الصمت والتواطؤ.. كيف تدعم وتساعد إسرائيل المستوطنين في عملياتهِم الوحشية؟ - بوابة الشروق
الجمعة 3 مايو 2024 9:14 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الصمت والتواطؤ.. كيف تدعم وتساعد إسرائيل المستوطنين في عملياتهِم الوحشية؟

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الإثنين 22 أبريل 2024 - 12:51 م | آخر تحديث: الإثنين 22 أبريل 2024 - 12:51 م

يعبر سكان قرية المغير بالضفة الغربية عن مخاوف شديدة تجاه هجمات المستوطنين المستمرة منذ فترة، والتي لا تزال المنازل والسيارات المحترقة تشهد عليها، ومع قلة وسائل الدفاع عن أنفسهم فإنهم يخشون وقوع المزيد من مثل هذه الهجمات على القرية.

وأدت سلسلة الهجمات المتكررة إلى استشهاد فردين من أبناء الضفة خلال الأسبوع الماضي، على يد مستوطنين إسرائيليين، وتحت عين وصمت الجنود الذين من المفترض التدخل لمنع ذلك.

وقال عبداللطيف أبو عليا الذي تعرض منزله للهجوم: "لدينا حجارة وهم لديهم أسلحة، والجيش يدعم المستوطنين"، وتناثرت دماء الجرحى الفلسطينيين على سطح منزله أثناء محاولتهم صد المهاجمين بالحجارة، وأضاف أن أحدهم، وهو قريبه جهاد أبو عليا، قُتل بالرصاص، وفقاً لـ رويترز.

وكانت المغير واحدة من عدة قرى فلسطينية داهمها المستوطنون على مدى عدة أيام ابتداء من 12 أبريل الماضي، وهو التصعيد الذي بدأ بعد اختفاء مراهق إسرائيلي يبلغ من العمر 14 عاما، وتم اكتشاف جثته في مكان ليس ببعيد عن المغير في اليوم التالي، ولكن هذه الاعتداءات قد زادت وعلق عليها كثيرون منذ 7 أكتوبر 2023، حيث يقوم المستوطنون بعملية انتقام وحشية واعتداءات متكررة على الفلسطينيين منذ معركة طوفان الأقصى .

تحاول إسرائيل دائما إخلاء مسئوليتها من تلك الأحداث والرد بعبارات فضفاضة في حالة اتهامها بأي شيء، مثل الحادث الأخير، ردا على سؤال حول اتهامات السكان بأن الجنود لم يفعلوا شيئا لوقف الهجوم على المغير، برر جيش الاحتلال أن الجنود وقوات الأمن عملت بهدف حماية "ممتلكات وأرواح جميع المواطنين وتفريق المواجهات".

وينقل شهود العيان فيما يخص الهجوم على قرية المغير أن القوات الإسرائيلية لم تقف صامتة فقط بل أيضا لعبت دورا في تسهيل هجوم المستوطنين، مثل: إقامة حواجز على الطرق وتطويقها ما أدى إلى عزل المنازل على مشارف القرية عن وسطها، مما يعني عدم تمكن القرويين من الذهاب لمساعدة من يتعرضون للهجوم، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة لعلاج الجرحى، وفقا لـ رويترز.

وهناك حوادث كثيرة شاهدة على مراوغة بيانات وتصرفات الجانب الإسرائيلي للتغطية والتغافل عن أفعال المستوطنين وأيضاً الجنود الرسميين، ومن بين الحوادث الشاهدة على ذلك مقتل عمر أسد، وهو فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 80 عامًا، في يناير 2022، حيث تم اعتقال أسد في قريته القريبة من رام الله عند نقطة تفتيش مفاجئة أقامها جنود من نيتساح يهودا، وبعد مقاومة التفتيش، تم تكبيل يديه وكمم فمه وتركه الجنود على الأرض في منتصف الليل، وبعد ساعات قليلة تم العثور عليه ميتا.

وفي أعقاب الحادث، تم توبيخ قائد كتيبة نيتساح يهودا، وطُرد قائد السرية وقائد فصيلة الجنود على الفور، وأُغلق التحقيق الجنائي الذي فُتح ضد الجنود دون محاكمة فعلية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه كان هناك "فشل أخلاقي للقوات وخطأ في الحكم، مع الإضرار بشكل خطير بقيمة الكرامة الإنسانية".

ويضع الخبراء الإسرائيليون مبررات أيضاً لتصرفات المستوطنين الوحشية، ومنها غياب الجنود وليس "تجاهلهم ما يحدث"، حيث يرى خبراء أمنيون إسرائيليون أن العنف المرتبط بالمستوطنين أصبح من الصعب وقفه، لأسباب تتعلق بالحرب المستمرة في غزة والقوة المتزايدة للسياسيين اليمينيين المتطرفين.

وقال ليئور أكرمان، الضابط السابق في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي شين بيت: "هناك خطر كبير من نشطاء اليمين المتطرف في الضفة الغربية"، وأضاف أن المستوطنين يستغلون انتشار الجنود في غزة وشمال إسرائيل، لشن هجمات دون عوائق، متابعا، "الجيش الآن أكثر انشغالا، مما يسمح للمستوطنين بالعمل بحرية"، وفقا لتقرير لـ رويترز نشر في نوفمبر 2023.

بينما قبل 7 أكتوبر أيضا كان يتغافل الجنود عن أفعال المستوطنين، ولذلك غياب الجنود هو مبرر ليس أكثر، وذلك وفقا لتحليلات الصحافة الإسرائيلية ذاتها، ففي مقال في يونيو 2023، قال إيمانويل فابيان، المراسل العسكري لصحيفة timesofisrael، في مقدمة مقاله إن هناك قول مأثور في الجيش الإسرائيلي: "ليس الأمر أنك لا تستطيع، بل أنك لن تفعل ذلك".

وقال فابيان: "يبدو أنهم يطبقون هذه المقولة جيداً، هذا هو الحال خلال سلسلة الهجمات الأخيرة التي شنها المستوطنون الإسرائيليون على البلدات والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، حيث فشل الجيش إلى حد كبير في منع أعمال الشغب".

وأوضح في السنوات الأخيرة، أن هناك حالات عديدة موثقة لجنود وقفوا متفرجين بينما كان المستوطنون يهاجمون الفلسطينيين، وفي حالات أخرى، لم يكن الجنود متواجدين على الإطلاق، ولم يصلوا إلا بعد وقوع الحادث ثم اشتبكوا مع السكان الفلسطينيين المحليين.

ويُسمح للجنود قانونًا -بل يُطلب منهم في بعض الحالات- التدخل لمنع الهجمات العنيفة، بغض النظر عن جنسيتهم، ولكن يفضل الجيش بشكل عام أن تتعامل الشرطة مع الهجمات واعتقالات المستوطنين، لأنهم يعلموا مدى قوة المستوطنين أمام قوات الشرطة، بالإضافة إلى انتشارها بشكل ضئيل للغاية في الضفة الغربية، مما يسهل عمل المستوطنين.

كما أوضح مسئولون من قلب كيان الاحتلال كثيرا، أن ما يحدث لا تريد إسرائيل منعه، ففي تصريحات لتايمز أوف إسرائيل قال جنرال في الجيش في الاحتياط، رفض ذكر اسمه، كان مسئولا سابقا عن القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إن سبب فشل الجيش في منع هجمات المستوطنين هو في الأساس الافتقار إلى الحافز، وليس مشكلة محتملة تتعلق بعدد محدود من الأفراد، مؤكدا "مشكلة الجيش الإسرائيلي ليست في أنه لا يستطيع، بل في أنه لا يريد التعامل معها".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك