أبرزها خسارة حزب الله المدوية.. محللون يتحدثون لـ الشروق عن مفاجآت انتخابات لبنان - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 7:48 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أبرزها خسارة حزب الله المدوية.. محللون يتحدثون لـ الشروق عن مفاجآت انتخابات لبنان

أحمد علاء
نشر في: الأربعاء 18 مايو 2022 - 9:53 م | آخر تحديث: الخميس 19 مايو 2022 - 1:14 ص

بلد أثقلته الديون، طحنته السياسة، فتكت به التناحرات والتجاذبات، يستقيظ شعبه نهارًا على سؤال سيجد سهولة في صياغته، صعوبة في إجابته، حيرة حول من يجيبه، إلى متى كل هذا.. إنه لبنان، البلد الصغير جغرافيًّا، لكنّ رقعة أزماته قد تكون الأكبر إقليميًّا، خطت مشكلاتُه حدودَه، أقحم نفسه في أزمات مع محيطه الخليجي - العربي فلم يجد المعين، ها هو يوم يبحث عن خلاص.

أجرى لبنان انتخابات نيابية، محاطة بالكثير من التحديات، فالبلد يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، فالعملة انهارت والشعب لا يرى من الخدمات إلا القليل، لا سيّما الكهرباء التي لم تستطع منظوماتها أن تلبي احتياجات المواطنين على مدار الساعة، الحكومة يرى سياسيون أنها لم تنفذ الإصلاحات الاقتصادية اللازمة، وذلك الغرب المانح يغلق صنبور الدعم والتمويل، وتلك كانت شرارة مرعبة.

اقتراع في الظلام
أبت الكهرباء إلا أن تشارك بصوتها في الانتخابات، فانقطع التيار عن العديد من مراكز الاقتراع، وبث ناشطون صورًا لناخبين يبحثون عن أسمائهم في كشوف الناخبين على ضوء كشافات هواتفهم المحمولة، وأخرى لعمليات فرز أصوات بكشافات طوارئ.. رسالةٌ كأنها إلى مدى حاجة لبنان إلى بدء مرحلة جديدة من تاريخها السياسي، تتضمّن تكالفًا بين مختلف القوى والأحزاب لإعادة بناء لبنان الذي يعرفه شعبه ولا يجدونه بينهم.

حديث اللبنانيين عن مآسيهم وويلاتهم واقعهم المعيشي كان ممزوجًا باتهامات موجهة لحزب الله، حمّلوه مسؤولية الأزمة السياسية وبالذات الاقتصادية، ألقى كثيرٌ من الشعب باللائمة على حزب الله، يقولون إنه حول بلدهم لما تشبه قاعدة صواريخ إيرانية يهدد إسرائيل والولايات المتحدة، لكنها تنطلق في واقع الحال نحو سوريا والعراق واليمن، وفي كل ذلك تهديد مباشر لدول الخليج وللمنطقة بأكلمها، اتهامٌ يرد عليه الحزب بأنه أحد أطراف ما يُسمى "محور الممانعة"، يقول إنها يناهض السياسات الأمريكية، تمامًا كما هي الأهداف الإيرانية.

خطوة ضرورية
إجراء الانتخابات في حد ذاته كان محل اهتمام في الأواسط اللبنانية، إذ يقول المحلل السياسي شادي سرايا، في حديث لـ«الشروق»، إنّ الانتخابات النيابية كانت ضرورة وتم إجراؤها في الوقت المناسب، وأجريت بشكل ديمقراطي بنسبة 80%.

مشهد سياسي مرتبك، ألقى بتركة ثقيلة على حزب الله ونظرة الناخب اللبناني له، فانعكس ذلك في صناديق الاقتراع، فبعد انتهاء فرز أصوات أكثر من 80% من صناديق الاقتراع، فقد حزب الله الذي راهن على حلفائه ليسيطر على أكثرية البرلمان، لكن تلك الأكثرية اختارت حتى الآن، وفق النتائج، حزب القوات.

رهان على مسيحيي الشرق
قبل الانتخابات، يقول سياسيون لبنانيون إن حزب الله راهن على حلفائه، وسعى على جذب صوت مسيحي له في الشرق، لكن النتائج لم تأتِ كما رغب الحزب، إذ تقول إحصاءات حصلت عليها «الشروق» من مصدر سياسي لبناني، إنّ حزب الله وحلفاءه حصلوا على 61 مقعدًا مقابل 67 مقعدًا لمن وصفها المصدر بـ«القوى السيادية».

يرى سرايا، أن حزب الله تكسرت جوانحه بخسارة حلفائه، ويقول: «حزب الله كان يعتمد على حلفائه، لأن كتلة الثنائي الشيعي _حزب الله وحركة أمل_ سيطرت على المنطقة بالسلاح وكانوا يعتمدون بشدة على حلفائهم»

ويضيف: «حزب الله كان يراهن على حلفائه من أجل توفير غطاء مسيحي في الشرق من أجل ولاية خامنئي لكن هذا الأمر انتهى».

فقدان بعد 30 عاما
أحد أهم خسائر حزب الله، تمثّل في فقدان مقعد طلال أرسلان، الذي ظل يشغله لنحو 30 عامًا، علمًا بأنه يوصف بـ«أحد أكثر المقربين من حزب الله»، لكنّه خسر المقعد أمام المرشح مارك ضو، وهو صاحب شركة إعلانات وأستاذ للدراسات الإعلامية.

أرسلان كان قد انتخب عضوًا في البرلمان عام 1992 ثم أعيد انتخابه أربع مرات تواليًّا، كما أنّها حاز مناصب رسمية إذ شغل منصب وزير في ست حكومات في حقائب مختلفة.

خروقات.. روايات
شهدت العملية الانتخابية بعضًا مما أطلق عليها «خروقات»، وهو ما ردّ عليه وزير الداخلية والبلديات اللبناني بسام مولوي، قائلًا في مؤتمر صحفي، تابعته «الشروق»، إنّ عدد الشوائب قليل جدا قياسًا بعدد الدوائر، وأشار إلى أن هذه الشوائب لا تؤثر على شفافية العملية الانتخابية.

يتحدث سرايا عن خروقات العملية الانتخابية قائلًا: «حدثت بالفعل خروقات في منطقة بعلبك الهرمل ضد مرشح حزب القوات أنطوان حبشة، وحزب الله طرد مندوبي حزب القوات وبدّل الأصوات لصالح مرشح الحزب، هناك أيضًا في أنباء عن إلغاء نتائج صندوق الاقتراع القادم من قطر وسوريا بسبب خروقات أيضًا لكن وزارة الداخلية من المؤكد أنها تقف بالمرصاد في مواجهة ذلك.. من المؤكد أن القضاء ستكون له كلمة في الأمر».

تكاتف ما بعد الاقتراع
مرحلة ما بعد الاقتراع قد تكون أهم من الاقتراع نفسه، ويحلل سرايا ذلك بالقول: «الناخب اللبناني سواء المقيم أو المغترب حدّد أولوياته بعيدًا عن محور الشر الإيراني والمحور السوري.. تم الاختيار بشكل جيد، وهناك حالة رضا على النتائج المعلنة.. نأمل أن تتوحد القوى السيادية تحت قبة البرلمان لمواجهة الشر الإيراني».

ويضيف: «نتطلع لتوحد كل القوى السياسية لأنّ الوضع الاقتصادي شبه منهار، وعلاقاتنا متوترة مع الدول العربية نتيجة وجود حزب الله في بعض الدول مثل سوريا والعراق واليمن.. الحزب يحاول الإساءة لسمعة لبنان ويروج لإساءات حسن نصر الله ضد الخليج».


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك