تشتهر هيدى بمداومتها على رسم «تاتوهات» تعبيرية على جسدها.. ونشاطها الحقوقى فى قضايا اللاجئين
عبرت الممثلة البريطانية لينا هيدى، عن شعورها تجاه انتهاء مسلسل Game of Thrones الذى عرض الجزء الثامن والأخير منه مايو الماضى، وشهد مقتل شخصيتها الشهيرة «سيرسى لانيستر» الشريرة التى أحبها جمهور العمل الذى أنتجته شبكة HBO الأمريكية وحقق نجاحا عالميا كبيرا.
هيدى التى تبلغ من العمر 45 عاما، شاركت فى العديد من الأعمال الفنية أغلبها درامية منذ بداية التسعينيات، ولكن دور سيرسى يعد الأبرز فى مسيرتها، وغير مسار حياتها المهنية بعدما كانت ممثلة تقوم بأدوار بسيطة، وكانت تميل للمشاركة فى أفلام رعب، منذ ظهورها الأول فى فيلم Waterland، حينما كانت تبلغ من العمر 17 عامًا.
أجرت هيدى حوارا مع الجارديان البريطانية، والتقى المحرر بها فى شقتها ببرلين، وتحدثت عن ردود الفعل حول نهاية «صراع العروش»، ونهاية شخصية سيرسى التى قالت إنها إذا التقت بكتاب العمل سبتلغهم بأنها «كانت تريد موتا أفضل لشخصيتها»، وبالفعل كانت نهاية سيرسى مخيبة للآمال حيث توفيت فى الحلقة قبل الأخيرة بعدما وقع عليها حطام المبانى هى وشقيقها جيمى لانيستر الذى كانت بينهما قصة حب كبيرة دامت طوال حياتهما.
وعن المديح الذى تلقته عن دور سيرسى، تؤكد على أن المديح المبالغ به يجعلها تشك فى قدراتها التمثيلية أكثر مما يتوقعه الجميع بأنها تثق فى نفسها بشكل زائد تأثرا بالشخصية، التى وصفتها بأنها تمثل نوعا مختلفا من الشر المخيف، ولكنها أيضا جاذبة للمشاهد.
اتفق الجميع على أن الجزء الأخير من المسلسل لم يكن فى أحسن حالاته، ومرت أحداثه سريعة ونحيت بعض الشخصيات أو أهملت بطريقة واضحة، وتقول هيدى إنها لديها بعض الشخصيات المفضلة فى المسلسل ولديها وجهة نظر كمشاهد، ولكنها لم تعلق على رأيها فى النهاية حتى الآن، وبشكل عام ترى أن صناع العمل لم يمكنهم وضع نهاية تسعد الجميع.
لم تصب هيدى بمتلازمة الإجهاد التى لحقت عددا من أبطال العمل مثل كيت هارينجتون «جون سنو» الذى يتعافى حاليا فى مركز إعادة تأهيل، وقالت إنها ما زالت على اتصال بـ«الثرونرز»، ويجمعهم «جروب واتس آب» يتحدثون عبره يوميا.
وترى الممثلة البريطانية، أن العمل كان مذهلا، ومبهجا فى بعض الأحيان، ولكنه انتهى والحياة تستمر، ورغم أن «صراع العروش» حول هيدى من ممثلة تبحث عن الشهرة إلى نجمة عالمية، إلا أنها ترى أن العمل على مدار 9 أو 10 سنوات فى مسلسل واحد أثر على حياتها، وساهم طول المدة فى عدم انهيارها نفسيا عقب انتهائه، فعندما كانت أصغر سنا كانت تبكى فى كل مرة تنهى تصوير عمل فنى، وكانت تحصل على أرقام هواتف الجميع، وكل الأشخاص الذين تقابلهم أثناء التصوير، ولكنها ترى أن الشخص يكبر فى السن ويصبح أكثر خبرة وأقل تعلقا، ولكن الشباب الذين نشأوا فى المسلسل كونوا سويا صداقات عميقة ما زالت تؤثر فيهم، ولكنها أكبر سنا وتفكيرا الآن، ولديها أطفال يساعدونها على التوازن النفسى بحسب ما جاء فى الحوار. لدى هيدى طفلان صبى يبلغ من العمر 9 سنوات، من زواج انتهى عام 2011، وفتاة فى الثالثة من عمرها.
عبرت «سيرسى» عن حبها لبيتر دانكليج الذى يلعب دور تيريون لانيستر شقيقها، ورغم الخلافات التى كانت بينهما فى المسلسل، فإنه فى الحقيقة صديقها الذى اعتادت قراءة السيناريو معه، وكانت تأخذ برأيه وتعتبره مقياسا لجودة الكتابة.
كانت هيدى تحصل على مليون دولار عن كل حلقة من الجزء الثامن بحسب تقرير لهوليوود ريبورتر، وهذا النوع من النجاح وكسب المال يغير طريقة حياة النجوم المهنية والشخصية ويجعلها تتأنى فى اختيار أعمالها القادمة بحسب ما جاء فى حوار الجارديان، ولكن هيدى مازالت رغم شهرتها ونجوميتها تتفاجأ بمطاردة المحبين لها فى مترو الأنفاق أو القطار ما يصيبها بحالة ذعر، ولا تعرف كيف تتعامل مع الموقف وهذه من اللحظات التى تكرهها بحسب وصفها.
منذ حادث الطفل السورى الكردى الذى عثر عليه غريقا على أحد الشواطء التركية فى سبتمبر 2015، أثرت هذه المأساة فى شخصية هيدى، ودفعتها لتكون أحد الأصوات المدافعة عن حقوق المهاجرين، وعملت مع لجنة الإنقاذ الدولية، وزارت مراكز وتجمعات للمهاجرين وصادقت عائلة سورية لاجئة انتقلت الآن للعيش شمال ألمانيا.
تشارك هيدى حاليا فى فيلم عن اللاجئين، وتلعب دور موظفة تعانى من أزمات شخصية بعد طلاقها وانفصالها عن طفلها وانخراطها فى شرب الكحول، ما أثر على تعاملها مع طلبات اللجوء فى مركز للاجئين ببريطانيا. وتصفه بأنه فيلم ذو إنتاج ضعيف لا يقارن بالوضع الإنتاجى معGame of Thrones، ولكنها تعتز به، فقد بدأت حياتها فى صناعة الأفلام البريطانية الصغيرة، مع أشخاص لديهم شغف بالسينما، وكانت تفتقد هذا الأسلوب فى صناعة السينما ذات الإنتاجية المحدودة وأماكن التصوير صغيرة المساحة.
تتجه لينا هيدى حاليا، لتطوير مهاراتها فى مجال الإخراج السينمائى، وكانت تتعلم من المخرجين الذين عملت معهم، وتقول إنها تندهش من الممثلين الذين لا يرغبون فى سماع توجيه المخرجين فى الوقت الذى تستمع هى إليهم بعناية وتأخذ بمشورتهم، وتتبع فلسفة توفير مناخ عمل يحبه الجميع ويبدو مثاليا لهم.
تحدثت هيدى فى حوارها عن انزعاجها من تغطية الوشم «التاتو» الذى تعتز به كثيرا، وترسم على جسدها الكثير منها، مؤكدة أنها لا تحب ذلك وتشعر أنها غير كاملة بدونه.