صدر ضمن مطبوعات مهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي الـ21 للأفلام التسجيلية والقصيرة، كتاب "نجيب محفوظ بختم النسر.. سيرة تروى كاملة للمرة الأولى"، للكاتب الصحفي طارق الطاهر رئيس تحرير جريدة "أخبار الأدب"، وستصدر طبعة منه قريبا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ويقول الطاهر: "الكتاب تجربة ممتعة، حيث التقيت بنجيب محفوظ الموظف من خلال أرشيفه الوظيفى الموجود حاليا في المركز القومي للسينما؛ مئات من الأوراق التي تحمل توقيعات وكلمات وقرارات بخط يد نجيب محفوظ.. هذه الأوراق تختزن سيرته عبر 37 عاما، قضاها موظفا في 3 جهات: وزارة المعارف، وزارة الأوقاف، وزارة الثقافة".
وجاء في مقدمة الكتاب: "أوراق محفوظ الوظيفية، لم تكن مثل أوراق الموظفين العاديين، فقد غمس فيها من مداد قلمه وفكره، ولا أبالغ إذا قلت إننا أمام موظف طور من لغة الموظفين الإدارية.. هذه الأوراق الروتينية حولها محفوظ إلى حياة، تنطق بمسيرته، فتستطيع من خلالها أن تتعرف على الأماكن المختلفة التي عاش فيها، وكذلك مسيرة حياته الاجتماعية، وسفرياته للخارج (يوغوسلافيا واليمن)، وبعد الوظيفة سافر في عام 1991 إلى لندن للعلاج، كما نرصد من خلال هذا الملف مواقفه الوظيفية التي تنبع من ثقافة رفيعة، فعندما أصدرله د.ثروت عكاشة قرارا بتوليه منصب مدير الرقابة، حدثت دهشة في الأوساط الثقافية والفنية، كيف يقبل أديب في حجمه وثقله هذا المنصب؟ فيجيب محفوظ بحرفية السنوات «اختلاف درجات النضج بين الناس يستلزم الرقابة»، و«أن الرقابة موجهة نحو القيمة الفنية»، وقد استعرضت مواقفه المختلفة أثناء شغله لهذا المنصب، الذي ترك فيه بصمة كبيرة، فقد استطاع أن ينتشله من مسلسل الرشاوى، التي كانت منشرة في ذلك الوقت في هذا الجهاز، حسب شهادة محفوظ نفسه لرجاء النقاش".
ويضيف الطاهر: "لعل اللافت في هذه السيرة، التي أعتبرها سيرة السير، هو أن الجانب الأكبر من عطاء محفوظ وتفرده يعود لسنوات عمله، هذا العمل الذي لم يكن في أي حال من الأحوال مقيدا لإبداعاته".