دعت الأمانة العامة للجامعة العربية، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إلى إدراج جريمة الإهمال الطبي المتعمد بحق المعتقلين الفلسطينيين، ضمن التحقيقات الجارية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأدانت الجامعة العربية في بيان، صدر عن «قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة» اليوم الأربعاء، الإهمال الطبي بحق المعتقل الشهيد عبد الرحمن سفيان السباتين (21 عاما)، من بلدة حوسان غرب بيت لحم، الذي ارتقى داخل أحد مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، بعد تدهور خطير في وضعه الصحي وسوء ظروف الاعتقال.
وأوضح البيان، أن جامعة الدول العربية تعتبر استشهاد المعتقل السباتين، وهو سادس معتقل فلسطيني يرتقي في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري، جريمة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية الممنهجة بحق المعتقلين الفلسطينيين، وخرقا سافرا لاتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة وللقانون الدولي الإنساني.
وشدد البيان على أن سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي تمارسها إدارة معتقلات الاحتلال بحق آلاف المعتقلين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال والنساء والمرضى، تُعد شكلا من أشكال القتل البطيء والتعذيب المحظور دوليا.
وطالبت الجامعة العربية المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، وفي مقدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالتدخل العاجل للضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عن جثمان الشهيد وتسليمه إلى ذويه، مؤكدة وقوفها التام إلى جانب الشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله.
وأبلغت الهيئة العامة للشئون المدنية كلاً من: هيئة شئون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، باستشهاد المعتقل عبد الرحمن سفيان محمد السباتين (21 عاماً)، من بلدة حوسان/بيت لحم، في مستشفى «شعاري تسيدك» الإسرائيليّ، الليلة الماضية.
وبحسب بيان صادر عن نادي الأسير، صباح الأربعاء، أعتقل السباتين منذ 24/6/2025 وما يزال موقوفاً، فيما عُقدت آخر جلسة محكمة له بتاريخ 25/11/2025، ولم تُظهر حالته خلال الجلسة – كما أكدت عائلته التي كانت حاضرة – أي علامات تدل على معاناة صحية خطيرة، رغم أنه كان قد أصيب إصابة خطيرة في البطن قبل عام على اعتقاله، ولاحقاً استقر وضعه.
وأضافت المؤسستان أن جريمة قتل السباتين تضاف إلى سجل جرائم القتل البطيء التي ينتهجها الاحتلال بحقّ الأسرى والمعتقلين، وإلى سلسلة عمليات الإعدام الميداني الممنهجة التي تشكل جزءاً أساسياً من حرب الإبادة المستمرة بحقّ شعب فلسطين.
ومع استشهاد السباتين، تؤكّد المؤسسات أن أعداد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء حرب الإبادة – وفقاً للمعطيات الحديثة الصادرة عن منظمات حقوقية، بينها منظمات إسرائيلية – تجاوزت المئة شهيد، وهو رقم غير نهائي.
وأعلنت المؤسسات عن هويات 85 منهم، فيما لا يزال العشرات من معتقلي غزة الشهداء رهن الإخفاء القسري، إلى جانب عشرات المعتقلين الذين جرى إعدامهم ميدانياً.