من الزاحف الهادئ إلى رمز عالمي
يوافق يوم ٢٣ مايو اليوم العالمي للسلاحف البرية والبحرية، والذي يهدف للتوعية بالحفاظ على تلك الزواحف المهددة بالانقراض. ولكن بجانب الدور البيئي للسلحفاة، فقد خاض ذلك الزاحف المميز رحلة طويلة عبر الحضارات، اشتهر فيها بصفة البطء، قبل أن تصعد السلحفاة بقوة في عالم السينما والرسوم المتحركة كأحد أشد الأبطال الخارقين في سلسلة سلاحف النينجا.
السلاحف في الخيال البشري القديم والحديث
وتسرد جريدة "الشروق" أهم المحطات في رحلة السلاحف كشخصيات خيالية، من نظرة الحضارات القديمة لها، حتى الانتشار الواسع في أفلام مراهقي السلاحف المتحولين، الشهيرة بـ"النينجا". وقد وردت معلومات حول تلك المسيرة في مجلتي "ستار تريبيون" و"بلاك بيلت"، وموقع "مينتل فلاس".
السلحفاة بين الشر والحكمة
رمز غامض في رسومات ما قبل التاريخ
استحوذت السلاحف على قدر كبير من رسومات العصر الحجري، رغم غموض السبب وراء كثرة رسمها. وبدأت الإشارة للسلاحف مبكرًا في الحضارات، حيث اعتبرتها الشعوب الغرب إفريقية في نيجيريا رمزًا للحكمة والتأني.
نظرة الفراعنة للزواحف
لكن الفراعنة بثقافتهم المتوجسة من الزواحف اعتبروها من الكائنات الشريرة، واستخدموها في طلاسم السحر. ورغم استمرار النظرة المحتقرة لتلك الزواحف، استخدمها المصريون لاحقًا في العلاج والتجميل، وإن ظل التعامل معها بوصفها كائنات سفلية.
الأسطورة التي تحدت الزمن
حكاية سباق عمره 6000 عام
تشتهر السلحفاة بطول عمرها، وكذلك اكتسبت إحدى أقدم الأساطير واسعة الشهرة، والتي ترويها الأسطورة السومرية في بلاد بابل، عن سباق بين السلحفاة البطيئة والأرنب السريع، حسمته السلحفاة بمثابرتها وخسره الأرنب بتواكله.
توارث الأسطورة في الثقافات المختلفة
وقد توارث الإغريق نفس الأسطورة، لتنتقل حتى العصور الحديثة، حيث صارت رمزًا لقيمة الإصرار في مواجهة العجلة الزائفة.
النشأة التاريخية لمقاتلي الظل
جذور النينجا في اليابان الإقطاعية
يملك مقاتلو النينجا جذورًا تاريخية شهيرة، حيث عملوا كفرق مختصة بأعمال المخابرات والقوات الخاصة، ولكن على هيئة مرتزقة خلال فترة الفوضى اليابانية بين القرنين الـ13 والـ16.
نهاية حقبة النينجا كمقاتلين
اشتهروا بفنون السحر، وقص الأثر، واستخدام السموم والمتفجرات، وتنفيذ عمليات الاغتيال والتخريب. وقد سكنوا القرى الجبلية المعزولة للاختباء، ولكن بحلول القرن 16، حشد الساموراي قوات ضخمة لغزو معاقلهم، مما انتهى بعملية إبادة عرقية. وعند انتهاء الفوضى وتأسيس إمبراطورية قوية، تراجع دور النينجا عسكريًا.
تحول النينجا لأبطال خارقين
من وصمة عار إلى رموز بطولية
ظلت النينجا رمزًا للعار في الثقافة اليابانية بسبب عملهم كمرتزقة، ولكن المجال الترفيهي منحهم مسحة من البطولة خلال القرن العشرين، ليستهل الكاتب سيروتوبي سوسكي سلسلة قصص أطفال عن بطولات النينجا.
صعود النينجا في المانجا والسينما
وقد حازت القصص اهتمام الطفل الياباني، ثم ظهرت موجة جديدة بالستينيات مع أفلام النينجا في السينما، مدعومة برسوم المانجا، لتنتشر أزياء النينجا بين الأطفال اليابانيين.
من اليابان إلى هوليوود
نينجا أمريكا.. البديل الجديد للكوبوي
اقتصرت شهرة النينجا على اليابان ومحيطها، ولكن في نهاية السبعينيات بدأت هوليود البحث في الأفلام الآسيوية عن نوع جديد من القتال ليحل محل الكونغ فو. وخلال تلك المرحلة، انتشرت لعبة فيديو يابانية باسم "سلاح النينجا" بين الأمريكيين، مما شجع على إنتاج أفلام مثل "دخول النينجا"، و"انتقام النينجا"، و"ذا ماستر".
النينجا في حفلات الأطفال
بدأ عدد كبير من الأطفال الأمريكيين اتخاذ أزياء النينجا بدلًا من ملابس الكوبوي في الحفلات التنكرية، نتيجة للانتشار الواسع لأفلام الأكشن التي تبنت النينجا كأبطال خارقين.
الصدفة التي خلقت ظاهرة
فكرة جاءت على سبيل المزاح
فكر رسامان أمريكيان في بدء مشروع جديد في كتب الأطفال يتمحور حول أبطال نينجا خارقين. وأثناء الإعداد للرسم، وضع الرسام كيفن إيستمان رسمة لسلحفاة تقف على قدميها وتمسك بسلاح النينشاكو، فقط لإضحاك شريكه بيتر لير.
تحول الفكرة إلى قصة شهيرة
هنا أتت الفكرة لوضع لمسة خاصة على أبطال النينجا، وتحويلهم من سلاحف عادية إلى بشرية خارقة، متماشية مع انتشار الحيوانات المتحولة مثل ميكي ماوس. وفي عام 1984، تم إنتاج السلسلة القصصية "مراهقي النينجا المتحولون"، وحققت مبيعات ضخمة.
أيقونات في عالم الأطفال
من القصص إلى الرسوم المتحركة
دارت السلسلة حول 5 سلاحف أشقاء تحولوا لأبطال خارقين يقاتلون العصابات. أدى نجاح القصة لتعاون مع شركة ألعاب، ثم إنتاج حلقات رسوم متحركة حققت شهرة واسعة، تلتها أفلام سينمائية ناجحة.
أسماء فنية وألوان مميزة
تدور فكرة السلسلة حول سلاحف تعيش في المجاري، تسقط عندها كرة مشعة تعدل جيناتهم. وأما عن أسمائهم، فقد استُبعدت الأسماء اليابانية لصعوبتها، وتم اختيار أسماء فنانين مثل ليوناردو ودوناتيلو ومايكل أنجلو ورافاييلو. في البداية، كانت أقنعتهم كلها حمراء، ثم تم تمييز كل منهم بلون مختلف لتسهيل التعرف عليهم.