الغدة الدرقية (Thyroid gland)، هى إحدى الغدد الصماء التى تصب إفرازها فى الدم مباشرة بلا قنوات تساعدها على ذلك. تشبه فى شكلها الفراشة إذ تتكون من فصين فى مقدمة العنق فيمكن رؤيتها عند البلع خاصة إذا ما ألم بها تضخم نتيجة زيادة نشاطها.
تتحكم الغدة الدرقية على صغر حجمها (وزنها لا يتعدى العشرين جرامًا) فى نشاط الجسم عامة، وذلك بإفرازها أحد الهرمونات المهمة: الثيروكسين Thyroxin T4 الذى يدور فى الدم بصورة نشطة T4 وأخرى T3 أقل. يمكنها أن تتحول للصورة النشطة متى احتاج الجسم إلى عمله.
يتم التحكم فى نشاط الغدة الدرقية نفسها عن طريق الغدة النخامية التى تفرز بدورها هرمونات محفزًا لنشاط الغدة الدرقية TSH. إفرازه يتناسب عكسيًا وإفراز الغدة الدرقية. إذا قل هرمون الثيروكسين فى الدم (T4) زاد هرمون TSH ليحفزه لذلك، فحالات زيادة نشاط الغدة تتميز بنسبة عالية من هرمون T4 تقابلها نسبة منخفضة من TSH فى تحليل الدم.
فماذا يحدث إذا ما تكاسلت الغدة الدرقية؟
أعراض نقص إفراز الغدة الدرقية تظهر أحيانًا بصورة بسيطة فلا يعانى منها الإنسان بصورة واضحة وإن كانت مزعجة، وقد يحار فى تشخيصها الطبيب الذى قد لا يمكنه رصدها فى صورة أعراض مرضية محددة. تتباين الأعراض:
- زيادة فى الوزن رغم عدم الإقبال على الطعام بشهية.
- الخمول وقلة النشاط والإجهاد المستمر بلا سبب مرضى.
- ترهل الجسم وآلام العضلات.
- الإحساس بالبرودة وربما خدر الأصابع.
- جفاف الجلد وشحوبه.
- خشونة الشعر وتصاقطة.
- الإحساس بالبلادة والخمود النفسى.
- النزق والعصبية غير المبررة.
- الميل للنوم وافتقاد الهمة.
- بحة الصوت.
- بطء فى نبض القلب.
- اضطرابات الدورة الشهرية.
- الإمساك.
اختلاف الأعراض إلى حد بعيد وعدم ترابطها يوقع الطبيب والمريض فى حيرة قد لا يبددها إلا تحليل للدم يرصد نسبة هرمون الثيروكسين والهرمون الذى يحفز إفرازه.
كسل الغدة الدرقية مرض المرأة عمومًا خاصة من تجاوزت الخمسين فتبلغ نسبة الإصابة به بين السيدات ١: ٥٠، بينما تصل نسبة الإصابة به فى الرجال ١: ١٠٠، ولا يعفى أحد من كسل الغدة الدرقية فقد يتعرض له الأطفال أيضًا فيتأثر نموهم، أما إذا أصاب الحامل فإنه يتسبب فى احتمالات الإجهاض أو تخلف الجنين عقليًا أو جسديًا.
لكن ما الذى يدعو لأن تتكاسل الغدة الدرقية؟
اليود عنصر مهم للغاية تعتمد عليه الغدة الدرقية فى تصنيع هرمون الثقيروكسين لذا فنقصه يعد أهم أسبب كل الغدة الدرقية. هناك أيضًا أحد الأمراض المناعية الذى يصيب الغدرة الدرقية (مرض هاشيموتو) أو إذا ما تعرض الإنسان لجراحة لازمة لاستئصال الغدة الدرقية.
نقص اليود تستعيض عنه الدول الصناعية بإضافته إلى ملح الطعام لكنه ما زال منتشرًا فى بلدان العالم النامية.
علاج كسل الغدة الدرقية يتم بتعويض نقص الهرمون (الثيروكسين) بجرعات محسوبة تتناسب ومدى نقصه. غالبًا ما يستمر العلاج مدى الحياة لكن من الواجب المتابعة الدورية، لأن التعويض يجب أن يتم فى حدود ما يحتاجه الجسم بلا زيادة أو نقصان.