رفيقة بليغ حمدي في سنوات الألم تتحدث لـ«الشروق» عن الأيام الأخيرة في ذكرى رحيله الـ25 - بوابة الشروق
الأربعاء 17 أبريل 2024 1:52 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رفيقة بليغ حمدي في سنوات الألم تتحدث لـ«الشروق» عن الأيام الأخيرة في ذكرى رحيله الـ25

حوار ــ أمجد مصطفى:
نشر في: الثلاثاء 11 سبتمبر 2018 - 9:31 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 11 سبتمبر 2018 - 9:32 ص

• نانسى فاروق: بليغ مات بخطأ طبى فى باريس
• رحل وهو يردد اسم مصر و«عايز أرجع بيتى».. ولم أخشَ الشائعات لأننى كنت أثق فى تغييره بعد العودة من الغربة
• كان عصبى المزاج قبل الجراحة الأخيرة
• حياته تغيرت بعد الحادث الشهير وقال عدت بعودى وكتبى
• عاش ومات لا يمتلك شقة باسمه
• أنغام عاشت معى معاناتى مع مرض الموسيقار الراحل وأوصاها على كثيرا


البداية خبر فى الصحيفة عن براءة الملحن الكبير تعترى قارئة الخبر فرحة كبيرة لانه الموسيقار الذى تغنت بألحانه سيدة الغناء العربى ام كلثوم وتغنى باعماله عبدالحليم حافظ وغنت له وردة وميادة قصصا فى صورة اغانٍ، قدم العاطفى والوطنى والشعبى وفى كل لون كان رائدا وله بصمة. ثم تمر ايام قليلة تعد على اصابع اليد الواحدة واذا به يدخل فى نفس المكان الذى ذهبت للتسجيل فيه مع ابوها الروحى ميشيل المصرى وعندما قال لها ابن جوزيف بن ميشيل المصرى هذا بليغ حمدى لم تصدق، وظلت فى مكانها، واذا بالمصرى يطلب منها القدوم حيث يجلس فكانت المفاجأة انها امام بليغ حمدى، ارتبكت كثيرا «وفى داخلها كلمات تقول يا خبر اسود انا امام بليغ حمدى»، ثم قالت جملة كل حتة فيه بتقولك حمدلله على السلامة.. الجملة لفتت نظر بليغ وكانت ذات صدى بداخله.

قال لها فيما بعد إنه صدق ارتباكها فى تلك اللحظة، وشعر أن جملتها كانت من قلبها، وهى اصدق جملة قيلت له منذ قدومه إلى مصر وحصوله على البراءة، أحس بارتباكها وصدقها ولمست جملتها قلبه.

هذه هى قصة بليغ حمدى مع الفنانة عازفة البيانو نانسى فاروق التى لازمت بليغ حمدى فى اخر اربع سنوات فى حياته. كانت بالنسبة له الغطاء والدواء والسمع والبصر يستمد الفرح أو الحزن من وجهها.

فى هذا الحوار تفتح قلبها لتحكى ذكريات لم تحكها من قبل وابدأ معها الحوار من ذكرى رحيل بليغ التى وصلت إلى المحطة الـ 25.

 

** 12 سبتمبر ذكرى رحيل بليغ حمدى ما هى رسالتك له؟

ــ أقول له لن أنساك يوما وكلما تقترب ذكراه اشعر انه مازال معى يتحدث إلى، صوره فى كل مكان فى منزلى.

 

** انت تعيشين ذكراه بشكل لا يحدث الا فى الدراما؟

ــ انا بعده لم اجد احدا، لم أرَ غيره. أنا مش شايفه حد تانى.

 

** لهذه الدرجة؟

ــ عندما يقول انسان لك ربنا طبطب عليا بيكى ماذا تفعل. وعندما يقول لك هو فى حد فى بلدنا كده. كيف تنساه.

 

** لكن البعض يقول ان وردة اخر حب فى حياته؟

ــ لم أرَ وردة إلا مرة واحدة عندما زارته فى مستشفى كليوباترا فى مصر الجديدة ولا أريد الحديث عن علاقتهما فذا أمر يخصهما وهما رحلا عن الدنيا.

 

** لكن وردة قالت فى مجلة الموعد إنها كانت تلازمه فى مستشفى ابن سينا؟

ــ انا لازمت بليغ اخر اربع سنوات وبليغ أثناء مرضه كان معى فى مستشفى كليوباترا فى مصر الجديدة.

 

** هل صحيح كانت اغنية بودعك مكتوبة لوردة بعد الانفصال؟

ــ عندما غنتها ولحنها لم أكن اعرفه. لاننى تعرفت عليه اثناء العمل فى هذه الاغنية.

 

** علاقتك ببليغ هل بدأت عاطفية أم صداقة تحولت لعاطفية ام جاءت العاطفة مع الوقت؟

ــ من جانبى لم اكن اشعر بأى حب كما قلت كان اكبر من والدى بعامين وبالتالى كان صعب اشعر بحب تجاهه من اللقاءات الاولى.

 

** هل تعددت اللقاءات؟

ــ التقيته لثانى مرة فى استوديو 35 بالاذاعة لتسجيل اغنية بودعك ووقتها كما قلت لم اكن اعرفه كصديق وسألنى «ليه ما اتصلتيش بيا» رديت بخجل ليه. طلب تليفونى وعندما عدت للمنزل وجدته يتصل بى. ثم اصبحنا اصدقاء.

 

** آخر رحلة له خارج مصر للعلاج كنت معه؟

ــ سافر بليغ للسعودية لحضور مناسبة لصديق له وهناك تعب شوية ذهب إلى الطبيب اكتشفوا ان الكبد به مشاكل ونصحوه بالسفر إلى باريس جاء إلى مصر وسافر يوم الاربعاء ثم لحقت به الاربعاء الذى تلاه لانه رفض السفر بدونى. وهذه كانت اول رحلة سفر لى خارج مصر واول مرة اركب طائرة.

 

** كيف كان فى هذه الرحلة؟

ــ كان فى منتهى السعادة، اجرى اول عملية حقن للكبد ونجحت تماما والاطباء كانوا سعداء بالنتيجة وانا كنت اتحدث للاطباء وكان يستشف من وجهى مدى نجاح العلاج، عندما يرانى سعيدة يعى ان الاطباء طمأنونى، وسهل من وجودنا وجود مغربية هناك كانت مساعدة للبروفسور الفرنسى، وكنا فى غير اوقات العلاج نلف كل باريس وضواحيها، بناء على رغبته وكأنه اراد ان يودع الحياة.

فى هذه الرحلة صورت 13 فيلما بالكاميرا رصدت فيها كل لحظة عاشها.

 

** ماذا حدث بعد ذلك؟

ــ كان من المفترض ان يتلقى جرعة الحقن الثانية فى 11 يناير لكن الدكتور اكد ان نجاح الحقن الاولى جعلنا نبكر بالثانية، وللاسف دخل المستشفى يوم الجمعة 10 سبتمبر وداخل الغرفة علم ان طبيبا اخر سوف يتولى الحقن وحزن كثيرا وشعر بضيق وكان شديد العصبية ويبدو انه كان يشعر بما سيحدث. دخل الساعة 8 صباحا كالعادة خرج الساعة 11.40 رغم انه فى سابق العمليات كان يخرج بعد ساعتين فقط. خرج وهو فى حالة اعياء شديدة جدا ويتحدث بصعوبة واشار إلى الطبيب ما يفيد بانه اخطأ فى الحقن.

 

** هل كان هناك خطأ طبى فعلا؟

ــ عندما دخل غرفة الحقن أو العمليات كان على الطبيب ان يفتح الجانب الايمن ليرى حالة الكبد ومدى امتصاصه للمصل ولكن الطبيب لم يفطن لهذا وفات عليه ان يعرف ان الكبد مازال يمتص الجرعة الاولى واذا به يعطيه الجرعة الثانيه فى نفس الوقت وهو الامر الذى ادى إلى ان الكبد حدث به مشكلة كبيرة ادت إلى انه تحلل، وعاش بليغ اخر 48 ساعة على البروفين مسكنات فقط، وهم فى المستشفى كانوا يعون انهم اخطأوا، ومات بليغ يوم الاحد 12 سبتمبر امام عينى.

 

** خلال الـ 48 ساعة الاخيرة هل كان يتحدث؟

ــ كان يقول جملتين فقط عاوز ارجع بيتى وبحبك يا مصر. وكنت ارد يا حبيبى احنا هانرجع بإذن الله.

 

** كانت لحظات قاسية؟

ــ بالتأكيد كانت أياما صعبة جدا كلما أتذكرها أبكى.

 

** كيف كان يعيش يومه قبل الرحيل هل كان طبيعيا؟

ــ لم يكن فى هذه الرحلة طبيعيا، كان يستمع كثيرا للموسيقى لم يكن ينام فى الظهيرة كعادته، كأنه يريد ان يستمع لاكبر قدر من الموسيقى لكى يودعها.

 

** كيف كانت رحلة العودة؟

ــ أكبر هم فى حياتى انا على مقعد فى الطائرة وبليغ داخل الصندوق وللامانة كانت انغام اكبر سند لى فى هذه المحنة وعاشت معى كل تفاصيل المرض، وكان بليغ رحمة الله عليه يتصل بها كثيرا حتى اتحدث اليها عندما كان يجدنى قلقة أو متوترة، هو كان يعرف انها قريبة منى جدا، كان يوصيها على، وفعلا وجدتها تصعد إلى الطائرة لتستقبلنى.

 

** ما هى احلامه التى لم يحققها؟

ــ كان يتمنى بعد عودته انجاز عمل مسرحى غنائى بعنوان اخناتون وعمل استوديو يحمل اسمه.

 

** بعد محنة القضية الشهيرة التى سقطت فيها فتاة من شقته فى ميدان سفنكس كيف كان شعوره؟

ــ بعد عودته قرر ان يترك هذه الشقة ولا يدخلها خاصة انها كانت ايجار، وقال عدت إلى مصر حاملا عودى وكتبى ولن اعود إلى ما كنت فيه مهما حصل.

 

** هل هذا معناه ان بليغ لم يكن يمتلك شقة؟

ــ بليغ لم يمتلك شقة فى حياته وكان وجدى الحكيم رحمة الله عليه يعلم ذلك وقرر ان يشترى له شقة دون ان يقول له فكان يطلب منه مبالغ مالية على انها سلف وهو فى حقيقة الامر كان قد اشترى له شقتين فى اخر شارع فيصل باسمه.

 

** غزارة التلحين عنده إلى أى سبب تعود.. الموهبة ام القصص التى عاشها؟

ــ بليغ كان طوال اليوم يفكر فى الموسيقى واحيانا كان يكتب على المناديل حتى لا ينسى. كما انه كان عاطفيا بالفطرة كل ذلك منحه تلك الغزارة فى الانتاج.

 

** من الصوت المفضل له؟

ــ كان يحب فيروز وعبدالوهاب يسمعهما طوال الوقت. كان يرى فى موسيقار الاجيال اعظم مطرب.

 

** ماذا عن ام كلثوم؟

ــ كان يقول عنها فلاحة مصرية امبراطور على المسرح.

 

** الملحن الاهم من وجهة نظره؟

ــ كان يرى القصبحى صاحب مدرسة التجديد وكان يبكى عندما يراه يجلس خلف ام كلثوم يعزف على العود وكان يراه استاذه كان يخجل وهو يرى القمم تعزف ألحانه لام كلثوم. وذات مرة ألقى بالشبشب على التليفزيون عندما عرفت احدى المذيعات القصبجى على انه عازف العود.

 

** محمد فوزى؟

ــ كان له مكانة كبيرة لانه فتح شركته له وقدمه لام كلثوم.

 

** هناك رسالة كتبها بعد العودة من عزاء عبدالوهاب؟

ــ كتب قائلا ياه على الناس اللى بتكذب قوى.. حتى فى العزاء يكذبوا ويقولوا عبدالوهاب قال وقال.. قبل ما اموت انا بقول ماقولتش لحد حاجة عن حياتى وماليش فى الحياة غير صديقى الفلاح وحبيبتى.

 

** من هو صديقه الفلاح؟

ــ هو الفنان الكبير محمد رشدى كان يحكى له كل شىء وكان ملازما له دائما.

 

** على المستوى الانسانى كيف كان بليغ؟

ــ كان انسانا خجولا جدا جدا، كان يحب الخير وفى مرة كان خارج البلاد وطلب منى الذهاب لاحدى السيدات لمنحها مبلغا من المال لانها مريضة فقلت له كيف تأكدت انها مريضة فرد وما الذى جعلك تعتقدين انها ليست كذلك، اذهبى اليها لانها ربما تكون فى حاجة إلى هذا المبلغ وبالفعل لم ينم اياما إلى ان ابلغته باننى ذهبت اليها وبالفعل شاهدت هذه السيدة فى العزاء وهى فى انهيار وماتت بعده نتيجة المرض، كما انه كان حريصا على تلبية بعض المطالب التى كانت تأتيه عن طريق البريد.

 

** هل احب بليغ ميادة الحناوى فعلا؟

ــ لا اعلم وان كنت اشك فى ذلك تماما، نعم هو عاش فى سوريا فى فترة من الفترات لكن ربما كانوا بمثابة الاصدقاء.

 

** بصراحة انت عشت اربع سنوات مع بليغ الم تخشى من الشائعات وانت بنت صغيرة فى ذلك الوقت؟

ــ لم اخشَ من الشائعات لان بليغ عاد مختلفا بعد سنوات الغربة وهو كان يعنى اننى من بيت ناس وكان يزورنا فى بيتنا ثم انه كان يتعامل معى بقدر كبير من النقاء لدرجة انه كان يقول لى «لو هذا هو الحب يبقى انا ماحبيتش قبل كده» فبعد هذا الكلام هل اخشى من الشائعات.

 

** ما هى أجمل رسالة كتبها بليغ حمدى إليك؟

ــ خصنى بليغ برسائل كثيرة منها رسالة كتبها فى 7 فبراير 1992 نصها «إلى ابنتى الكبيرة.. الى اختى الصغيرة.. الى صديقتى الصادقة.. الى الحساسية المطلقة.. الى المشاعر الذكية.. الى نانسى الغالية».. وهذه الرسالة مازلت أحتفظ بها ضمن رسائل كثيرة كتبها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك