وصف الدكتور مفيد شهاب عضو الوفد المصري في مفاوضات استرداد طابا، استرجاع طابا، بأنه انتصار قانوني قضائي دولي، جاء تتويجا للانتصار العسكري الذي حققته مصر في أكتوبر 1973، وأيضا بعد انتصار سياسي من خلال مفاوضات شاقة خاضتها مصر من أجل الحصول على أراضيها.
وفي تصريحات صحفية له، أكد شهاب، أنه ما زال يوجد كواليس وأسرار كثيرة لم تُعلن بشأن مفاوضات تحرير طابا، والتي مرت بأكثر من مرحلة حتى الوصول لمرحلة التحكيم.
وقال مفيد: "قبيل صدور الحكم فى قضية طابا بعدة أيام، طلب الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، اجتماعا فوريا مع مجلس الأمن القومي، واستُدعيت معهم، وأخبرنا أن السفير الأمريكي أخطره أن الحكم سوف يصدر لصالح إسرائيل".
• عرض أمريكيوتابع: "الرئيس الراحل حسني مبارك تلقى عرضا من السفير الأمريكي بأن تسحب مصر القضية من المحكمة الدولية مقابل اتفاق تضمنه أمريكا أن تصبح طابا منطقة مشتركة بين مصر وإسرائيل، ويحاكم الإسرائيليون أمام المحاكم الإسرائيلية، والمصريون أمام المحاكم المصرية، وتكون هناك محاكم دولية للأجانب، وتكون السيادة مشتركة بين مصر وإسرائيل على طابا، وقال إنه أقنع الإسرائيليين بذلك وهم موافقون".
وأوضح الدكتور مفيد شهاب، أن الاجتماع انتهى، ولم يصل مجلس الأمن القومي المصري إلى رأي حاسم بقبول عرض السفير الأمريكي أم لا، وبعد الاجتماع همس الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس مبارك فى أذن مفيد شهاب "الرئيس عايزك".
الدكتور مفيد شهاب
واستكمل: "دخلت إلى الرئيس مبارك الذى كان يفرد خريطة كبيرة على الأرض، ثم نزل على ركبتيه وراح يسألني عن كل تفصيلة فى القضية، وحتى المصطلحات القانونية التى ذكرتها فى الاجتماع ولم يفهمها مبارك سأل عنها ودار هذا الحوار:
-الرئيس مبارك: أنت مطمئن؟
مفيد شهاب: كل الأوراق والمستندات لمصلحتنا.
-الرئيس مبارك: بنسبة كام؟
مفيد شهاب: بنسبة 90% يا فندم، لكن المحكمة ممكن تحكم بأى حكم رغم الأوراق المقدمة، مع العلم بأن هذه نسبة كبيرة جدا.
-الرئيس مبارك: على خيرة الله حرفض عرض السفير الأمريكى.
وأوضح شهاب، أن يوم صدور حكم المحكمة الدولية كان الرئيس مبارك، على خط التليفون مباشرة مع أعضاء الوفد المصرى، وفور صدور الحكم لصالح مصر راح الرئيس الأسبق مبارك يهنئ كل واحد من أعضاء الفريق شخصيا قائلا "ألف مبروك ألف مبروك لمصر" وهو يبكي.