أعلنت جائزة الكتاب الوطنية عن قائمتها الطويلة لعام 2024، وهي جائزة أمريكية أدبية مرموقة تتضمن مجموعة من الجوائز الأدبية التي تُمنح سنويًا لمؤلف واحد في كل من الفئات الخمس للجائزة: الخيال، الكتب الواقعية، الشعر، الترجمة، وأدب الشباب.
تمنح مؤسسة الكتاب الوطنية جائزتين للإنجاز مدى الحياة كل عام، هما: ميدالية المساهمة المتميزة في الأدب الأمريكي، وجائزة الخدمة المتميزة للمجتمع الأدبي الأمريكي. ومن المتوقع أن تعلن المؤسسة عن أسماء الفائزين بالجائزة في العشرين من نوفمبر المقبل.
تهدف مؤسسة الكتاب الوطنية إلى الاحتفاء بأفضل الأدب المنشور في الولايات المتحدة، وتوسيع رقعة جمهوره، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الدور البالغ الأهمية الذي تلعبه الكتب في عالم الثقافة، وفقًا لموقع المؤسسة الرسمي.
تتكون كل لجنة تحكيم من خمسة أعضاء، بما في ذلك الكتاب، وأمناء المكتبات، وبائعي الكتب، والنقاد الأدبيين، وقد تأسست جوائز الكتاب الوطنية عام 1936 على يد جمعية بائعي الكتب الأمريكية.
تضم القائمة الطويلة للجائزة هذا العام مجموعة من الأعمال الأدبية المميزة في فئة الخيال، من أبرزها رواية "أصدقائي" للكاتب الليبي العالمي الحائز على جائزة "البوليتزر" هشام مطر، الصادرة عن دار نشر "بنجوين راندوم هاوس". تأخذنا الرواية في رحلة عبر حياة ثلاثة أصدقاء في المنفى في لندن، حيث تتداخل سبل الحياة وتفترق.
وتتناول الرواية تفاصيل حياة الأصدقاء بعيدًا عن وطنهم الأم ليبيا، وهي تستند إلى واقعة حقيقية حدثت في العام 1984 حين أطلق المسؤولون داخل السفارة الليبية في ساحة "سانت جيمس" في لندن النار على حشد من المتظاهرين العزل ضد نظام معمر القذافي مما أسفر عن مقتل ضابط شرطة بريطاني وإصابة العديد من المتظاهرين.
وكان اثنان من الأصدقاء، "خالد" وزميله الطالب "مصطفى"، من بين الذين أصيبوا بالرصاص، ونعرف من خلال صفحات الرواية أنهما ظلا في المستشفى لأسابيع للتعافي مما ألم بهما في جناح تحت الحراسة المشددة لرجال الشرطة، وقد فطن الصبية، وهم طلاب في جامعة إدنبرة، أن غيابهما عن الفصول الدراسية سوف يلاحظه "الجواسيس" التابعون للقذافي في مجموعتهم؛ وبالتالي لن يتمكنوا من العودة إلى ديارهما أبدًا، بل لن يستطيعون حتى أن يخبروا ذويهما ــ عبر خطوط الهاتف التي يتم التنصت عليها ــ لماذا يتحتم عليهم البقاء إلى أجل غير مسمى في عاصمة الضباب، والنفي، أما الثالث في المجموعة فهو $حسام" الأكبر سنًا قليلًا، هو كاتب سياسي تشجع كتاباته على تحدي النظام الليبي.
وأشادت الصحف العالمية بالرواية؛ فقد قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنها تعيد إلى الأذهان جرأة وبراعة وصف مذكرات "العودة" التي صدرت عام 2006 وحاز مطر بفضلها على جائزة "البوليتزر". كما قالت صحيفة "النيويورك تايمز" إن وصف مطر لمثلث القرب والهجران هو دراسة دقيقة وصادقة لحالة الصداقة بتقلباتها عبر السنوات.
وينضم لـ "مطر" في القائمة الطويلة للجائزة هذا العام في فئة الخيال: الكاتب الأمريكي الأسمر الحائز على عدة جوائز أدبية ، بيرسيفال إيفريت ، عن روايته "جيمس"، والكاتبة الأمريكية، راشيل كوشنر، عن روايتها "بحيرة الخلق" التي ترشحت للقائمة النهائية لجائزتيّ البوكر الأدبية وفوليو، كما فازت بجائزة Prix Médicis الأدبية، و الشاعر الأمريكي من أصل إيراني، كاوه أكبر، عن روايته "شهيد" والتي رشحتها صحيفة النيويورك تايمز هذا العام كواحدة من أفضل الروايات للقراءة، كما ضمها الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، لقائمة ترشيحات الكتب الخاصة به للعام الحالي 2024.
كما تشهد القائمة الطويلة للجائزة هذا العام في فئة الكتب الواقعية حضور مكثف للكتب الصادرة عن دار نشر "بنجوين راندوم هاوس"؛ ومنها: كتاب الشاعر الأمريكي الأسمر ، حنيف عبد الرقيب ، بعنوان "هناك دائمًا هذا العام: عن كرة السلة والصعود"، وكتاب الكاتب البريطاني من أصل هندي ، سلمان رشدي ، بعنوان "السكين: تأملات بعد محاولة اغتيال"، والذي يوثق تجربته في النجاة من حادث الطعن في الرقبة الذي تعرض له خلال حدث أدبى فى نيويورك عام 2022، وكتاب الصحفية ، ريبيكا بويل ، بعنوان "قمرنا: كيف غيّر رفيق الأرض السماوي من وجه الحياة على الكوكب، ووجه التطور، وجعلنا ما نحن عليه الآن".
ومن بين الكتب المرشحة في فئة الشعر: ديوان للشاعر والطبيب الأمريكي من أصل فلسطيني ، فادي جودة ، بعنوان “[...]” والصادر عن دار نشر "ميلكويد إديشينز"، وديوان شعر للشاعرة والكاتبة والمترجمة الفلسطينية ، لينا خلف تفاحة ، بعنوان "شىء ما عن الحياة" الصادر عن دار نشر جامعة أكرون.
ومن بين الكتب المرشحة في فئة الترجمة: كتاب مذكرات «قصة جدار» للأسير الفلسطيني ، ناصر أبو سرور ، الذي تم الإفراج عنه خلال عملية تبادل الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر الماضي مقابل الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، بعد أن ظل معتقلًا لدى الكيان الصهيوني منذ عام 1993 لتورطه المزعوم في مقتل ضابط مخابرات إسرائيلي، وقد صدر الكتاب عن دار نشر "آذر برس" التابعة لدار نشر بنجوين وقدم له الترجمة المترجم لوك ليفجرين، وكتاب «حيث تنادي الريح الوطن» للصحفية و الكاتبة السورية، سمر يزبك، وقدم له الترجمة ليري برايس ، وكتاب «مكتبة رقيب الكتب» للكاتبة الكويتية، بثينة العيسى، وقدمت له الترجمة إلى اللغة الإنجليزية كل من المترجمتين سعاد حسين ورانيا عبد الرحمن.