أثار اختيار الرئيس المنتخب دونالد ترامب لستيف بانون (62 عاما) لمنصب كبير الاستراتيجيين والمستشارين بالبيت الأبيض أمس؛ ردود فعل غاضبة فى الولايات المتحدة حيث طالب ساسة واعلاميون من ترامب اختيار شخص آخر لهذا المنصب، فيما وصفته شبكة «بلومبرج» الإخبارية فى مقال على الانترنت، بأنه «اخطر سياسى فى الولايات المتحدة».

واعتبر نشطاء وساسة امريكيون ليبراليون أمريكيون ان اختيار ترامب رجل الأعمال المعروف فى مجال الإعلام بانون يعتبر تكريسا لمعاداة السامية، والعنصرية، وكراهية النساء واعربت زعيمة الأقلية الديمقراطية بمجلس النواب نانسى بيلوسى اليوم عن قلقها ازاء اختيار بانون.

فيما رأى الرئيس التنفيذى لرابطة مكافحة التشهير جوناثان جرينلات، إن اختيار بانون «يوم حزين لمعاداته السامية».

وكان بانون يترأس المدير التنفيذى لموقع «بيريتبارت» الإلكترونى الإخبارى والذى يتبنى وجهات نظر يمينية متطرفة وسياسة معارضة للمؤسسة الحاكمة، وهو كذلك رجل أعمال، ومخرج أفلام وضابط بحرية سابق تولى رئاسة حملة ترامب الانتخابية.

وخلال الحملة الانتخابية لترامب عمد بانون، الذى كان رئيسا سابقا لبنك «جولدمان ساكس» إلى تشويه سمعة المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلارى كلينتون من خلال اصدار كتاب حول فضائح اموال التبرعات التى تلقتها خلال حملتها.

وأعرب بانون عن شكره لترامب لاختياره للمنصب قائلا: «كانت لدينا شراكة ناجحة للغاية فى الحملة الانتخابية، وهى حملة قادت إلى تحقيق الفوز. ستكون لدينا نفس الشراكة والعمل على نحو يكفل مساعدة الرئيس المنتخب ترامب لتحقيق جدول أعماله».

ووصف ترامب بانون فى بيان صادر عن حملته بأنهما «مؤهلان جدا، عملا معا بشكل جيد خلال حملتنا، وقادانا إلى فوز تاريخى».

وانتقد المتحدث باسم زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ آدم جنتلسون اختيار ترامب لبانون وذكر فى تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعى «انصار تفوق العرق الأبيض سيمثلون اعلى مستوى فى ادارة ترامب فى البيت الأبيض».

كما كتب المرشح الجمهورى السابق للانتخابات التمهيدية فى تغريدة على جون كاسيتش «ان اليمين المتطرف العنصرى والفاشى بات ممثلا فى البيض الأبيض على واشنطن أن تكون حذرة جدا».

وستيفين بانون يصفه معارضيه بأنه يؤمن بعقيدة تفوق ذوى البشرة البيضاء

يشار إلى أن ترامب قد تلقى تهنئة من اليمين المتطرف اليوم على اختيار بانون، وتحديدا من ديفيد ديوك المسئول السابق فى تنظيم كو كلاكس كلان العنصرى الذى حاول العودة إلى الساحة السياسية هذه السنة عبر ركوب موجة ترامب وقال ديوك لشبكة «سى ان ان» الأمر رائع فى اشارة إلى انتخاب ترامب رئيس فيما امتنع اليمين التقليدى الممثل بالجمهوريين التعليق على تعيين بانون.

ونقلت شبكة «سى.إن.إن» الأمريكية، عن مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية «كير» بيانًا وصف فيه بانون بأنه «معاد للمسلمين ويمينى متشدد وصاحب نظريات مؤامرة معادية للمسلمين».

وأضاف المجلس، بانون أدار سابقا موقعا إخباريا تحت اسم «بريتبارت نيوز» كان يروّج نظريات مؤامرة ترسم «صورة داكنة ومرعبة» حول الأمريكيين المسلمين، وتستهدف أيضا النساء والملونين والمهاجرين.

ولبانون سجل أسود على المستوى الشخصى، حيث اتهمته طليقته مارى لويز بيكار، التى تزوجها عام 1995، برفض ارسال اولادهما إلى مدرسة معينة لوجود يهود فيها، كما اتهم بارتكاب جرائم عنف أسرى وصلت إلى القضاء.