بعد إغماءات جامعة طنطا.. لماذا يفقد البعض وعيهم في الحر؟ إليك الأسباب وطرق الوقاية‬ - بوابة الشروق
الأحد 18 مايو 2025 5:01 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

بعد إغماءات جامعة طنطا.. لماذا يفقد البعض وعيهم في الحر؟ إليك الأسباب وطرق الوقاية‬

رنا عادل
نشر في: الأحد 18 مايو 2025 - 2:30 م | آخر تحديث: الأحد 18 مايو 2025 - 2:30 م

شهدت جامعة طنطا أمس السبت حالات إغماء متفرقة بين عدد من الطالبات، وسط ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، ما أثار قلقا واسعا وتساؤلات حول الأسباب التي قد تؤدي إلى فقدان الوعي في مثل هذه الأجواء الحارة.

يشار إلى أن هذه الظاهرة التي تتكرر في فصل الصيف تثير اهتمام الجميع لمعرفة مدى خطورتها والعوامل المختلفة التي قد تسببها.

ونستعرض في التقرير التالي أبرز الأسباب الصحية التي قد تؤدي للإغماء أثناء موجات الحر، مع تسليط الضوء على خطورة هذه الظاهرة وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة للحفاظ على الصحة والسلامة.

-لماذا يحدث الإغماء في الحر؟

بحسب منظمة الصحة العالمية، التعرض المفرط للحرارة يمكن أن يؤثر سلبا على الجهاز العصبي والدورة الدموية، ويؤدي في بعض الحالات إلى فقدان الوعي، وتحديدا عند الفئات الأكثر عرضة مثل كبار السن، الأطفال، ومرضى القلب أو السكر، لكن الإغماء لا يرتبط فقط بما يعرف بـ"الإجهاد الحراري"، بل توجد عدة أسباب أخرى متعلقة بالحر تؤدي لنفس النتيجة، منها:

-الإجهاد الحراري: يحدث عند فشل الجسم في تبريد نفسه أثناء التعرض للشمس أو أداء مجهود بدني في الجو الحار، خاصة مع عدم شرب كميات كافية من المياه، من أعراضه: التعرق الشديد، الدوار، الغثيان، وقد يصل لفقدان الوعي.

-الجفاف: مع ارتفاع درجات الحرارة، يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل عبر التعرق، وإذا لم يتم تعويض هذه السوائل، ينخفض ضغط الدم ويتراجع تدفق الدم إلى الدماغ، مما قد يؤدي للإغماء.

-نقص الأملاح: التعرق لا يفقد الجسم الماء فقط، بل أملاحا مهمة مثل الصوديوم، ونقصها يؤثر على توازن السوائل بالجسم ويؤدي إلى اضطراب في الإشارات العصبية، وقد يتسبب في تشنجات أو فقدان وعي.

-الوقوف لفترات طويلة تحت الشمس: في الحر، تتوسع الأوعية الدموية القريبة من الجلد لتبريد الجسم، مما يقلل تدفق الدم إلى الدماغ خاصة إذا كان الشخص واقفا لفترة دون حركة، ما يؤدي للإغماء.

-ضربة الشمس: حالة حرجة تحدث عند ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 40 درجة مئوية، وقد تؤدي لتلف في الجهاز العصبي وفقدان الوعي الكامل، ومن أعراضها: سخونة الجلد، جفافه، اضطراب في الوعي، وتسارع في ضربات القلب.

-الملابس غير المناسبة: ارتداء ملابس ثقيلة أو داكنة اللون يعوق قدرة الجسم على التبريد ويزيد من خطر الاحتباس الحراري.

-الإحصائيات تُحذر

قد يظن البعض أن الأمر يقتصر على مجرد عرض عابر ينتهي ببعض الراحة، لكن الواقع الطبي يحذر من ذلك، فوفقا لمنظمة الصحة العالمية، تتسبب درجات الحرارة المرتفعة في نحو 489 ألف حالة وفاة سنويا حول العالم، كثير منها نتيجة مضاعفات مثل ضربة الشمس أو أمراض القلب المرتبطة بالإجهاد الحراري.

في صيف 2022 وحده، سجلت أوروبا أكثر من 61 ألف وفاة زائدة بسبب الحرارة، كما شهد عام 2003 نحو 70 ألف حالة وفاة إضافية بسبب موجة حر تاريخية، أما في الفئة العمرية الأكثر هشاشة، فقد ارتفعت الوفيات المرتبطة بالحر بنسبة 85% بين كبار السن بين عامي 2000–2004 و2017–2021.

هذه الأرقام تؤكد أن التأثير الصحي للحرارة أمر جاد لا يجب الاستهانة به، وأن الوقاية ضرورة لا رفاهية خاصة في ظل التغير المناخي.

-كيف نحمي أنفسنا في الجو الحار؟

لتقليل فرص الإغماء أو الإصابة بأي من مضاعفات الحرارة المرتفعة، ينصح الأطباء ومنظمة الصحة العالمية بـ:
-شرب كميات كافية من المياه حتى دون الإحساس بالعطش.

-تجنب الوقوف لفترات طويلة في الشمس، خاصة وقت الظهيرة.

-ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة وفاتحة اللون.

-البقاء في أماكن جيدة التهوية أو بها تكييف.

-تجنب المجهود البدني الزائد وقت الذروة الحرارية.

-تناول وجبات خفيفة ومتوازنة تحتوي على أملاح وسوائل.

-وأخيرا، إذا تعرض شخص للإغماء بسبب الحرارة، توصي المنظمة والأطباء باتباع الإرشادات التالية للتصرف بسرعة وتقديم المساعدة بأمان:

-نقل الشخص إلى مكان بارد أو مظلل: يجب إبعاد الشخص عن الحرارة المباشرة وتوفير بيئة باردة له.

-رفع القدمين: ينصح برفع قدمي الشخص لتسهيل تدفق الدم إلى الدماغ.

-تبريد الجسم: استخدام مروحة أو مسح الجسم بقطعة قماش مبللة بالماء البارد لتخفيض درجة حرارة الجسم.

-تقديم السوائل: إذا كان الشخص واعيا، يمكن تقديم الماء أو مشروبات لتعويض السوائل المفقودة.

-مراقبة الحالة: يجب مراقبة الشخص، وإذا لم تتحسن حالته أو ظهرت أعراض أخرى، ينصح بالاتصال بالطوارئ فورا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك