وصف الكاتب الصحفي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق، عضو مجلس الشيوخ، تقديم مصر مذكرة لمحكمة العدل الدولية حول الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بأنه تطور مهم وإيجابي.
وقال، خلال مداخلة هاتفية مع قناة «القاهرة الإخبارية»، اليوم الأحد، إن هذه الخطوة تُرضي الكثير من المصريين والعرب وكل الفلسطينين، وتدعم الشكوى التي قدمتها جنوب إفريقيا (والتي تتهم جيش الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة).
مصر الأكثر دراية بممارسات الاحتلال
وأضاف حسين أنّ هذه الخطوة تساهم في كشف الممارسات الإسرائيلية منذ الاحتلال في 1967 حتى الآن، موضحًا أن مصر هي أكثر دول العالم دراية بالممارسات الإسرائيلية بعد الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم كثيرة في حق المصريين، مثل مجزرة بحر البقر وغيرها.
خطوة تعيد الأمور لنصابها الطبيعي
ولفت حسين النظر إلى أن إعلان مصر التقدم بهذه المذكرة ضد الممارسات الإسرائيلية، أمرٌ من شأنه أن يُعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي، ويجعل مصر داعمة بصورة أكبر لمحاولة فضح وتعرية الهمجية والعدوانية الإسرائيلية، دون أن يؤثر ذلك على المحاولات المصرية لإنصاف الشعب الفلسطيني ومحاولة الحصول على حقوقه عبر الطرق الدبلوماسية.
ونوه بأن البعض ظنّ أن معاهدة السلام والوساطة المصرية الراهنة هي سيف يحد من قدرة الدولة على دعم الفلسطينيين وعلى قول الحقيقة للإسرائيليين، لكنّ هذا الأمر غير صحيح.
مصر ليست طرفًا وسيطًا
وشدد على أن مصر ليست وسيطًا بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالمعنى الحرفي للوساطة، لكنها تحاول دعم الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه.
ونوه بأن وجود اتفاقية سلام مع إسرائيل لا ينفي أن مصر تدعم الفلسطينيين بكل الطرق المختلفة، مؤكدًا إدراك العالم أجمع بأن كل ما تفعله إسرائيل في الأراضي المحتلة منذ 1967 هو أمر غير قانوني.
الموقف المصري يدعم فلسطين ويحاصر إسرائيل
وأشار حسين إلى أن تداخل مصر عبر تقديمها مذكرة لدى محكمة العدل الدولية يُشكل دعمًا أكبر للموقف الفلسطيني ويحاصر إسرائيل، التي كانت تظن أنها فوق القانون الدولي بسبب الدعم الأمريكي والغربي المفتوح.
وشدد على أن وحشية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، جعلت من المستحيل أن يصمت أحد على ذلك، مؤكدًا أنّ قيمة التحرك المصري تنبع من أن مصر أكبر دولة عربية وأنها الدولة التي حاربت إسرائيل أربعة حروب، وأكثر من قدم تضحيات من أجل الشعب الفلسطيني.
وأفاد بأن هذه الخطوة في ظل وجود معاهدة سلام بين الجانبين يزيد من أهمية هذه الخطوة، مشددا على أن ما تفعله مصر هو استكمال للجهود المبذولة التصدي للعدوان الإسرائيلي.
إقامة دولة فلسطينية جوهر حل الصراع
وأشار إلى أن مصر دعت المجتمع الدولي للتعامل مع القضية الفلسطينية وإعلانها فورا، والتطرق إلى حتمية إقامة دولة فلسطينية، ومن ثم البحث في التفاصيل.
وقال إن هذا الموقف المصري جزء من نضال طويل من دعم مصري مُقدم لفلسطين، سواء عبر رفض العدوان بالتصريحات أو من خلال إدخال المساعدات على مدار الوقت إلى قطاع غزة لتمكين الشعب الفلسطيني من الثبات، وإقامة مخيمات داخل فلسطين وليس خارجها، وصولًا إلى النضال السياسي والقانوني أمام محكمة العدل الدولية.
الجهود المصرية تؤتي صداها
وأفاد بأن التحرك المصري يؤتي صداه من خلال إعراب عدد كبير من الدول الكبرى بما في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، عن استعدادهم على الاعتراف بـ«دولة فلسطينية» على الفور.
واعتبر حسين، أنه من الطبيعي أن تعلن الحكومة الإسرائيلي رفض أي فكرة لإقامة دولة فلسطينية باعتبارها الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل، لكن الموقف قد يتغير حال وجدت هذه الحكومة نفسها مضطرة إزاء ذلك.
وأشار إلى تسريبات انتشرت في الأيام الماضية، مفادها أن إسرائيل قد لا تعارض الاعتراف الأمريكي بالدولة الفلسطينية مقابل أن يكون هناك تطبيع عربي كامل وبخاصة مع السعودية.
ونوه بأن إسرائيل دائما ما تحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، مشيرًا إلى أن الأمر يتوقف على الضغط العربي وكذلك الضغط الدولي وتحديدًا موقف الولايات المتحدة الأمريكية.
مذكرة مصرية أمام العدل الدولية
وتقدمت مصر بمذكرة لمحكمة العدل الدولية حول الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، في بيان، إن مصر ستشارك في الرأي الاستشاري الذي طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية حول السياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، لافتا إلى تقديم مصر مذكرة للمحكمة، وستقدم مرافعة شفهية أمام المحكمة يوم 21 فبراير الجاري.