أزمة مالية عالمية تحلق في الأفق.. تعرف على تفاصيل إفلاس بنك التوقيع الأمريكي - بوابة الشروق
الثلاثاء 6 مايو 2025 7:17 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

أزمة مالية عالمية تحلق في الأفق.. تعرف على تفاصيل إفلاس بنك التوقيع الأمريكي

هايدي صبري
نشر في: الإثنين 13 مارس 2023 - 8:55 م | آخر تحديث: الإثنين 13 مارس 2023 - 8:55 م
بعد يومين فقط من إغلاق سلطات كاليفورنيا لبنك وادي السيليكون، في انهيار أدى إلى اضطراب الأسواق العالمية وترك مليارات الدولارات من الودائع الخاصة بشركات ومستثمرين عالقين، أغلق المشرعون في الولاية بنك "التوقيع" في نيويورك، فما تداعيات هذه الأزمة.

ويعد فشل بنك التوقيع، ثالث أكبر فشل في تاريخ الولايات المتحدة، ما ينذر بتكرار الأزمة المالية العالمية 2008، بحسب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية.

وجاء إفلاس بنك التوقيع، في أعقاب إغلاق بنك وادي السيليكون يوم الجمعة، وهو أكبر فشل منذ انهيار واشنطن ميوتشوال في عام 2008 خلال الأزمة المالية. لا تزال واشنطن ميوتشوال تصنف على أنها أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية والجهات التنظيمية الأخرى للبنوك، في بيان مشترك، الأحد، إن جميع المودعين في "بنك التوقيع" سيصبحون كاملين، ولن يتحمل دافع الضرائب أية خسائر.

وعين المنظمون المصرفيون في نيويورك المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC) كمستلم للتصرف في وقت لاحق في أصول البنك.

وأعلن بنك التوقيع عن أرصدة ودائع بلغ مجموعها 89.17 مليار دولار اعتبارًا من 8 مارس. اعتبارًا من 31 ديسمبر، كان لديه ما يقرب من 110.36 مليار دولار في الأصول، وفقًا لإدارة الخدمات المالية بولاية نيويورك.

وتساءلت صحيفة "كابيتال" الفرنسية، بعد إفلاس بنك سيليكون فالي، "هل سنعيش من جديد الأزمة المالية لعام 2008؟"، موضحة أن إفلاس بنك كاليفورنيا "أكبر فشل مصرفي منذ إفلاس "ليهمان برازر" في عام 2008، تثير الخطوة مخاوف خبراء الاقتصاد.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن إغلاق "سيليكون بنك" من قبل "إف.دي .آي.سي" (المكافئ الأمريكي لصندوق ضمان الودائع)، جاء بعد يومين من إفلاس "سيلفرجت كابيتال" وهو بنك متخصص في تمويل مشاريع العملات الرقمية.

وأشارت الصحيفة الاقتصادية الفرنسية أن غالبية حسابات عملاء هذا البنك لشركات ذات رأس مال تعتمد على ودائع، وحوالي 89% من مبالغ الودائع غير مؤمنة.

ماذا حدث ؟

وأضافت الصحيفة أن فشل بنك سيلفرجيت أدى إلى عمليات سحب ضخمة للودائع من قبل عملاء "سيليكون فالي بنك" خوفًا من أن نفس المصير قد يحدث للأخير، موضحة أن سيليكون بنك كان لديه 209 مليارات دولار من الأصول و 175 مليار دولار من ودائع العملاء، والتي استثمرها في السندات مقابل عائد.

وتابعت: "للتعامل مع عمليات السحب الهائلة للأموال، اضطر البنك بالتالي إلى بيع السندات".

وأشارت "كابيتال" إلى أنه "مع ذلك، منذ شراء هذه السندات، رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعاره الرئيسية، مما تسبب في خسائر رأسمالية غير محققة على أصول جميع البنوك، كما خسرت "سيليكون بنك" 1.8 مليار دولار عن طريق بيع السندات بخسارة.

ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن أصل هذا الإفلاس ليس ارتفاع سعر الاحتياطي الفيدرالي، ولكن نتيجة عمليات السحب الهائلة للعملاء وأيضًا منصات العملات الرقمية الخاسرة، والتي اضطرت إلى إجراء عمليات سحب لدفع الأجور والنفقات الأخرى.

وأكد مسؤولون أمريكيون، الأحد أن عملاء بنك وادي السيليكون، سيكونون قادرين على الوصول إلى ودائعهم ابتداء من اليوم الاثنين. كما أعلنت الحكومة الفيدرالية الأمريكية عن إجراءات لدعم الودائع ووقف أي تداعيات مالية أوسع نطاقا من انهيار المقرض الذي يركز على التكنولوجيا الناشئة.

أما عن "بنك التوقيع"، وهو بنك تجاري، له مكاتب عملاء خاصة في نيويورك وكونيتيكت وكاليفورنيا ونيفادا ونورث كارولينا، تسعة خطوط أعمال وطنية بما في ذلك العقارات التجارية والخدمات المصرفية للأصول الرقمية.

واعتبارًا من سبتمبر، جاء ما يقرب من ربع ودائع بنك التوقيع، من قطاع العملات المشفرة، لكن البنك أعلن في ديسمبر أنه سيقلص الودائع المرتبطة بالتشفير بمقدار 8 مليارات دولار.

وكان للبنك علاقة طويلة الأمد مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وعائلته، حيث زود ترامب وشركته بحسابات جارية وقام بتمويل العديد من مشاريع العائلة.

وقطع بنك سيجنتشر العلاقات مع ترامب في عام 2021 بعد أعمال الشغب الدامية في 6 يناير في الكابيتول هيل وحث ترامب على الاستقالة.

قال مسؤولون، يوم الأحد إن المساهمين وبعض حاملي الديون غير المضمونين لبنك سيجنتشر، وكذلك بنك سيليكون فالي، لن يكونوا محميين، وأنه تمت إزالة الإدارة العليا لكلا البنكين.

واعتبر مسؤولون أمريكيون أن أي خسائر لحقت بصندوق تأمين الودائع التابع لمؤسسة التأمين الفيدرالية والمستخدمة لدعم المودعين غير المؤمن عليهم سيتم استردادها من خلال تقييم خاص للبنوك، كما يقتضي القانون، بحسب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية.

سوق الأسهم الأوروبية

وحول تأثير تلك الخطوة على الاقتصاد العالمي، قالت "صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، إن سوق الأسهم الأوروبية، شهدت أسوأ جلسة لها هذا العام يوم الاثنين متأثرة بإفلاس بنك وادي السيليكون الأمريكي، بينما افتتحت وول ستريت على انخفاض.

وتابعت:" مع ذلك، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن يدعو غلى الاطمئنان.
وتراجع مؤشر أسعار الأسهم الألماني خلال الساعات الأولى من التداول في بورصة فرانكفورت، ألمانيا".

كما سلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، على الرغم الذعر لحدوث أزمة مالية عالمية، قوله:" يمكن للأمريكيين أن يطمئنوا، والنظام المصرفي متين"

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه على الرغم من ذلك الاطمئنان، فإن بورصة "وول ستريت قد افتتحت" منخفضة اليوم الاثنين. وفي بداية التداول في بورصة نيويورك، خسر مؤشر داو جونز 0.59ُ%، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.80%، وخسر مؤشر S&P 500 الأوسع نطاقًا 1.08%، وانهارت عدة بنوك إقليمية.

وأضافت:" انخفض البنك الإقليمي الأمريكي First Republic على وجه الخصوص بأكثر من 65 ٪".

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن نفس الأجواء قد خيمت على أسواق الأسهم الأوروبية التي استمرت في الانخفاض يوم الاثنين، حيث شهدت أسوأ جلسة لها خلال العام، متأثرة بالقطاع المصرفي بسبب مخاوف بشأن مخاطر العدوى بعد إفلاس بنك سيليكون فالي".

وتابعت:" تراجعت باريس بنسبة 2.95٪ وفرانكفورت 3.12٪ ولندن 2.43٪ وميلانو 4.60٪".

ومن بين البنوك الأوروبية التي تأثرت بالأزمة، انخفض "بي.إن.بي باريبا" بنسبة 6.06%، وسانتاندير 7.37%، و "آي.إن.جي" بنسبة 8.30%، وكومرتس بنك بنسبة 12.02%، مع تراجع قياسي تاريخي أيضًا مع بنك "كريدي سويس" الذي أضعفته بالفعل سلسلة من الفضائح - الذي فقد سعر سهمه أكثر من 14%.

وبشكل أكثر تحديدًا، في بورصة باريس، انخفض مؤشر البورصة، بمقدار 185.19 نقطة إلى 7035.73 نقطة حتى منتصف اليوم.

وعلى الرغم من تلك المؤشرات، قال وزير الاقتصاد الفرنسي برون لومير، في مقابلة مع محطة "فرانس إنفو" التلفزيونية:"إن سقوط بنك سيليكون بنك، لا يعرض البنوك الفرنسية للخطر، مضيفا:" لا أرى أي مخاطر للعدوى، لا يوجد تنبيه محدد بشأن القطاع المصرفي الفرنسي".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك