علي شواطئ دولة جامبيا الأطلسية الساحرة لم تكد تمر ساعات بين تلك المشاهد التالية منذ كان رجل أبيض أصلع يتناول الغداء مع طفلة لا تتجاوز الـ8 أعوام وعلى الشاطئ يمسك رجل خمسيني أبيض قوى الجسد بيد طفلة صغيرة بلباس البحر وبركن آخر ينظر طفل بارتعاد للسيدة البيضاء الممسكة به بيد بينما تلكم عاهرة سوداء بالأخري وحينما خيم الليل بالساعة الحادية عشرة، وعلى دخان السيجارة يحمل سائح بريطاني طفلا لم يتجاوز السنتين.
وبحسب صحيفة ذا صن أدي إنهيار شركة توماس كوك للسياحة بدولة جامبيا لأزمة اقتصادية نتج عنها نوع قذر ورخيص من سياحة الاعتداء على الطفولة.
وكانت شركة توماس كوك تدير 45% من حجم 100 ألف سائح بريطاني يزورون جامبيا حتى إفلاسها سبتمبر الماضى.
ويقول لامن فاتى المنسق الوطنى لحلف حماية الطفل أن كلا الجنسين الرجال والسيدات البيض يقومون بافتراس الأطفال بأرخص الأثمان التى لا تتعدي جنيهين إسترلينيين وسط حاجة للعائلات التى تسمح لهم بذلك وسذاجة أسر أخري تظن السياح يساعدون أطفالهم بطيبة قلب غير عارفين بالنوايا الخبيثة.
ويضيف فاتى إن السياح يلاحقون الأطفال بالطرق وعلى الشواطئ ولا تفعل الشرطة لهم شيئا لتتحول البلاد لفردوس البيدوفيليا.
ويذكر أن السياحة تشكل ثلث الدخل القومي لجامبيا وبعد الأزمة الأخيرة انخفض الدخل السياحي بـ50%.
ويقول محامى حقوق الطفل مليك جلال إنه رغم مساعدة بعض السياح الحقيقية للفقراء إلا إن معظمهم يأتون لأغراض أخري مستغلين طيبة وفقر الآباء الذين يرفضون التعاون مع الشرطة حين سؤالهم عن أبنائهم.
وتقول آن هيب العاملة بشركة توماس كوك للطيران "كنا الخطوط الجوية الوحيدة التي تذهب لهناك وكان متاح لنا 10 كيلو جرامات زائدة بحمولة الفرد منا ليضع فيها صناديق إعانة من الثياب والطعام نظرا للفقر المتقع لأهالى جامبيا ولكن بعد انتهاء عمل شركتنا بدأت أتساءل عن مصير أطفال تلك البلد الذين سيضطرون للعمل بالدعارة للإنفاق على أسرهم وكان الإعتداء بالطفولة من قبل البيض شائعا منذ سنين إذ مرة وأنا عائدة لبريطانيا رأيت فى الطائرة رجل ستينى ومعه طفلة في الـ7 من عمرها وكانت متضايقة فأبلغت عنه حين وصولنا وعلمت بالقبض عليه ولكن لا أزال أجهل مصير الطفلة".
ويقول فاتي إنه ليس مؤكدًا أن كل تلك الصور لمعتدين على الطفولة ولكن الأكيد أنه ليس طبيعيا أن يذهب طفل لمنتجع سياحى دون والديه وكذلك أن يبقى بساعات متأخرة بأحد الحانات وبالإضافة فليس طبيعيا أن يقوم شخص بالغ بمعانقة الأطفال بتلك الطريقة.
ويقول جلال إنه على الشرطيين التحقق من سبب وجود أى طفل مع رجل أجنبي بالغ فرغم وجود الأخيار المساعدين هناك الأشرار المستغلين.
ومن الملاحظ إنه رغم إنهيار شركة توماس كوك لا يزال البريطانيون قادرون على السفر لجامبيا بطرق معقدة عبر إسبانيا بخطوط طيران تاب أو من المغرب عبر ميريك الملكية وسلوك أولئك السياح مسارات سفر صعبة دون توماس كوك هي دليل على وجود نية خفية وراء سفرهم.
وتقول الممرضة البريطانية لوسي ميندى أنها فى إحدى إجازاتها المتكررة لجامبيا رأت ما أحزنها حينما تجد رجال بريطانيون يمرون عبر استقبال الفندق وفى أيديهم مراهقات صغيرات مضيفة أنها فكرت بالتدخل أكثر من مرة ولكن خشت العواقب كونها ليست ببريطانيا والأمور تختلف بجامبيا.
وتقول مارجيري والدة لوسي إن السبب بتفشي ذلك هو انهيار توماس كوك التى كانت تجلب الكثير من السائحين ولكن كون الدخل انخفض للنصف بدأ الأهالى الفقراء يبحثون عن البديل.
ويقول عبد الله المامبا بائع فواكه بالقرب من الشواطئ السياحية ووالد 4 أطفال إنه يرى السياح يلاحقون الأطفال بائعي المكسرات وهو يقوم بما فى وسعه لإيقاف ذلك.
ويضيف عبد الله "أخبر الأطفال أن المكان غير آمن وعيهم الذهاب ولكن للصدمة يعودون سريعا لأن آباءهم يرفضون عودتهم قبل بيع 5 أكياس على الأقل".
ويتابع عبد الله أن هناك من السياح من يعرض شراء سلة أكياس المكسرات كاملة من أحد الأطفال ليأخذه لاحقا لغرفة فندقه.
ويعيش 60% من سسكان جامبيا تحت خط الفقر وتعد اليونيسيف الدولة أول وجهة لسياحة جنس الأطفال بإفريقيا.
ولمواجهة الموقف قامت حكومة جامبيا بفرض قوانين تتيح إغلاق الفنادق العاملة بدعارة الأطفال وفرض غرامات ومدد سجن علي المعتدين علي الطفولة من السائحين ولكن أحدا لم يقبض عليه باستثناء حالة وحيدة عام 2006 لمدرس نرويجى مارس الجنس مع 6 أطفال.
وبحيثيات القضية تمكن المدرس من الوصول للأطفال بعد إعطاء والديهم كيس أرز وحذائين.
وصدر حكم السجن 3 سنوات بحق المدرس ولكن رئيس جامبيا أصدر له عفوا رئاسيا ما اعتبر بمثابة تشجيع للمعتدين على الطفولة.
وفى تقرير لها أكتوبر عام 2018 ذكرت الأمم المتحدة إن منتجعات وفنادق جامبيا مكان خطر على الأطفال بينما أكد المندوب الأممي موكى دابوير أن الشرطة الجامبية تأخر التحقيقات والملاحقات بشأن قضايا الاعتداء على الطفولة وكثيرا ما ترفض أقوال الأطفال بحجة عدم قانونيتها.