تسري القاعدة في كثير من الأحيان بأن أعمار المصابين بمتلازمة داون قصيرة جدا، وتقابلهم عقبات في الزواج بسبب العقم، إلا أن هذه القاعدة تغير مفهومها بعد عدة حالات زواج ناجحة لمرضى المتلازمة حول العالم، والدليل على ذلك الشاب السوري "صادر" الذي تربى على يد أب مصابا بالمتلازمة ونشأ بشخصية سوية جعلته طبيبا، بحسب موقع "مترو" البريطاني.
تربى الطالب السوري "صادر عيسى"، على يد والد مصاب بمتلازمة داون، الذي يعاني من حالة وراثية تمثلت في وجود 3 نسخ من كروموسوم 21 ، بدلاً من النسختين المعتادتين، وهو ما سبب للأب صعوبات في التعلم وتأخر النمو، لكن كل هذا لا يعني أن طفولة صادر كانت تفتقر إلى الحب والدعم والإرشاد بأي شكل من الأشكال، فقد أمطر الأب، ابنه الوحيد بأكبر قدر من الاهتمام وكان يتأكد من وقت لآخر من تركيزه على الدراسة.
وتناولت الصحف العالمية قصة صادر، عندما نشر على صفحته الخاصة بموقع "إنستجرام" صورة لوالده، علق عليها قائلا: "أن تحافظ على مهنة لأكثر من 25 سنة، فتكون زوجًا لمدة 23 عامًا، وتدعم ابنك وزوجتك لمدة 21 عامًا، بالتأكيد ليس من السهل أن تحقق كل هذه الأشياء ولا يمكنني أن أفخر بك أكثر من ذلك يا أبي".
الآن صادر يدرس في كلية الأسنان ويعيش مع أسرته في سوريا حيث يعمل والده في مصنع للقمح، ويعتبر أن أبيه هو صاحب الفضل في هذا، بعدما بذل الأب كل ما في وسعه ليتغلب على أعراض المتلازمة من ضعف في الفهم والاستيعاب، ليربي صادر تربية سوية لم يشعر خلالها بأن والده مصابا.
وقال صادر في حديثه للجمعية السورية للتنمية الاجتماعية: "أنا فخور بوالدي طوال حياتي، لقد كان أعظم دعم لي عندما كنت بحاجة إليه، أبي الآن فخور بكوني طبيبا، فعيناه ممتلئتان بالفرح والرضا كما لو كأنه يقول نعم لدي متلازمة داون، لكنني فعلت كل ما في وسعي لجعل هذا الرجل طبيبا ويساعد الآخرين".
الغريب في قصة صادر، هو أنه نتاج زواج أب مصاب بمتلازمة داون بأم تتمتع بحالة صحية سليمة، ففي معظم الحالات لا تتوارث المتلازمة للأبناء لأنها ناتجة عن تغير وراثي لمرة واحدة في الحيوانات المنوية أو البويضات لدى المرأة، لكن إذا كان أحد الوالدين مصابا بالمتلازمة والآخر صحيحا فهناك فرصة بنسبة 35% إلى 50% أن يرث الطفل الإصابة، كما أن معظم الرجال المصابون بالمتلازمة يصيبهم العقم، وهو ما جعل قصة صادر حالة علمية خاصة.
اقرأ أيضا:
استمر 27 عاما.. قصة أطول زواج في العالم لـ«متلازمة داون»