سفير رواندا لـ«الشروق»: ملف مياه النيل فى يد الرؤساء وحدهم وهم يعلمون ماذا سيفعلون - بوابة الشروق
الإثنين 5 مايو 2025 9:13 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

سفير رواندا لـ«الشروق»: ملف مياه النيل فى يد الرؤساء وحدهم وهم يعلمون ماذا سيفعلون

حوار ــ آية أمان
نشر في: الجمعة 13 أكتوبر 2017 - 10:09 ص | آخر تحديث: الجمعة 13 أكتوبر 2017 - 10:09 ص

القرار الرواندى فى ملف النيل مستقل تمامًا.. ولا توجد دولة فى العالم تستطيع فرض رؤيتها علينا
لم نقطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر أبدًا.. وغلق السفارة كان لأسباب اقتصادية
التغيرات المناخية تهدر مياه النيل يوميًا وهى المشكلة التى يجب أن تتضافر جهود الدول لأجلها
رواندا تفتح أبوابها لأى مواطن إفريقى من القاهرة إلى كيب تاون.. وعلى المصريين استكشاف ومطاردة الفرص
لم يعد للمقاولون العرب دور ملموس وعلى المستثمر أن يسعى للفرص دون انتظار الدولة أن تطلبه
أطالب بتسهيلات أكثر من الجانب المصرى لزيادة التعاون بين البلدين.. والتأشيرة هى العقبة الرئيسية
بعد شهرين من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى العاصمة الرواندية، كيجالى، ضمن جولته الإفريقية التى استهدفت حل المسائل العالقة فى إدارة مياه النيل، تحدث السفير الرواندى صالح هابيمانا، لـ«الشروق»، مؤكدا أن ملف إدارة مياه النيل الآن أصبح فى يد الرؤساء وحدهم، وهم يعلمون ماذا سيفعلون لصالح شعوب دول الحوض.

هابيمانا الذى جاء إلى القاهرة منذ عامين بعد فتح السفارة الرواندية فى القاهرة والتى أغلقت لثلاثين عاما، عقب مذبحة التطهير العرقى فى رواندا فى التسعينيات من القرن الماضى، أكد فى حديثه انفتاح بلاده الكامل لأى مبادرات للتواصل على المستوى الشعبى والدبلوماسى والسياسى، داعيا المستثمرين المصريين لاقتناص الفرص هناك، ومؤكدا على التعاون الأمنى بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب وحفظ السلام فى إفريقيا.

وإلى نص الحوار:
< كيف استعادت البلدان العلاقات الاقتصادية بعد 30 عامًا من الانقطاع وما التطورات التى حدثت عقب افتتاح السفارة فى القاهرة منذ عامين؟

ــ لا اتفق مع من يقول إن العلاقات الدبلوماسية عادت بعد انقطاع فهى لم تنقطع، لكن الظروف الاقتصادية التى مرت بها رواندا، جعلتها تغلق العديد من سفاراتها فى الخارج بعد ما حدث خلال مذابح التطهير العرقى ضد التوتسى، حيث قتل أكثر من مليون شخص فى 100 يوم عام 1994.
عانينا بعد المجزرة وكنا مجبرين على غلق بعض السفارات، فالوضع الاقتصادى لم يسمح بأن نسير سفاراتنا فى الخارج، وفى ذلك التوقيت أوقفنا السفارات فى مصر وإسرائيل وكندا وغيرها، والعلاقات بين مصر ورواندا ليست مبنية على وجود سفارات أو زيارات رسمية، لكن العلاقات حددتها الطبيعة وإرادة الله الذى ربط بين الدولتين بمياه النيل.

< ما هى آخر التطورات بعد جولة الرئيس السيسى فى رواندا، بشكل خاص ما ترتب على المطالب المصرية لحل الخلاف القائم بشأن اتفاقية عينتيبى؟

ــ كنت حاضرا للاجتماعات خلال زيارته لكيجالى، لكنه اجتمع بالرئيس الرواندى فى اجتماع ثنائى مغلق بدون مترجم ولا سكرتير، وعندما خرجوا لم نسمع منهم كلمة النيل أبدا، لكننا رأينا التوافق الكامل والسرور والأخوة الكاملة، وتحدث الرئيسان دون خطب رسمية، وهو ما يدل على وفاق لم يحدث من قبل.
قضية النيل الآن فى يد الرؤساء وهم يعرفون كيفية التصرف، وأى أحد يريد أن يتدخل بالحديث عن القضية، فهو شخص لا يمتلك معلومة ويريد التحدث فقط.

< ما هى استراتيجية رواندا للاستفادة من مياه النيل؟

ــ رواندا تؤمن بأنه لا ضرر ولا ضرار، ولدينا استقلالية تامة فى أفكارنا، وأى ملف سواء مائى أو اقتصادى أو سياسى فلبلادنا السيادة الكاملة فى التعامل معه، دون الإضرار بمصالح الآخرين.

< لكن كانت هناك اعتقادات بأن رواندا وغيرها من دول منابع النيل، تسيطر عليها الرؤية الإثيوبية خلال مفاوضات اتفاق «عينتيبى» ومن ثم التوقيع على الاتفاقية بعدها؟

ــ لا يوجد أى دولة فى العالم تسيطر أو تؤثر على أفكار رواندا، ولو كانت لأى دولة إفريقية السيطرة عليها، لما رأينا الانسجام والتوافق بين الرئيسين المصرى والرواندى عقب اجتماعهم فى كيجالى، أغسطس الماضى.
كما لا تستطيع أى دولة فى العالم مهما كبرت اقتصاديا أو عسكريا، أن تسيطر على رؤية وإرادة دولتنا، وأى دولة نرى أنها ستجلب لنا مشاكل ولا تكون فى خدمتنا سنقطع العلاقات معها، واذا قرأتم تاريخ رواندا فى العلاقات الدولية خلال الـ23 سنة الماضية ستجدون استقلالية القرار الرواندى حتى على مستوى قطع العلاقات مع الدول الكبرى.

< كدبلوماسى مطلع على الملف، ما رأيك فى المشكلات المائية التى تتعرض لها مصر خاصة وأنها تعتمد على مياه النيل بنسبة 95% فى تأمين احتياجتها؟

ــ لمصر حق فى المياه، ولدول حوض النيل نفس الحق، لكن إذا افترضنا أن المياه بالكامل لمصر فقط، فلن يكون هناك مياه فى النهر ما بين 5 إلى 10 سنوات، ونحن نهتم كثيرا بالبروتوكولات الموقعة قديما وحديثا، لكننا ننسى دائما أن التغيرات المناخية تهدر المياه يوميا، وإذا لم نلتفت إلى مشروعات التشجير ومنع تساقط الطمى فى المياه ستختفى المياه فى النهر، فمنسوب المياه يهبط يوميا.
أنا لا أريد أن نتمسك بالسياسة أو البروتوكولات، لكن ضرورة العمل فى مشروعات حقيقية تضيف وتعزز من الموارد المائية فى النهر، مثل التشجير، فبإمكان شباب القارة وهم أكثر عددًا، وبإمكان القوات المسلحة فى دول حوض النيل التى لا تخوض حروبا حالية، أن تشارك فى هذا المشروع.
فالتصحر الآن فى منطقة البحيرات العظمى ومنابع النيل ليس له حد، ومن خبرتى فى الحياة فى رواندا كان المطر يتساقط أربعة أيام متتالية دون توقف، لكن الآن لا أكاد أرى مطرا إلا لـ5 دقائق، وعلى المصريين أن يتركوا السياسية والاتفاقيات وينتبهوا إلى مشروعات زيادة موارد النهر من خلال زيادة المطر الذى لن يتحقق إلا بمواجهة التصحر والتشجير، فمصر هى الدولة الوحيدة القادرة علميا على البدء فى هذه المشروعات، وعليها أن تتحمل المسئولية وتدرك أنها أقدم وأقوى دولة فى حوض النيل.

< على صعيد التعاون بين البلدين ما أهم مجالات التى بدأتم الاهتمام بها؟

ــ الملف التعليمى على قائمة الاهتمامات.. فهناك طلاب روانديون حصلوا على منح من الأزهر ودراسوا الطب، غير ذلك هناك اهتمام بالتعاون على مستوى المؤسسات الأهلية، حيث استطاعت نقابتا المهندسين فى البلدين من توقيع بروتوكول للتعاون.

< كيف يجرى التنسيق فى ملف التعاون الأمنى لخدمة قضايا القارة ومكافحة الإرهاب؟
ــ هناك تنسيق دائم بين البلدين فى ملف مكافحة الإرهاب، من خلال تبادل الأفكار بين أجهزة الأمن فى البلدين، وحفظ السلام فى القارة الإفريقية.

< هل هناك أى تحركات قائمة من أجل نقل الخبرات العسكرية المصرية أو تصدير أسلحة مصرية لرواندا؟

ــ إذا كان هناك بعثات رواندية تتدرب فى مصر، فهذا يعنى استعدادها لنقل التكنولوجيا المصرية، وبالتأكيد رواندا كدولة ناشئة عمرها 23 سنة بحاجة إلى هذه الخبرات، فرواندا لها رغبة أن تكون مع مصر على المستوى المطلوب فى حفظ السلام ومحاربة الإرهاب وتبادل الخبرات البوليسية والعسكرية ونقل التكنولوجيا المصرية.

< ما حجم الاستثمارات المصرية فى رواندا؟

ــ بدأت الاستثمارات المصرية فى التوسع بشكل كبير، هناك شركة «متيتو» المصرية التى تعمل فى مجال المياه والتى تعتبر أكبر استثمار فى المياه يصل إلى 30 مليون دولار، كذلك الاستثمارات فى مجال المعادن والأحجار الكريمة، ورواندا الآن مفتوحة لكل إفريقيا فهى الدولة الوحيدة التى تفتح أبوابها لكل أبناء القارة من القاهرة إلى كيب تاون، فلا نعطى تأشيرات لأى إفريقى.

< كان لك شكوى من عدم استمرار عمل المقاولين العرب فى رواندا رغم إنشاء مبنى وزارة الدفاع؟

ــ المبنى كان من أجود المبانى فى رواندا الذى بنته الشركة، لكن دور المقاولين العرب ليس ملموسا الآن، ومن الطبيعى أن المستثمر هو من يطارد ويسعى للحصول على الفرص ولا ينتظر الدولة أن تسعى إليه لتطلب مشاركته.

< كان لك دعوات لرجال الأعمال المصريين لتحفيزهم بالذهاب ببضائعم إلى رواندا، إلى أى مدى وصلت الأمور فى مجال التبادل التجارى بين البلدين؟

ــ هناك انفتاح، لكن التحركات المصرية إلى رواندا ليست على المستوى الذى نريده، أرى أن منطقة البحيرات العظمى هى من أغنى المناطق فى العالم، فـ 60% من مخزون الأحجار الكريمة فى العالم مدفون فى هذه المنطقة، وإذا كانت مصر بها الخبرات العلمية فى المناجم لمئات السنين فهى تتحمل المسئولية.
لا يمكن أن ينتظر المستثمر دعوات حتى يأتى ويستفيد، ففى رواندا مطاردات من تركيا والصين وكل الدول، وعلى مصر أن تطارد الفرص، فالفرص قائمة وموجودة وعلى المصريين أن يقتنصوها.

< الآن هناك توجه جديد لدى مصر بالاهتمام بإفريقيا كيف ترى ذلك؟
ــ الرئيس السيسى يبدأ من حيث انتهى عبدالناصر، فهو يحصد ما زرعه.

< ما الذى يمكن أن تقدمه رواندا لمصر؟

ــ رواندا لها خبرة جيدة فى المصالحة الوطنية، ونعلم أن مصر لا تزال تعانى من المشكلات بعد الثورات التى تركت آثارًا فى قلوب الناس مهما فعلت مصر لتوحيد الصفوف، لكن هناك مشاكل، فالمؤسسات الأهلية التى تعمل فى هذا المجال يمكنها أن تأتى إلى رواندا للاستفادة من خبراتنا فى المصالحة وتفيد المصريين.

< ما أبرز المشكلات التى تواجهكم فى الانفتاح على مصر؟

أبزر المشكلات هى عدم وجود تسهيلات من الجانب المصرى فى الحصول على الفيزا، فالتأشيرة المصرية يمكن أن تأخذ أكثر من 20 يومًا وهى تعتبر عقبة، لكن هناك إرادة رواندية لإزالة هذه العقبات.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك