مؤتمر الشباب: «السرايا الزرقاء» بوابة بث الشائعات والأخبار الكاذبة - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 5:48 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مؤتمر الشباب: «السرايا الزرقاء» بوابة بث الشائعات والأخبار الكاذبة

مؤتمر الشباب 2019 الجلسة الثانية
مؤتمر الشباب 2019 الجلسة الثانية

نشر في: السبت 14 سبتمبر 2019 - 9:51 م | آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2019 - 9:51 م

لقطات مزيفة عن «شروخ فى عمارات الإسكان» تعرض لكيفية استخدام التكنولوجيا لإشاعة الإحباط
باحثة فى الدراسات الاستراتيجية: التنظيمات الإرهابية لجأت أخيرًا للفضاء السيبرانى لتجاوز الرقابة
خبير اتصالات: يمكن التأثير على الأشخاص ونشر الأفكار المتطرفة عبر «السوشيال ميديا»
أستاذ فى الصحة النفسية: محبو الحصول على «اللايكات» معرضون لترويج الشائعات.. والاستخدام المفرط لمواقع التواصل يعرض للاكتئاب والانفصال عن الواقع

شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الجلسة الثانية بالمؤتمر الوطنى الثامن للشباب التى عقدت تحت عنوان «تأثير نشر الأكاذيب على الدولة فى ضوء حروب الجيل الرابع»، فيلما تسجيليا حول تأثير السوشيال ميديا على الشباب، وما يحمله من أضرار اجتماعية وصحية، وما يتعرض له المستخدمون من إدمان للإنترنت، أو «العبودية» لما يكتب على هذه المواقع مع الحرص على متابعته والقلق من أن تفوتهم تدوينة.
وأشار الفيلم إلى أن هذه الأضرار، دفعت بعض الشباب فى مختلف أنحاء العالم إلى اللجوء إلى مراكز متخصصة للعلاج من إدمان الإنترنت، وما يؤدى إليه هذا الإدمان من إهدار الوقت حيث يقضى البعض فى المتوسط نحو 8 ساعات يوميا فى الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعى، ما يؤدى إلى الانفصال عن الواقع وعن الصداقات الحقيقية والاستمتاع بالعلاقات الاجتماعية والتواصل مع الأقارب على أرض الواقع.
ولفت الفيلم إلى إطلاق لقب «السرايا الزرقاء» بدلا من «الصفراء» على مواقع التواصل الاجتماعى، لما تسفر عنه من الانفصال عن الواقع ونشر الأفكار المتطرفة، والتعرض إلى الشائعات والحملات الموجهة، حيث إن كم الأخبار السيئة التى تنشر عليها يجذب المستخدمين، ولكن ذلك يؤدى فى النهاية إلى شيوع مناخ سلبى حافل بالتشاؤم.
ودعا الفيلم إلى سرعة نشر الأخبار الصحيحة، مشيرا إلى دور مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار فى الرد على الشائعات والأكاذيب التى تنتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث إن أفضل ما يهزم الشائعة، الإسراع بنفيها وتوضيح كذبها، موضحا أن عمليات الاٍرهاب أصبحت تستغل السوشيال ميديا فى نشر مناخ من الشائعات والأكاذيب لإثارة الشعوب والسعى لإسقاط الدول.
من جهته، عرض المخرج تامر الخشاب فيديوهات تظهر «شروخا كبيرة» فى عمارات وحدات الإسكان التى تنفذها الدولة بالإضافة إلى تكسير زجاج كوبرى روض الفرج الملجم.
وداعب الرئيس السيسى، الخشاب، ضاحكا: «يا تامر انت كويس»، وعقب نهاية الفيديو قال المخرج: «إن هذه الفيديوهات التى صنعها بنفسه، تضمنت تعديلات لتظهر بهذه الحالة»، مشيرا إلى أنه يمكن استخدام مثل هذه الأساليب لتزييف الوعى ونشر الشائعات واغتيال نفسية المواطن المصرى».
وعرض الخشاب أيضا، فيديو آخر قال إنه عرض على إحدى صفحات وسائل التواصل الاجتماعى وشاهده نحو 1.4 مليون مستخدم، يظهر خلاله سيارة بلوحة تحمل اسم «باشا مصر» بدلا من الرقم المحدد لها، لافتا إلى أنه شك فى الفيديو المتداول بمجرد مشاهدته لحديث مصوره بعبارات من نوعية «ابن مين دا، وبندفع من فلوسنا ولحمنا الحى»، كما عرض فيديو آخر حول كيفية تعديل هذه اللوحة ببرامج مخصصة.
وأوضح المخرج أن ما ينشر من أفلام على هذه المواقع يهدف إلى إثارة مشاعر الإحباط لدى المواطن حيث يتم فبركتها بطرق تقنية متطورة لتبدو الأمور على خلاف حقيقتها، وطلب إذاعة مقطع فيديو يظهر وجود عيوب فى مبانى منطقة الأسمرات التى تم نقل سكان العشوائيات إليها، قائلا: «إنه تم استخدام نوع من المونتاج لوضع لمسات تظهر انهيار أجزاء من جدران المبانى.. وهذه حرب طويلة يتم فيها استخدام السوشيال ميديا».
ومن ناحيتها، قالت عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة هويدا مصطفى، خلال الفاعليات، إن الأخبار الزائفة والمضللة تصب فى المسار السياسى والاقتصادى، ويتم ترويجها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى التى لديها القدرة على الانتشار السريع، بهدف تزييف الوعى العام ثم إسقاط الدول.
وأضافت: «إنه بالنسبة لمواجهة هذه الأخبار المضللة يجب أن يكون لدينا ثقافة إعلامية للمواجهة، مع الوضع فى الاعتبار أن مواقع التواصل لا تخضع لقواعد مهنية ولا ضوابط»، موضحة: «نلقى فى كليات الإعلام محاضرات حول كيفية التعامل مع هذه الوسائل والتحذير فى التعامل معها كمصدر للمعلومات، باعتبارها ليست وسائل إعلامية فى الأساس، كما أن هناك جوانب تقنية للتعرف على الأخبار المختلقة، وبالتالى علينا نشر الوعى بتجنب هذه النوعية من الأخبار».
وأوضحت: «أن هناك مصطلحا شائعا فى الخارج وهو التربية الإعلامية، حيث يجب الاهتمام به فى وسائلنا التعليمية والمدارس، حتى نستطيع أن نتعامل مع كل وسيلة منها، وحتى نشجع المستخدمين على التمهل والتفكير قبل إعادة نشر الرسائل التى تصل إليهم».
من ناحيتها، قالت الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية رغدة البهى، إن التنظيمات الإرهابية لجأت أخيرا إلى الفضاء السيبرانى لتجاوز الرقابة والزمان والمكان، حيث تستخدمها لنشر صور معينة عنها مثلما فعلت «داعش» بنشر صور لعمليات الإعدام لنشر الخوف والذعر بين المواطنين فى المناطق التى ستقتحمها.
وأوضحت: أن التكنولوجيا جعلت العمليات الإرهابية أكثر سهولة، مثل استخدام الطائرات المسيرة فى التصوير، إلى جانب استخدام العملات الافتراضية فى تمويل الإرهابية حتى لا يمكن رصدها، بالإضافة إلى وجود الاٍرهاب السيبرانى الذى أصبح من المتعذر رصده، لأنه يصعب التعرف على مرتكبيه، وهو يستهدف فى الغالب البنية التحتية للدول.
وأضاف خبير الاتصالات حسن على، أنه يمكن عن طريق السوشيال ميديا التأثير على الأشخاص ونشر أفكار معينة بينهم وتسويقها، مثل نشر ألعاب إلكترونية لنشر العنف والإرهاب، مثل لعبة حربية بين الجيشين العراقى والأمريكى مصحوبة بتعليقات تظهر اتجاهات كاتبها بما يؤهل اختيار أشخاص معينين منهم، إلى جانب برامج لـ«غسل المخ» عن طريق برامج تعرف باسم الهندسة الاجتماعية والتى تؤدى فى النهاية إلى السيطرة على المشاركين فيها.
وتابع: «أن منصات الألعاب والتدوينات التى تبدو عادية يمكن أن تكون أدوات مشفرة لتوصيل رسائل معينة»، مشيرا إلى مغنى الراب الألمانى كوسبرت وزوجته دانييلا جرين، والألمانية ليندا التى أطلق عليها لقب قناص داعش، ومحمد لوحيد بوهلال الذى ارتكب حادث الدهس فى مدينة نيس الفرنسية، حيث تم تجنيد هؤلاء فى العمليات الإرهابية عن طريق السوشيال ميديا.
من جهتها، قالت أستاذة الصحة النفسية دينا ناعوم: «إن الأشخاص الذين يحبون الحصول على (اللايكات) يكونون معرضين لترويج الشائعات، كما أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعى يكون معرضا للاكتئاب والانفصال عن الواقع والتشاؤم، ما يعرض المجتمع لضغوط اجتماعية، مشيرة إلى أن بعض المستخدمين بدأوا اللجوء إلى الاستشارات النفسية.
وقال المتخصص فى مواقع التواصل الاجتماعى حسن حامد، إن الذين ينشرون الأخبار والمعلومات المضللة على هذه المواقع، يستخدمون معلومات عادية و«يلوون أعناقها»، لإثارة البلبلة والتشكك بين المستخدمين.
وأشار إلى خبر أذاعته شبكة «رصد» يقول: «إن الحكومة تستخدم أموال الشعب فى تمويل القطار الفائق السرعة»، موضحا أنه مكتوب بطريقة مثيرة مع أنه من الطبيعى أن تمول المشروعات التنموية من الضرائب، لافتا إلى أن كثرة هذه الأخبار أدت فى النهاية إلى تناقص أعداد من يصدقونها و«هذا اتجاه إيجابى».



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك