قصة الكسوة التي لم تلمس جدار الكعبة - بوابة الشروق
الإثنين 7 يوليه 2025 4:11 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من أفضل فريق عربي في دور المجموعات بمونديال الأندية؟

قصة الكسوة التي لم تلمس جدار الكعبة

بسنت الشرقاوي
نشر في: الأحد 16 يونيو 2024 - 2:38 م | آخر تحديث: الأحد 16 يونيو 2024 - 2:40 م

شرف نالته مصر لمئات السنوات بتصنيعها كسوة الكعبة المشرفة منذ عهد ثاني الخلفاء الراشدين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي أوصى بأن تصنع الكسوة من القماش المصري "القباطي"، لكن هذا الشرف انقطع بلا رجعة ليترك وراءه "كسوة لم تلمس جدار الكعبة".. فما القصة؟

* بداية القصة

كان المصريون ماهرين في نسج أفضل وأفخر أنواع الثياب والأقمشة، فكان لمصر شرف صناعة كسوة الكعبة المشرفة وخروج المحمل الشريف منها إلى الأراضي المقدسة، لمدة 7 قرون.

كان ذلك يجري في أجواء احتفالية عظيمة يحضرها كبار رجال الدولة لينطلق المحمل حاملًا الكسوة إلى أرض الحجاز ويرافقها حجاج بيت الله الحرام.

والمحمل هو إطار مربع من الخشب هرمي القمة مغطى بستار من الديباج الأحمر أو الأخضر، وغالباً ما كان يزدان بزخارف نباتية وأشرطة كتابية مطرزة بخيوط من الذهب، وينتهي من الأسفل بشراشيب، وكانت له أربع قمم من الفضة المطلية بالذهب في الزوايا الأربع، ويوضع داخل المحمل مصحفان صغيران داخل صندوقين من الفضة المذهبة معلقين في القمة إضافة إلى الكسوة الشريفة، وكان يوضع المحمل على جمل ضخم يسمى (جمل المحامل) يتم إعفائه عن العمل بقية أيام السنة.

ظهرت فكرة المحمل لأول مرة في عهد شجرة الدر، حيث خرج أول محمل في عهد المماليك، ويقال إنه كان فارغا وقتها دون الكسوة التي كانت توضع في صناديق مغلقة وتحملها الجمال لأرض الحجاز، إلا أن الاحتفال بشكله المميز كان في عهد الظاهر بيبرس، حيث كان سلاطين مصر المملوكية يلقبون بخدام الحرمين الشريفين.

وكان المحمل يطوف القاهرة في احتفال جلل، يصحبه الطبل والزمر وتزيين المحلات التجارية والرقص بالخيول، وكان والي مصر أو نائبه يحضر خروج المحمل بنفسه، وكان المحمل يطوف في القاهرة نحو ثلاثة أيام وسط جنود الحراسة.

 

* "تحفة فنية".. آخر كسوة مصرية للكعبة

ومنك ذلك العهد استمرت مصر في صناعة وإرسال كسوة الكعبة المشرفة لأرض الحجاز بالرغم من توقفها مرات عديدة وقت حكم محمد على والي مصر، وأخرى بسبب الحرب العالمية الأولي، إلى أن توقف إرسال الكسوة المصرية للأبد في ستينات القرن الماضي، تحديدا عام 1962 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

حيث خرج آخر "محمل" من مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عام 1962 وعاد قبل أن يصل إلى الأراضي السعودية، بسبب خلافات سياسية في ذلك الوقت، قيل إنها نتيجة الوحدة العربية المشتركة بين مصر وسوريا واتباع مصر نظام الاشتراكية الذي لم يرق للمملكة، لتبدأ وتستحوذ المملكة على صناعة الكسوة في منطقة أم الجود، ثم في منطقة أجياد حتى الآن.

التقطت عدسة "الشروق" صورا لآخر كسوة للكعبة صنعتها مصر ورفضت السعودية استقبالها، والتي تقبع كأثر ثمين في المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط بالقاهرة.

 

وتبدو الكسوة كتحفة فنية زاهية راقية، ثقيلة الوزن غليظة القوام، صممت بعناية وإتقان شديدين بأيدي مصرية خالصة.

وظهرت وسط الكسوة جمل مطرزة تقول: "الجمهورية العربية المتحدة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر عام 1381"، الموافق عام 1961_1962 ميلاديا.

وصنعت الكسوة من القماش الأسود المطرز بالرسومات وآيات من الذكر الحكيم بخيوط من الحرير، اكسبتها اللون الذهبي، يعلوها في منتصف الكسوة أيه كريمة من سورة الفتح كتبت بالخط العريض تقول: "لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ".

كما طُرزت بعض الجمل الأخرى مثل "لا إله إلا الله الحق المبين" و"محمد رسول الله صادق الوعد الأمين" و"اهدنا الصراط المستقيم"، وسورة الإخلاص.

واستخدم فنانو صناعة الكسوة في مصر اللون الأخضر والبرتقالي التطعيم الكسوة وإضفاء لمسة زاهية راقية عليها، جعلت الزائرين ينظرون لها بإبهار مدركين عظمة وحرفة الصناعة المصرية



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك