محمود العربي.. قصة 3 صفعات على وجهه غيرت مجرى حياته - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 10:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمود العربي.. قصة 3 صفعات على وجهه غيرت مجرى حياته

عبدالله قدري
نشر في: الإثنين 13 سبتمبر 2021 - 5:45 م | آخر تحديث: الإثنين 13 سبتمبر 2021 - 5:45 م
حكايات وقصص كثيرة تروى عن حياة رجل الأعمال الراحل محمود العربي، تنثر وتُكتب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد وفاته يوم الخميس الماضي عن عمر ناهز 89 عاما.

وللراحل حكايات كشف عنها بنفسه في كتابه "سر حياتي"، ابتدءا من سفره من مسقط رأسه قربة أبو رقبة بالمنوفية، وحتى وصوله إلى القاهرة، حيث بدأ من هناك بناء معالم امبراطوريته التجارية.

واحدة من الحكايات التي رواها العربي، كانت حكاية "صفعه 3 مرات" في يومٍ واحد، وهي حكاية يتذكرها العربي جيدا ويدين لها بالفضل في أنها كانت سببا في حُسن معاملته للعمال، والاستماع لهم، وحب العمل حتى وصل إلى ما صار إليه.

حين وصل العربي إلى القاهرة وهو في سن 10 سنوات، عمل في محل للعطور، لكنه لم يستمر في هذه المهنة، وقرر البحث عن عمل آخر، فوجده في دكان "عم رزق" وهو محل صغير خلف مسجد الحسين، لبيع الخردوات والمستلزمات المكتبية، وأحب العربي العمل مع العم رزق في ذلك المحل الصغير، فقد كانت التجارة هي بُغية الطفل الذي لم يتجاوز عمره آنذاك 12 عاما.

واستمر عمل العربي، مع رزق حوالي 7 سنوات كما يقول، من عام 1942 حتى عام 1949، ويحكي العربي عن تلك الفترة: "لم تكن كل أيام عملي مع عم رزق على ما يرام، صحيح كان أغلبها جيدا، ولكن لم تخل من صعوبات شديدة أحيانا، كان أشدها - على الإطلاق - يوم تلقيت ثلاث صفعات متتالية على وجهي".

ويروي العربي تفاصيل واقعة الصفعات المتتالية، فيقول: "طلب مني عم رزق أن أذهب لأشتري علبتي رباط حذاء من ماركة اسمها "عبدالوهاب" لاقتراب المعروض في المحل من النفاد".

ذهب العربي إلى محل الجملة، فأخبره صاحبه بعدم وجود ماركة "عبدالوهاب"، وعوضا عن ذلك عرض عليه صاحب المحل ماركة أخرى وبسعر أرخص، فاشتراه وعاد إلى عم رزق. لكن الرجل أصابه الوجوم حين رأى العربي عاد إليه بماركة أخرى، فصفعه على وجه "وأمرني غاضبا أن أقوم بإرجاع ما اشتريته ولا آتي إلا برباط عبدالوهاب".

عاد العربي مجددا إلى محل الجملة، ليعيد له ما اشتراه، فنهره الرجل وصفعة الصفعة الثانية على وجهه، ورفض استعادة الأربطة وإعطائه ثمنها.

شعر الطفل الصغير بالإهانة، وفي الطريق كان مشتت الذهن يسأل نفسه ماذا أقول لعم رزق، وفي داخله مخاوف من غضبة ولي نعمته بأن يصفعه الصفعة الثالثة، وفي أثناء هذه الشتات الذهني والنفسي، كانت تسير سيارة بجانب العربي في الطريق، ولم ينتبه العربي إلى آلة التنبيه كما يقول "بسبب ما كنت أعانيه من شعور بالظلم، وما كنت فيه من غوص في أفكاري ومخاوفي، لم أنتبه ولم أسمع"، فنزل السائق مسرعا نحو العربي وصفعه الصفعة الثالثة على وجه في يوم واحد.

أحس الطفل بإهانة شديدة، كيف لحامل القرآن الذي كان يُشار إليه بالبنان ويعامل معاملة الملوك في قريته أن يهان تلك الإهانة الشديدة، ويتحمل كل هذا الضغط النفسي والألم الجسدي، ورغم محاولة أخيه الأكبر تخفيف وطأة هذا الألم الشديد عنه، لعاد العربي إلى حيث أتى.

وكانت لهذه التجربة وقعها على العربي، فيقول تعلمت من واقعة الصفعات تلك أن أكون حذرا في التعامل مع الناس، وأكثر دقة في طاعة الأوامر"، وهو ما انعكس على معاملته مع العاملين بعد ذلك "في بداية مشواري كنت أحيانا أخرج عن شعوري إذا ما كرر العاملون نفس الأخطاء، ولكن مع الوقت تخلصت تماما من هذا والحمد لله".


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك