فى وسط مدينة الألف مئذنة، وداخل أشهر ميادينها «ميدان التحرير»، يقع مسجد عمر مكرم الذى يحظى بشهرة كبيرة دون غيره، بسبب موقعه فى قلب الميدان منذ ثورة 1952.
وحديثا كونه أصبح قبلة «مشاهير الموتى»، حينما اختاروه لإقامة سراديق العزاء للمشاهير من السياسيين والمثقفين والكتاب والفنانين والشخصيات العامة.
بنى المسجد القائم بميدان التحرير، فى فترة حكم الملكية تحت اسم مسجد الشيخ «محمد العبيط»، أحد كبار علماء الأزهر والمسجد القائم بمنطقة جزيرة العبيط «بميدان الإسماعيلية» نسبة إلى ميدان الخديو إسماعيل «ميدان التحرير حاليا»، وبعد وفاته تم بناء ضريح له داخل المسجد، وهو ما يوجد به الآن عكس ما يشاع عن أنه ضريح للشيخ عمر مكرم، نقيب الأشراف، والذى توفى عام 1822م.
بقى المسجد طوال فترة حكم الملكية يتوسط ميدان الإسماعيلية، إلى أن قامت ثورة يوليو 1952، وتحول اسم المسجد من مسجد الشيخ محمد العبيط إلى مسجد الشيخ عمر مكرم، الزعيم الذى اختار محمد على ليتولى شئون البلاد، وبقى الاسم وعمره 63 عاما يعلو أبواب المسجد وأمامه واقف الزعيم المُعلم رافعا سبابة يديه اليمنى، وممسكا بكتبه فى يده اليسرى إلى الآن.
وبقى المسجد يؤدى دوره بعد ذلك فى إقامة الشعائر الدينية تارة وإقامة سراديق العزاء لكبار رجال الدولة والمشاهير تارة أخرى، إلى أن قامت ثورة «25 يناير» عام 2011، فجسد المسجد نقطة الارتكاز، وكان المأوى حينما تشتد المظاهرات، كما كان المشفى عند سقوط الجرحى، وكان المنبر الإعلامى حينما يطالب المتظاهرون بمطالبهم، ويظل المسجد وجدرانه شاهدى تفاصيل الثورة وتاريخها.
بنود مترابطة -