استضاف الإعلامي محمد العقبي، في برنامجه «من الآخر»، الذي يعرض على فضائية «روتانا مصرية»، مساء الاثنين، كلًا من مصطفى حمدي، صحفي بجريدة «الشروق»، والدكتور مروان سالم، الصيدلي والباحث في الدواء والغذاء؛ وذلك للحديث عن التحقيق الاستقصائي، الذي أجراه «حمدي»، بمساعدة «سالم» عن الأدوية المغشوشة، ونُشر بالشروق تحت عنوان «الطريق إلى الدار الآخرة مفروش بالأدوية المغشوشة».
وقال «حمدي» إن فكرة التحقيق بدأت عندما كان متواجدًا بإحدى الصيدليات؛ لعمل تحقيق صحفي عن أزمة ارتفاع أسعار الدواء، ورأى مواطنًا يطالب بشراء دواء لوالده المريض بالكبد، مضيفًا: «في هذا التوقيت كان هناك أنباء كثيرة عن وفاة مرضى بالكبد بسبب هذا الدواء، فقمت بشراءه، وبدأت في الاتصال بالدكتور مروان؛ لبدء التحقيق».
وأوضح «قمنا بتحليل هذه العينة، ووجدنا أنها مغشوشة بنسبة 100%، فقمنا بشراء عينات أخرى من نفس الدواء، من مناطق وصيدليات مختلفة، وبدأنا التحقيق، ووصلنا إلى أن معظم العينات مغشوشة، ويضاف لها مواد أخرى غير المادة الأساسية».
وتابع «بدأنا في عملية تتبع الخيوط، وبعد عملية بحث استمرت أكثر من أسبوعين، نزلنا إلى شارع الجامع الأحمر بالعتبة، وهو شارع مليء بمحلات معروفة ببيع العطور، لكنها في الخفاء تبيع زجاجات أدوية فارغة، تستخدمها مصانع بير السلم، لوضع المواد المغشوشة بها، وبيعها للصيدليات».
وعند سؤاله عن أكثر شيء صُدم بسببه أثناء إجراء هذا التحقيق، أجاب «لم أكن أتصور أبدًا أن هناك صيدلي من الممكن أن يتاجر بحياة المرضى بهذا الشكل الذي رأيته»، مضيفًا: «كلامي هذا لا يعني أن كل الدواء بالسوق مغشوش».
وعن أبرز المشكلات التي واجهته أثناء إجراء التحقيق، قال إن «مرحلة تحليل العينات كانت الأصعب بالنسبة لي، فبعض الجهات التي ذهبنا إليها رفضت إجراء التحليل، وجهات أخرى قالت لنا إن النتائج ستظهر بعد 6 أشهر، وهناك معامل كانت متخوفة من عمل التحاليل».
وأضاف أنه حاول الوصول للمصانع التي تصنع هذه الأدوية المغشوشة، لكنه لم يستطع؛ بسبب وجودها بمناطق شعبية، مكتظة بالسكان.
وفي نهاية حديثه، طالب المواطنين بتوخي الحذر أثناء شراء الأدوية، والتوجه للصيدليات الموثوق بها.
وتوجه بالشكر لعماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة «الشروق»، قائلًا: «رئيس التحرير تكلف بكل المصروفات، ولم يتأخر علينا لحظة».
ومن جانبه، قال الدكتور مروان سالم، إنه عندما بدأ في تحليل دواء الكبد، الذي أشار إليه «حمدي»، وجد أنه مُضاف إليه محلول ملح، ولون، ومادة تشبه زلال البيض، على حد قوله.
وأوضح أن «كثير من الصيادلة الذين يبيعون هذه الأدوية المغشوشة مظلومون؛ لأنهم لا يستطيعون التفرقة بين العلبة الأصلية والمغشوشة»، متابعًا: «الجهة الوحيدة التي تستطيع التفرقة بينهما هي شركات الأدوية».
وأضاف أنه قام بإجراء تحليل وبحث لبعض المنشطات الجنسية الموجودة بالأسواق، وتوصل إلى أن نسبة كبيرة منها تتكون من مواد مجهولة، بعضها يؤدي إلى الوفاة.
وأعرب عن تعجبه مما وصفه بتبرير الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة، لظاهرة الأدوية المغشوشة، قائلًا: «متحدث وزارة الصحة قال إنها ظاهرة عالمية، ولا تتعدى الـ7% بمصر، على الرغم من أن الأدوية المغشوشة تمثل 30% من حجم الأدوية المتداولة بالسوق».
وقال إن «هناك وجه آخر لمشكة الدواء بمصر، وهي الأدوية المستوردة التي تدخل البلد بشكل غير شرعي، ويتم بيعها بالصيدليات الكبرى، كمكملات غذائية»، موضحًا: «أنا لا أشكك في مكونات هذه الأدوية، لكن في الطريقة التي تدخل بها للبلد».
وتابع «هذه الأدوية تدمر الاقتصاد المصري، وتضيع مليارات الدولارات على البلد»، متسائلًا: «لماذا حتى الآن لم يُسن قانونًا يبيح دخول هذه الأدوية بشكل شرعي؟»
واختتم حديثه، مطالبًا بسن قوانين؛ لمكافحة ظاهرة الأدوية المغشوشة، وإنشاء هيئة عليا للدواء يترأسها أستاذة الجماعات من كليات الطب والصيدلة، وتطبيق الاسم العلمي للدواء.
وكانت جريدة «الشروق» قد نشرت، تحقيقًا استقصائيًا بعنوان «الطريق إلى الدار الآخرة مفروش بالأدوية المغشوشة»، كشفت خلاله عن كارثة دوائية كبرى بمصر، تتمثل في وجود ما يقرب من 24 دواءً مغشوشًا، ممنوع بيعه طبقًا لتحذيرات وزارة الصحة، بالإضافة إلى وجود أدوية منتهية الصلاحية لا تزال متاحة في الصيدليات، ومن بين هذه العقاقير أدوية تُستخدم في علاج الكبد والضغط والسكر، وفيتامينات مستوردة، يدخل في مكوناتها زلال البيض والملح.
للاطلاع على التحقيق كاملا:
«الشروق» تكشف فى تحقيق استقصائى: الطريق إلى الدار الآخرة مفروش بـ«الأدوية المغشوشة» (1-2)
«الشروق» تكشف فى تحقيق استقصائى: الطريق إلى الدار الآخرة مفروش بـ«الأدوية المغشوشة» (2ــ2)