الطبيب عادل المتوتر في فيلم «العار»، والثري المتكبر مرتضى السلاموني في «يا عزيزي كلنا لصوص»، والشيخ حسني فاقد البصر في «الكيت كات»، وعبد الملك زرزور صاحب الشخصية القوية في «إبراهيم الأبيض»، كلها مترادفات لساحر السينما المصرية الفنان الراحل محمود عبد العزيز الذي وافته المنية مساء السبت، عن عمر ناهز الـ70 عامًا بعد صراع مع المرض.

ولد الفنان محمود عبد العزيز في الرابع من يونيو عام 1964 لأسرة متوسطة بحي الورديان غرب محافظة الإسكندرية، ودرس بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، ومارس هواية التمثيل من خلال فريق المسرح بالكلية، قبل أن يحصل على درجة البكالوريوس ثم درجة الماجستير في تربية النحل.

بدأت مسيرة «الساحر» الفنية دراميًا من خلال مسلسل «الدوامة» في بداية السبعينيات بعد أن أسند له المخرج نور الدمرداش دورًا في المسلسل مع محمود ياسين ونيللي، وانطلق مشواره السينمائي من خلال فيلم «الحفيد»، عام 1974، لتبدأ رحلته مع البطولة المطلقة منذ عام 1975 في فيلم «حتى آخر العمر».

قدم «عبد العزيز»، الأدوار المرتبطة بالشباب والرومانسية والحب والمغامرات لمدة 6 سنوات منذ بداية مسيرته الفنية، قام خلالها ببطولة 25 فيلمًا منها «مع حبي وأشواقي» عام 1977، و«ابنتي والذئاب»، و«الشياطين»، و«البنت الحلوة الكدابة»، و«طائر الليل الحزين»، في نفس العام، و«امرأة بلا قلب»، و«امرأة في دمي» عام 1978.

ومنذ عام 1982 بدأ الفنان الراحل بالتنويع في أدواره، فقدم فيلم «العار»، وقدم دور الأب في فيلمي «العذراء والشعر الأبيض»، و«تزوير في أوراق رسمية»، ثم دور عميل المخابرات المصرية والجاسوس في فيلم «إعدام ميت»، وقدم شخصيات متنوعة وجديدة في أفلام «الصعاليك»، و«الكيف» الذي حظي بنجاح جماهيري كبير.

بلغ عدد أفلام محود عبد العزيز نحو 84 فيلمًا، ومارس تجربة الإخراج السينمائي في فيلم وحيد هو «البنت الحلوة الكدابة»، وتنوعت أدواره السينمائية ما بين الرومانسية، والكوميديا، والواقعية، وكان فيلم «إبراهيم الأبيض» مع الفنان أحمد السقا أخر ظهور للساحر على شاشة السينما.

وفي منتصف الثمانينيات قدم «الساحر» دورًا من الأدوار الدرامية الهامة في حياته الفنية بعدما قام ببطولة مسلسل رأفت الهجان في المسلسل التليفزيوني الذي يحمل نفس الاسم وهو من ملف المخابرات المصرية.

وعلى الشاشة الصغيرة أيضًا قد محمود عبد العزيز عدد من المسلسلات الأخرى هي «الدوامة»، و«شجرة اللبلاب»، و«البشاير»، و«محمود المصري»، و«أنا الحكومة»، و«باب الخلق»، وأخيرًا «جبل الحلال» عام 2014.

المسيرة الفنية الكبيرة للساحر أهلته للحصول على العديد من الجوائز السينمائية من مختلف المهرجانات الدولية والمحلية من أهمها جائزة أحسن ممثل عن أفلام«الكيت كات»، و«القبطان»، و«الساحر» من مهرجان دمشق السينمائي الدولي.
كما حصل الراحل أيضًا على جائزة أحسن ممثل عن فيلم «سوق المتعة» من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة أحسن ممثل عن فيلم «الكيت كات» من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، وجائزة أحسن ممثل مشاركة مع الفنان عمار محمد حسان في فلم «الليالي المقمرة».

توفى النجم الكبير محمود عبدالعزيز، الملقب بـ«الساحر»، مساء اليوم، عن عمر يناهز ٧٠ عاما، بعد صراع مع المرض.

كان الفنان الراحل قد تعرض لهبوط حاد فى الدورة الدموية وضيق فى التنفس، ونُقل إلى مستشفى الصفا فى المهندسين، وفى وقت لاحق تم الكشف عن غموض حالته التى تمثلت فى تورم شديد فى الأنسجة المحيطة بالفك، وقام باستئصال هذا الورم بفرنسا، ورغم أنه كان ورمًا حميدًا إلا أن حالته الصحية تدهورت سريعًا.