يعد انقطاع التيار الكهربي والمياه والإنترنت سمة أساسية في طرابلس الليبية، حيث يقيم نصف سكان ليبيا وسط الصراع؛ حيث ينعدم الأمن والبيئة المناسبة للإبداع والتطوير في العمل، لكن ما يعرف بـ"مساحات العمل"، جاءت لتحل المشكلة مع سرعات إنترنت عالية وكهرباء دائمة وزجاج عازل لضوضاء الشارع، ليكون بيئة العمل المثالية لأرباب الأعمال الحرة والعاملين عبر الإنترنت.
يقول مصطفى ريان، مدير مبنى ناكتيكو، لـ"فرانس برس"، إن الأشخاص يأتون للمكان بسبب الخدمة المميزة، وأغلبهم من أصحاب الأعمال الحرة.
ويضيف محمد محجوب، مصمم مواقع، أنه لا يشعر أبدا بذلك الجو القاتم الذي تعرف به المكاتب حين يكون في ناكتيكو، موضحا أن كل ما يحتاجه لبيئة عمل مناسبة هو وجود شبكة إنترنت وكهرباء ومكيف ومكان لمقابلة الأصدقاء.
وتوفر مساحات العمل على غرار ناكتيكو كل شيء، من مولدات الكهرباء لمحولات الطاقة، وتنقسم الغرف لمكاتب خاصة، وغرف اجتماعات، ومساحات عمل مشتركة، وغرف هادئة لاستخدام الإنترنت بسرعات عالية، وشُرف للجلوس وتناول المشروب.
وتقول مديحة العماري، طالبة طب، إنها نزحت وأسرتها لبيت الأقارب بعد الاشتباكات العنيفة على أطراف طرابلس في أبريل الماضي، لكن منزل الأقارب لا يتمتع بالإنترنت الجيد؛ لذلك قررت دفع مبلغ الدخول لناكتيكو؛ كي لا تخسر فصلا دراسيا كاملا بسبب انعدام الإنترنت.
وتتابع منارة العليم، أن ما يميز مساحات العمل عن المقاهي العادية هو تمتعها بالهدوء والبعد عن كثرة الرجال التى تجعل العائلات لا يقبلون بذلك لبناتهم في المقاهي؛ بسبب طبيعة المجتمع المحافظة.