مع طلب المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كمجرم حرب، وتأرجح الائتلاف الحكومي بعد تهديد بيني جانتس بانسحابه من الحكومة، يتأزم المشهد السياسي في إسرائيل مجددا ليضع نتنياهو بين شقَي الرحى.

وبات موقف إسرائيل الدولي أكثر هشاشة، بداية من المرافعات المتعجرفة التي لم تنصفها في الدفاع عن نفسها ضد ارتكابها جرائم الإبادة الجماعية بحق فلسطينيين غزة، مرورا باعتبار نتنياهو مجرب حرب، ووصولا إلى إعلان ثلاث دول أوروبية، اليوم الأربعاء، نيتها الاعتراف بفلسطين كدولة خلال الشهر الجاري، وهي النرويج وإسبانيا وإيرلندا.

• بعد نشوز جانتس.. هل تسقط حكومة نتنياهو؟

أعطى الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس، مهلة لنتنياهو حتى 8 يونيو، لوضع خطة استراتيجية للحرب في غزة وتصور اليوم التالي، في خطوة غير مسبوقة، حيث يرى أنه (نتنياهو) يدفع إسرائيل للهاوية.

وتقول الدكتورة حنان أبو سكين أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومي للبحوث، إن خطة استراتيجية للحرب هو منىَ المؤسسة العسكرية للاحتلال؛ لأن المقاومة تقتل الكثير من جنودها في القطاع، بالإضافة لفشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق نجاحات وذلك يظهر في عودة الجيش مجددا للمناطق التي دخلها بحجة تطهيرها من حماس، وهو ما يعني أن المقاومة لا تزال موجودة في أنحاء متفرقة من القطاع.

وأردفت أبو سكين، ف تصريحات لـ"الشروق"، أن نتنياهو يريد الاستمرار في الحرب لدوافعه السياسية، وأن هناك احتمالًا كبيرًا لانسحاب جانتس من الحكومة حال لم يرضخ نتنياهو لمطالبه.

وتفسر "أبو سكين"، أنه في حالة انسحاب بيني جانتس من الائتلاف الحكومي، فإن ذلك من شانه أن يقلل من شرعيتها ويهزها سياسيا فقط، ولكن لن يحقق سقوطها المباشر، لأن نتنياهو يحظى بالائتلاف الأكبر في الحكومة من المتطرفين اليهود بعدد مقاعد بلغ 64 في الكنيست، ممثلين في الوزيرين المتطرفين للمالية والأمن القومي بتسلئيل سموتريش، وإيتمار بن غفير.

وأضافت أن أحد الأسباب التي قد تسمح بسقوط حكومة الاحتلال، وهو انسحاب أعضاء حزب الليكود اليميني بقيادة نتنياهو من الائتلاف الحكومي.

وتوقعت "أبو سكين"، بنسبة كبيرة حدوث انتخابات مبكرة في إسرائيل، لافتة إلى أنه السبب الثاني الأقوى الذي قد يؤول لسقوط الحكومة هو إقرار قانون تجنيد يهود الحريديم المتطرفين الذي يثير انقساما كبيرا في إسرائيل، حيث رفضت المحكمة العليا تجديد عدم التجنيد في مارس الماضي، ما يجعل من اللازم صدور قانون التجنيد الحريديم.

ويتجنب نتنياهو معاداة اليهود الحريديم المتطرفين بالبعد عن إقرار قانون تجنيد شباب الحريديم، لأن الائتلاف الحكومي يتكون من الأحزاب الدينية المتطرفة ذات الأغلبية في الكنيست، والتي تتخذ عدم التجنيد ورقة ضغط على نتنياهو لعدم الانسحاب من الائتلاف الحكومي وبالتالي حل الحكومة، وإنهاء مستقبل نتنياهو السياسي بما يعرضه للمحاكمة.

* نتنياهو مجرم حرب

تقول "أبو سكين"، إن نتنياهو أصبح مجرم حرب بقرار المحكمة الجنائية الدولية، لافتة إلى أن القرار آثار حالة انزعاج شديدة في الشارع الإسرائيلي لأنه أضر بصورة إسرائيل المروج لها بأنها "دولة ديمقراطية".

وترى أنه ليست كل الدول تسمح باعتقال نتنياهو، ولكن فقط الدول التي تعلن عن اعتقاله في حال دخوله على أراضيها، غير أن هناك دولا أخرى قدك تكون متواطئة معه في حال سفره إليها.