قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن تصريحات واقتحامات رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، دعوة للتصعيد والعنف، واستخفاف بالإدانات الدولية بجرائم الاحتلال.
وأوضحت الوزارة في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، اليوم الأربعاء، أن دعوة بينيت لجيشه وشرطته باستخدام القوة المفرطة بحق الفلسطينيين أينما كانوا، تحريض مباشر لتصعيد الأوضاع ولدوامة من العنف، واعتراف إسرائيلي رسمي أن ما تقوم به قوات الاحتلال والمستوطنون، هو سياسة إسرائيلية ممنهجة موجهة من رأس الهرم السياسي في دولة الاحتلال.
وأضافت أن «هذه الدعوات تصدر عن عقلية استعمارية عنصرية، تنكر وجود الشعب الفلسطيني وحقه في أرض وطنه، وتستبدل ثقافة السلام بثقافة الحقد والكراهية وإلغاء الآخر».
وتابعت: «لم يكتف بينيت بهذه الاقتحامات الاستفزازية، وإنما يطلق جملة من التصريحات المعادية للشعب الفلسطيني والتي تحرض علناً على مزيد من عمليات القتل خارج القانون والإعدامات الميدانية، وبجميع الأسلحة، تحت شعار ما أسماه (ضرب الإرهابيين)، دون أن يحدد بينيت من هم الإرهابيون».
واستنكرت: «هل هم المواطنون الفلسطينيون المدنيون العزل الآمنون داخل منازلهم الذين ترهبهم قواته ليل نهار بمن فيهم النساء والأطفال والمرضى وكبار السن؟ أم أي فلسطيني يرفع العلم الفلسطيني؟ أو يهتف لصالح القضية الفلسطينية؟ أو أي صحفي أو إعلامي ينقل حقيقة ما ارتكبته قواته من انتهاكات وجرائم؟ أو أي مقدسي يتمسك بوجوده في منزله في القدس المحتلة وبلداتها وأحيائها؟ أو المواطنون المدنيون الذين يخرجون في مسيرات واعتصامات سلمية دفاعاً عن أرضهم وبلداتهم وممتلكاتهم في وجه غول الاستيطان وميليشيات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية المسلحة».
وأردفت: «ليس هذا فحسب بل أعلن بينيت صراحة عن دعمه المطلق لجيش الاحتلال وشرطته، خاصة في ظل ما ارتكبه من انتهاكات وجرائم؛ أدت إلى الإعدام الميداني للشهيدة شيرين ابو عاقلة، وفي ظل ما تعرض له المشيعون لجنازتها ولجنازة الشهيد وليد الشريف في القدس المحتلة، بما في ذلك الوحشية التي اقتحمت بها شرطة الاحتلال المستشفى الفرنسي ومقبرة المجاهدين».
ونوهت إلى أن «بينيت باقتحاماته وتصريحاته يتحدى المجتمع الدولي والأمم المتحدة وقراراتها ومواقف الادارة الأميركية المعلنة تجاه الصراع عامة، والاستيطان وحقوق المواطنين الفلسطينيين بشكل خاص».
وفي السياق ذاته، أدانت الخارجية الفلسطينية، الدعوات التي أطلقها رئيس منظمة «لهافا» اليهودية الإرهابية، بشأن هدم وتفكيك قبة الصخرة المشرفة وبناء الهيكل المزعوم في باحات الأقصى، وحشد أوسع مشاركة لاقتحامات المسجد الأقصى الأحد المقبل.
واعتبرت أن دعوات رئيس «لهافا» الإرهابية هي الوجه الآخر لتصريحات ومواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينت، التي أطلقها في الضفة المحتلة لأمس، وهي أيضا إمعان اسرائيلي باستهداف المسجد الأقصى لتكريس تقسيمه الزماني، ومن ثم تقسيمه مكانيا على طريق هدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه، في إطار مخططات الاحتلال التهويدية للقدس، وضمها وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
وحمّلت، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن هذه الدعوات العنصرية التي تحرض على مزيد من تصعيد عدوان الاحتلال ضد القدس ومقدساتها، وهو ما ينذر بحرب دينية لا يمكن السيطرة عليها، وارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق شعب فلسطين عامة وبحق المواطنين المقدسيين بشكل خاص.
وقالت إن «القدس ومقدساتها ضحية ازدواجية المعايير الدولية، وعدم جدية المجتمع الدولي بلجم تغول الاحتلال على شعب فلسطين، وفي تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وضحية مستمرة لتجاهل المجتمع الدولي لأهمية محاسبة ومعاقبة إسرائيل كقوة احتلال على انتهاكاتها وجرائمها وإفلاتها المستمر من العقاب، وتمردها المتواصل على القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها».
وطالبت مجلس الأمن الدولي بوقف سياسة الكيل بمكيالين وتحمل مسؤولياته في حماية القدس ومقدساتها المسيحية والاسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.