في مطلع عام 2020 رحل الكاتب وحيد حامد، بعد تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بأيام قليلة، حيث ودع جمهوره وكل محبيه في كلماته التي ألقاها في حفل الافتتاح وندوته بعد ذلك، والتي قال فيها: "أنا حبيت أيامي عشان اشتغلت مع نجوم كبار وأنا عشت في زمن جميل فيه صلاح منصور وأمينة رزق ومحمود مرسي واشتغلت مع مخرجين كبار، وأتمنى تفضل مصر منورة بالفن والسينما الجميلة".

ورغم رحيله سيبقى وحيد حامد، وسط جمهوره ومحبيه بما كتبه من أعمال، مثل "الراقصة والسياسي" و"كشف المستور" و"المنسي" و"الإرهاب والكباب" و"العائلة" و"سوق المتعة" وغيرها من الأعمال المتنوعة التي تثري المكتبة الفنية العربية، ولن ينقطع الحديث عنه في الحوارات والبرامج المختلفة، وآخر البرامج التي ناقشت أعمال الراحل، كان "الشارع الفن" المذاع على الفضائية المصرية، والذي استضاف الناقد والكاتب الصحفي خالد محمود.

وقال محمود، إن "من إحدى القيم الكبيرة التي قدمتها سينما وحيد حامد الشعور أنها حياة، فيها الواقع بكل تناقضاته وأحلامه وأوهامه وفيها استشراف للمستقبل، الفيلم يجعل المتفرج يفكر ويتأمل، وجمله تعيش وتتردد على لسان الجمهور فيما بعد".

وأضاف: "من أهم ما يميز أفلام وحيد حامد أنها تمثل انتقاد حقيقي للمجتمع سواء النقد الاجتماعي أو السياسي، والمزج بينهما في سينما الراحل هو ما لمس المشاهدين وجعل شخصياته تعيش معهم".

وسرد الكاتب الصحفي ذكريات بينه وبين الراحل وحيد حامد، نظرا لإجراءه الكثير من الحوارات معه، وتحدث عن لغته السينمائية، التي مزجت بين الفكر الجاد والجماهيرية، وهو ما نجح فيه بجدارة، فقليل من الصناع يستطيع النجاح في هذه المعادلة.

"أفكار وحيد حامد، متعلقة بالإنسان ولا ترتبط بتاريخ محدد أو ذكرى بعينها، فهو يأخذ من الانسان ويعيد صياغة أحلامه ويوثقها"، هكذا وصف خالد ما جسده حامد على الشاشة.

وبالطبع لم يغفل الحديث اسم مهم في مسيرة وحيد حامد الفنية، وهو الزعيم عادل إمام، الذي كان له رصيد كبير من الأفلام، منها "طيور الظلام" و"الإنسان يعيش مرة واحدة" و"الغول" وغيرها.

وقال خالد عن هذا التعاون: "عادل إمام مع وحيد حامد حصله نقلة كبيرة، شخصية مختلفة عن النجم الكوميدي الذي عرفه الجمهور، وكانت هذه النقلة الأولى، ثم جاءت النقلة الثانية والأهم التي تعاون فيها مع المخرج شريف عرفة" .

ووصف خالد محمود صرخات حامد عبر أفلامه، بأنه "وجه وحيد حامد لكمات متعددة وجهت للعقل قبل المشاعر، للمشاهدين، كانت تعيد صياغة أسلوب التفكير، مشيرا في هذا الإطار إلى فيلم "النوم في العسل"، الذي انتهى بمشهد صرخة البطل ومعه الجماهير وهم يقولون "آه"، رغم فنتازية الفكرة الأساسية للعمل، ثم انتقل للحديث عن فيلم "البريء" وصرخاته في وجه الظلم والاستبداد.

واختتم حديثه بفيلم "احكي يا شهرزاد"، الذي وصفه أن السينما استفادت منه بقدر تعاون اسمين مهمين مثل وحيد حامد والمخرج يسري نصرالله، كما كان نقلة وعملا مهما في تاريخ منى زكي الفني، وبالفعل استطاع الاثنان التأثير على بعضهما وصناعة عمل مميز ومختلف.