أستاذ بطب قصر العيني: النزيف وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل من الأسباب الأكثر شيوعا لوفيات الأمهات - بوابة الشروق
الأربعاء 15 أكتوبر 2025 5:28 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

أستاذ بطب قصر العيني: النزيف وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل من الأسباب الأكثر شيوعا لوفيات الأمهات

عمر فارس
نشر في: الإثنين 13 أكتوبر 2025 - 5:51 م | آخر تحديث: الإثنين 13 أكتوبر 2025 - 5:51 م

- عمرو حسن: الولادة القيصرية المنقذة للحياة لا ينبغي أن تتحول إلى إجراء روتيني

 

قال الدكتور عمرو حسن، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة، والمقرر السابق للمجلس القومي للسكان، إن معظم وفيات الأمهات لا تعود إلى أسباب طبية معقدة، بل إلى فجوات في جاهزية النظام الصحي والاستجابة السريعة للحالات الحرجة"، في حين كانت 15٪ فقط غير قابلة للوقاية، و20٪ من الحالات تفتقر إلى بيانات كافية، مما يعكس الحاجة إلى تحسين أنظمة التوثيق والرصد.
جاء ذلك خلال مشاركته اليوم، في جلسة رفيعة المستوى بعنوان: "من أجل أمومة آمنة: تمكين مقدمي الرعاية الصحية لحماية حياة الأمهات"، برعاية صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للجمعية العالمية للنساء الطبيبات (MWIA) بالتعاون مع القمة العالمية لصحة المرأة (WISH)، والمنعقد في القاهرة خلال الفترة من 12 إلى 14 أكتوبر 2025، بمشاركة نخبة من القيادات الصحية وممثلي المنظمات الدولية والقطاع الأكاديمي والخاص.
واستعرض حسن نتائج المراجعة الوطنية لوفيات الأمهات لعام 2022، التي أعدّها استنادًا إلى بيانات اللجنة القومية لمراجعة وفيات الأمهات، والتي كشفت أن 64.5٪ من الوفيات كانت قابلة للوقاية،
وأكد حسن، أن النزيف وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل ما زالا السببين الأكثر شيوعًا لوفيات الأمهات، وكلاهما يمكن الوقاية منه بتدخلات استباقية تبدأ من المتابعة الدقيقة والكشف المبكر.
وأوضح أن الطب الحديث لم يعد ينتظر ظهور أعراض تسمم الحمل، بل أصبح يعتمد على الفحص المخبري المبكر بين الأسبوع 11 و13 من الحمل من خلال تحاليل PAPP-A وPlGF التي تُتيح تحديد السيدات الأكثر عرضة للمضاعفات قبل أن تظهر الأعراض.
وأشار إلى أن هذا النهج الوقائي، المدمج مع بروتوكولات المتابعة الدقيقة واستخدام الأسبرين الوقائي في الحالات عالية الخطورة، يمكن أن يقلل المضاعفات بنسبة 60 إلى 70٪، مؤكدًا أن "تحليلًا بسيطًا في الأسبوع الثاني عشر قد يُغني عن سرير عناية مركزة في الأسبوع الثاني والثلاثين."
تطرق حسن إلى الزيادة المقلقة في معدلات الولادة القيصرية في مصر، مشيرًا إلى أنها تجاوزت الحدود الموصى بها عالميًا من قبل منظمة الصحة العالمية.
وأضاف أن "الولادة القيصرية المنقذة للحياة لا ينبغي أن تتحول إلى إجراء روتيني"، داعيًا إلى التوسع في برامج الولادة الطبيعية الآمنة وتفعيل مراجعة طبية مستقلة لكل ولادة قيصرية غير مبررة، حتى تعود الولادة القيصرية إلى مكانها الطبيعي: جراحة منقذة للحياة، لا إجراءً روتينيًا.
وقال حسن، إن "وفاة الأم ليست حدثًا طبيًا فحسب، بل انتهاكًا لحق الإنسان الأول: الحق في الحياة"، مضيفًا:«كل وفاة أم ليست رقمًا في تقرير، بل إنذار بأننا تأخرنا في حمايتها.»
ولفت إلى أن البداية الحقيقية للوقاية تكون قبل الحمل، من خلال تعزيز خدمات تنظيم الأسرة والرعاية السابقة للحمل، حيث أظهرت البيانات أن 62.4٪ من السيدات اللاتي توفين لم يستخدمن أي وسيلة لتنظيم الأسرة قبل آخر حمل.
وشدد أستاذ أمراض النساء بطب قصر العيني، على أن الاستثمار في صحة الأم ليس فقط التزامًا صحيًا بل رهانًا اقتصاديًا، موضحًا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن كل جنيه يُستثمر في صحة الأم وتنظيم الأسرة يحقق عائدًا يقارب 170 جنيهًا، وهو ما يؤكد أن الاستثمار في صحة الأم سياسة اقتصادية رشيدة لبناء رأس مال بشري مستدام.
وتابع: «الأمومة الآمنة تبدأ بالوعي وتنتهي بالمساءلة، ولن يتحقق ذلك إلا حين يصبح مبدأ "لا أم تموت وهي تُعطي الحياة" معيارًا نقيس به جاهزية المستشفيات واحترام كرامة كل امرأة في رحلة الحمل والولادة.»



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك