- الهند لم تقدم حتى الآن أي دليل على مزاعم ضلوع باكستان في هجوم باهالجام
- الحكومة الهندية تستغل الأحداث تحت ذريعة محاربة الإرهاب ويتوجب عليها الكف عن هذا السلوك
قال مدير إدارة العلاقات العامة في الجيش الباكستاني الفريق أحمد شريف شودري، إن بلاده لن تخضع أبدًا للهيمنة الهندية، مشددًا على أن "الهند ليست إسرائيل، وباكستان ليست فلسطين".
وفي حديث للأناضول، رد شودري، على تصريحات هندية تقارن الوضع بين الهند وباكستان بما هو قائم بين دول أخرى، وتحدث عن التصعيد الأخير بين البلدين.
وفي 7 مايو الجاري، اندلعت اشتباكات بين باكستان والهند بعد أن نفذت الأخيرة هجمات صاروخية على الأراضي الباكستانية ومنطقة "آزاد كشمير" التي تسيطر عليها إسلام آباد، وذلك في أعقاب هجوم إرهابي بمنطقة "باهالجام" يوم 22 أبريل الفائت، ما أسفر عن 26 قتيلا.
وقال الفريق أحمد شريف شودري: "الواقع هو أن الهند ليست الولايات المتحدة، وباكستان ليست أفغانستان.. الهند ليست إسرائيل، وباكستان ليست فلسطين".
وتابع: "لن يتم إرهاب باكستان أبدًا، ولن نخضع مطلقًا للهيمنة الهندية.. وكلما فهمت الهند ذلك في وقت مبكر، كان ذلك أفضل للسلام الإقليمي وللعالم بأسره".
- الهند لم تقدم أي دليل
وفيما يتعلق باتهام الهند لباكستان بالضلوع في هجوم "باهالجام" في إقليم جامو وكشمير الذي تسيطر عليه الهند، أوضح شودري، أن نيودلهي "لم تقدم حتى الآن أي دليل على تلك المزاعم".
وأشار إلى أن الحكومة الهندية "تستغل الأحداث تحت ذريعة محاربة الإرهاب، ويتوجب عليها الكف عن هذا السلوك".
وشدد شودري، على أن "الإرهاب والتطرف والكراهية" هي مشاكل داخلية يعاني منها المجتمع الهندي.
وأضاف أن السلطات في نيودلهي "تمارس القمع على العديد من الفئات، بما في ذلك المسلمين والسيخ، ما يؤدي بدوره إلى تغذية مشاعر الغضب والتطرف والإرهاب".
وأشار الفريق الباكستاني، إلى أن بلاده تُعد حاليًا "أكبر ضحية للإرهاب على مستوى العالم".
وفي هذا الخصوص، أوضح أن أكثر من 3 آلاف و700 حادث إرهابي وقعت في باكستان منذ مطلع 2024، أسفرت عن مقتل 1314 شخصًا، وإصابة أكثر من 2500 آخرين، من بينهم من فقدوا أطرافهم جراء الإصابات.
- اتهام للهند برعاية ودعم الإرهاب
واتهم شودري، الهند بـ"رعاية ودعم الإرهاب" في باكستان، مشيرًا إلى أن "جميع هذه الأنشطة الإرهابية (داخل باكستان) تحظى بدعم وتشجيع مباشر من الهند".
وفي هذا السياق، ذكّر بالهجوم الذي استهدف قطارًا في إقليم بلوشستان بتاريخ 11 مارس الماضي، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 20 راكبًا.
وأشار إلى أن "جيش تحرير بلوشستان"، الذي تبنى الهجوم، طلب في بيانه الرسمي "مساعدة عسكرية مباشرة من الهند".
وأضاف أن "عدة شخصيات سياسية وعسكرية هندية، من بينهم قادة ومسؤولون متقاعدون، أبدوا دعمهم العلني لتلك الجماعة الإرهابية".
وأكد شودري، أن هناك عددًا كبيرًا من الأدلة التي تثبت تورط الهند في دعم الأعمال الإرهابية داخل باكستان.
وأوضح أن "تلك الأدلة تم إرسالها بالفعل إلى محكمة العدل الدولية".
وأضاف أن "أجهزة الاستخبارات الهندية تقوم بتدريب الجماعات الإرهابية وتوفير الدعم المالي لها من أجل تنفيذ عمليات داخل الأراضي الباكستانية".
وأردف شودري، خلال حديثه بالقول: "الهند هي راعٍ رسمي للإرهاب في هذه المنطقة.. وإذا تم استفزازنا أو مهاجمتنا أو التعرض لنا بأي شكل من أشكال العدوان، فسيكون ردّنا سريعًا وقاسيًا".
- لا صلة لإسلام أباد بهجوم باهالجام
وأكد شودري، أن باكستان "لا علاقة لها مطلقًا" بالهجوم الذي وقع مؤخرًا في منطقة باهالغام الواقعة في الشطر الذي تسيطر عليه الهند من كشمير.
وشدد على أن كل ما يجري داخل كشمير أو في أي مكان آخر داخل الأراضي الهندية "هو شأن داخلي ناتج عن القمع وسياسات الظلم" التي تتبعها نيودلهي.
وأشار المسئول العسكري، إلى أن قضية كشمير هي "نزاع دولي" وفقًا لقرارات الأمم المتحدة، ويجب حلها بما يتماشى مع إرادة شعب كشمير، لا عن طريق فرض الحلول بالقوة.
وأعرب الفريق شودري، عن أسفه لأن الحكومة الهندية اختارت أن "تتجاهل حقوق الإنسان الأساسية لشعب كشمير المحتلة" فهي تسعى إلى "فرض واقع جديد على الأرض بالقوة، عبر القمع، وتغيير التركيبة السكانية للمنطقة".
وتعد السيطرة على كشمير أحد أطول النزاعات في جنوب آسيا، حيث تطالب كل من الهند وباكستان بالإقليم ذي الأغلبية المسلمة بأكمله منذ استقلالهما قبل 78 عاما.
وأضاف أن الهند تستغل أحداثًا مثل هجوم باهالغام لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.
وشدد شودري، على أن نيودلهي لديها العديد من الدوافع وراء اتهامها لباكستان في قضية الهجوم الأخير، قائلًا: "لقد نفذت باكستان في السنوات الأخيرة عمليات ناجحة ضد الجماعات الإرهابية التي تُستخدم كوكلاء للهند".
ولفت إلى أن باكستان تسير بخطى بطيئة ولكن ثابتة نحو الاستقرار والنمو الاقتصادي، و"الهند لا ترغب في رؤية هذا التقدم، وتحاول تقويضه عبر إشعال التوترات وشن الهجمات".
- لن نرضخ للعدوان
وفي سياق حديثه، ذكر شودري، أن الهند نفذت في السابق هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد مناطق مختلفة من باكستان، واستهدفت مدنيين أبرياء، بمن فيهم أطفال ونساء.
وأضاف: "لقد حاولوا منعنا من الرد على تلك الجرائم بحق الأبرياء، ومنعنا من تحقيق العدالة، لكنهم نسوا أننا دولة لا تُرهب، ولا يمكن إخضاعها. نحن لا نرضخ للعدوان أو للظلم".
- ردنا سيكون سريعًا وحاسمًا
وقال الفريق شودري، إن بلاده تؤمن بالسلام وتسعى إلى تسوية الخلافات بالطرق السلمية، إلا أنها لن تتهاون في الرد بسرعة وحسم على أي هجوم أو استفزاز عسكري من الجانب الهندي.
وأوضح شودري: "نحن دولة تريد السلام وتقف مع الحلول الدبلوماسية، لكن إذا تم استفزازنا، أو التعرض لنا بهجوم، أو ارتُكبت ضدنا أي أعمال عدوانية، فليعلم الجميع أن ردّنا سيكون سريعًا وقاسيًا".
وأشار إلى أن الجيش الباكستاني التزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 10 مايو الجاري، وأنه سيواصل احترام هذا الاتفاق ما دامت الهند ملتزمة به، لكنه حذّر أيضًا من أن "أي استفزاز من قبل الجيش الهندي لن يمر من دون ردّ".
وأكد شودري، أن اندلاع حرب بين باكستان والهند، وهما دولتان تمتلكان ترسانة نووية، سيكون "تصرفًا أحمقًا بكل المقاييس.. هذا النزاع لن يفضي سوى إلى تدمير متبادل لكلا البلدين".
وأضاف شودري، محذرا أن العواقب ستكون كارثية على شعبي الدولتين والمنطقة بأسرها.. "لن نخضع لأي هيمنة هندية"
وفي معرض رده على بعض التصريحات الهندية التي تقارن الوضع بين الهند وباكستان بما هو قائم بين دول أخرى، قال شودري: "بعض المسئولين في نيودلهي يعيشون في عالم موازٍ تحكمه أوهام العظمة والغطرسة، وهذا يشكل خطرًا على 1.6 مليار إنسان يعيشون في جنوب آسيا".
وأضاف قائلًا: "الحقيقة التي يجب أن يفهموها هي أن الهند ليست الولايات المتحدة، وباكستان ليست أفغانستان. والهند ليست إسرائيل، وباكستان ليست فلسطين. هذه مقارنة خاطئة ومضلّلة".
وأكد الفريق شودري، في ختام حديثه، أن "باكستان لن تخضع لأي هيمنة هندية تحت أي ظرف.. كلما فهموا هذه الحقيقة مبكرًا، كلما كان ذلك أفضل للسلام الإقليمي، بل وللاستقرار العالمي أيضًا".