 

السؤال الذي يطرح نفسه دائما، متى سيعتزل عصام الحضري؟

يضحك ويقول هدفي القادم هو اللعب في مونديال 2022، ثم يعود لحديث جاد ويقول سأعتزل اللعب الدولي مع المنتخب بعد مشاركتي في كأس العالم 2018 في روسيا، وسيكون المونديال هو آخر محطاتي مع المنتخب، لكني سأتستمر في اللعب مع الأندية.

 

كيف استطعت أن تستمر في الملاعب حتى هذه السن المتقدمة؟

بالعمل والجد والاجتهاد، استطعت أن أواصل مسيرتي، وأطالب كل إنسان في مجال عمله أن يتحلى بالإصرار والعزيمة، فأنا أتدرب ليلا ونهارا لأحقق حلمي، وأوقل أن استمراري في المكلاعب حتى الآن كان سببا في استمرار عدد كبير من اللاعبين كبار السن في الدوري المصري ولو أني اعتزلت لكانوا اعتزلوا منذ فترة.

 

حدثنا عن علاقتك بزميليك شريف إكرامي وأحمد الشناوي؟

علاقة جيدة للغاية، وما يميزنا داخل المنتخب أننا جميعا أسرة واحدة، وذلك هو سر النجاح، فالجميع يعمل منذ البداية من أجل هدف واحد هو الوصول لكأس العالمن لذلك تحقق الحلم بمجهود الجميع.

 

 

لمن تهدي التأهل للمونديال؟

بداية أهديه للشعب المصري وأنا علمت أن تعداد السكان وصل إلى 104 مليون نسمة، أهدي التأهل لهم جميعا، وكذلك أسرتي ووالدتي ووالدي رحمه الله، وكذلك لكل من ساهم وقدم الدعم بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسي والوزير خالد عبدالعزيز ومجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هاني أبوريدة، والجهاز الفني بقيادة هيكتور كوبر، وأخص بالشكر الكابتن أحمد ناجي وأنا أعلم أنه حاليا أسعد إنسان في الدنيا، وكذلك المدربين الذين عملت معهم فكري صالح وأحمد سليمان وطارق سليمان وسعفان الصغير وفالدير وجورج وكل من ساندني، وكذلك أهدي الفوز لجيل المعلم حسن شحاته بالكامل وكنت أتمنى أن يكون بجوار في لحظة التأهل أبوتريكة وأحمد حسن ومحمد زيدان وحسني عبدربه ومحمد شوقي وعمرو زكي ووائل جمعة وغيرهم، وأقول لهم أنا في المونديال عوضا عنكم وعن مجهودكم أيها الأبطال.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك