وصف المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان وسوريا توماس باراك، الثلاثاء، لقاءه رئيس البرلماني اللبناني نبيه بري بأنه "ممتاز"، وأكد مواصلة العمل لتحقيق الاستقرار في المنطقة، داعيا اللبنانيين إلى التحلي بالأمل.
جاء ذلك خلال لقاء جمع باراك وبرّي استمر أكثر من 75 دقيقة، تناولا فيه تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والمستجدات السياسية والميدانية، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس البرلمان اللبناني.
ونقل مكتب بري عن باراك قوله: "اللقاء كان ممتازا، ونعمل قدما للوصول إلى الاستقرار، وعليكم أن تتحلوا (يقصد اللبنانيين) بالأمل"، دون تفاصيل إضافية.
وردا على سؤال صحفي بشأن رفض الإدارة الأمريكية إعطاء ضمانات للبنان بعدم إخلال إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، قال باراك: "ليست المشكلة في الضمانات، نحن نتعامل مع الموضوع، وكل شيء يتقدم".
وأضاف: "يجب أن تتحلوا بالأمل، نحن نحاول التقدم، والهدف الوصول إلى الاستقرار في المنطقة"، وفق مراسل الأناضول.
والاثنين، قال باراك عقب لقائه رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، إن واشنطن تصنف حزب الله "إرهابيا"، لكنه اعتبر أن نزع سلاحه مسألة "داخلية للغاية".
وتسلّم باراك من الرئيس اللبناني جوزاف عون، الاثنين، مشروع مذكرة شاملة لتطبيق ما تعهد به لبنان منذ 27 نوفمبر 2024.
وفي 8 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024، خرقته إسرائيل آلاف المرات، وخلّفت ما لا يقل عن 257 قتيلا و562 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات لبنانية رسمية.
ومنذ حربها الأخيرة، تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية جنوبية في تحدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.
وفي 19 يونيو الماضي، قدم باراك مقترحا للحكومة اللبنانية يرتكز على عناوين عدة، وفق تصريحات مسؤول لبناني للأناضول، حينها، أولها نزع سلاح "حزب الله" وحصره بيد الدولة، مقابل انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن أموال مخصصة لإعمار المناطق التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
كما ينص المقترح على إنجاز "إصلاحات" مالية واقتصادية، وضبط الحدود ومنع التهريب، وزيادة الجباية الجمركية، وتشديد الإجراءات على المعابر والمرافق العامة.
وزيارة باراك، إلى بيروت هي الثالثة منذ طرحه ورقته، حيث كانت الأولى في يونيو الماضي، والتي قدم خلالها الورقة، والثانية يومي 7 و8 يوليو الجاري.
وخلال مقابلة متلفزة في 27 يونيو الماضي، قال باراك إن "الجناح العسكري لحزب الله يجب أن يُحل بالكامل. لا نقصد الجناح السياسي، بل الهيكل العسكري الذي لا يمكن قبوله"، مشيرا إلى ضرورة وضع جدول زمني لنزع السلاح.
في المقابل، رفض الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم، في أكثر من مناسبة رفضه للمقترح الأمريكي.
وقال خلال كلمة متلفزة في 4 يوليو الجاري: "على من يطالب المقاومة (حزب الله) بتسليم سلاحها، المطالبة أولا برحيل العدوان (إسرائيل)، لا يُعقل ألا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه".
وأضاف قاسم: "مَن قبِل بالاستسلام فليتحمل قراره، أما نحن فلن نقبل".