وطنيات ثورة 1919 (17): «ده بأف مين اللى يألس على بنت مصر».. دعوة سيد درويش لتحرير المرأة ونهضتها - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 11:27 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطنيات ثورة 1919 (17): «ده بأف مين اللى يألس على بنت مصر».. دعوة سيد درويش لتحرير المرأة ونهضتها

سيد درويش
سيد درويش
حسام شورى:
نشر في: الأحد 17 مارس 2019 - 2:03 م | آخر تحديث: الأحد 17 مارس 2019 - 2:03 م

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، تذكير قرائها بنخبة مختارة من الأغاني والقصائد الوطنية التي أنتجتها عقول شعراء وفناني مصر الرواد، بالتزامن مع ثورة 1919 أو تفاعلاً معها أو مواكبة لمطالبها وشعاراتها، بهدف إلقاء الضوء على أشكال مختلفة من إبداعنا منذ 100 عام ورصد الآثار الكبيرة للثورة على الفن والأدب في مصر.


••••••••••••

أشرنا في الحلقات السابقة إلى أن ثورة 1919 لم تكن ذات بعد سياسي فقط بل كانت ثورة على المستوى الفني بخروج أنواع مختلفة من الفنون واستحداث أشكال جديدة والدفع بكلمات وأفكار مضادة للعادات التي اعتقدت الطليعة الفنية أنها سبب تخلف المصريين.

وتزخر أغاني فترة الثورة إلى جانب مفاهيم المواطنة والتحرر، بالدعوة للاعتزاز بالوطن والفخر بأبنائه وخروج المرأة للعمل والمطالبة بممارسة حقوقها، ويكون غضب المطالبين بتلك الحقوق على من ينكرها شديدًا، وخير مثال على ذلك طقطوقة «بنت مصر» التي قدماها الثنائي بديع خيري وسيد درويش في رواية «قولولو» التي قدمتها فرقة نجيب الريحاني في خضم الأحداث الثورية عام 1919، والتي نتذكرها سويا اليوم، والذي يصادف ذكرى مولد سيد درويش.

الطقطوقة التي أدتها المطربة حياة صبري والتي قيل إن سيد درويش هو من تبناها فنيًا، تبدأ بسؤال استنكاري: «ده بأف مين اللى يألس على بنت مصر بأنهي وش؟» وكانت كلمة «بأف» شائعة بين عامة المصريين في هذا التوقيت وتشير إلى الشخص «النكرة» الذي لا أهمية لرأيه.

 

وتستمر الكلمات على ألحان مقام النهاوند الذي يستخدم في العتب والاستغراب، لتوضيح أهمية البنت المصرية والسبب في أن من «يألس» عليها يكون «بأف»:
و النبي يجري يتليس
ماطلع كلامه طظ! فش!
النوه النووه
هى هى هيه
شغل البكش ده يا اختي
مابقاش ينفعنا دلوقتي
دي المصرية كتّر خيرها
فى التربية سبقت غيرها
يا سيدي إنت

 

ثم تبدأ الكلمات في مناصرة المرأة تعبيرا عن الروح التي كانت سائدة في هذا التوقيت:

البنت تفضل محبوسة
قال جوه بيتها يكون أظبط
لحد ما تبقى عروسة
بدال ما تفضل تتنطط
العفو العفو
يا سلام
يا سلام يا إخوانا دي العبرة
ماهيش فى جوة و لا برّة
عمر الحرة ما تبقى عرّة
عمر العرّة ما تبقى حرة
يا سيدي إنت
باردون يا فندي بالذمة
إيه بس عيب المصرية
الدنيا ضاقت بيك لما
ماتاخدش غير الأفرنجية
افهم
و اعقل
يا اهبااال
يا اهبل ليه غيرنا يفارقنا
ماتخلي زيتنا فى دقيقنا
دي المصرية تبيض وشك
الأفرنجية عينها فى قرشك
يا سيدي إنت

 

ولم يكتف بديع خيري بالروح القومية الوطنية المتشبعة بها كلمات الطقطوقة، ومناصرة للمرأة المصرية وتميزها على «الأفرنجية»، بل ذهب إلى الإعلاء من قيمة التعليم وتعليم المرأة على الخصوص محقًرا من الجهل:
اللى ماتكتبش و تقرا
الدجالين قالعين عنها
وتو ما تقع البقرة
مالحق ما تكتر سكاكينها
اخه اخيه ..إخييييه
تفوا عالجهل ميت تفة
يالا نكسر وراه شقفة
من تعليمنا اهلنا خايفة
واقعين ليه من قعر القفة
يا سيدي إنت

 

ثم تأخذ الطقطوقة منحى وطني صريح، بصوت سيد درويش، من خلال دعوة البنت المصرية، التي ستصبح أما، إلى حث أبنائها على حب وطنهم:
خليها دي حلقة فى ودنك
من قبل ما تقري الفتحة
أول كلام تقوليه لأبنك
وطنك مافيش زيه دحه
م النيل إمبوه
حبووووه
حبه يا نونو بالأكتر
من بابا و ماما والسكر
منه الـتسة و منه المما
إوعك تنسى فرض الامة
يا جدع إنت

وغدا حلقة جديدة...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك