جمعت بين البسطاء والملوك.. دلالات ارتداء القبعة على مر العصور - بوابة الشروق
الخميس 22 مايو 2025 10:02 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

جمعت بين البسطاء والملوك.. دلالات ارتداء القبعة على مر العصور

سارة النواوي
نشر في: الخميس 23 يوليه 2020 - 12:26 م | آخر تحديث: الخميس 23 يوليه 2020 - 12:26 م

في رحلة تاريخية وثقافية طويلة تطورت القبعات بأنماطها المختلفة على مر العصور، لتكون خير دليل على الثقافات الشعبية المختلفة لكثير من الدول؛ ولهذا وجدنا أن شكلها كان يختلف من بلدة إلى أخرى.

وبالرغم من أنه لم يكن هناك تاريخ محدد لارتداء القبعة؛ إذ أنها لم تكن إلا زينة ومظهرا جماليا يسعى إليه الإنسان، ولكنها جمعت بين الفقراء والفلاحين والأمراء والملوك.

رمز للحرية
اختلف الغرض من ارتداء القبعات لدى الكثير من المجتمعات؛ فقد تباينت ما بين حاجة الإنسان لحمايته من الطقس وعوامل الطبيعية إلى استخدامها كرمز للتزين والأناقة.

كانت تستخدم القبعات المخروطية المصنوعة من القش عندما يتم تحرير عبد في اليونان القديمة وروما؛ حيث كانت رمزا للحرية وهذا هو السبب في تسمية القبعات أثناء الثورة الفرنسية بـ"ليبرتي"، ولذك وفقا لموقع "بيج أون هاتس".

وفي القرن السادس عشر، بدأت النساء في ارتداء القبعات المنظمة، على غرار تلك التي يرتديها الرجال، وفي القرن الثامن عشر استخدمتها النساء كغطاء للرأس.

جاءت القبعات ذات الجودة العالية من مدينة ميلانو الإيطالية، وهذا هو المكان الذي يأتي منه مصطلح "milliner" الذي كان يطلق على القبعات، حسب موقع "هو إنفينت".

أنماط القبعات
كانت واحدة من أكثر القبعات النسائية شعبية في القرن الثامن عشر هي القبعة ذات الحافة الكبيرة التي كانت تستخدم للحماية من الشمس، أما في القرن التاسع عشر، فتغير حجم حافة القبعات من كبير جدًا إلى صغير، وذلك عندما أصبحت القبعات موضة سائدة.

وبالرغم من أنه يعتقد أن ارتداء القبعات كان مرهونا بالمكانة الاجتماعية المميزة إلا أنها رافقت البسطاء من العامة أيضا. وكان التمييز في مستوى الأناقة والخامات المصنوعة منها القبعة؛ حيث كان الملوك يرتدون القبعات المصنوعة من ريش النعام أو الأخرى المرصعة بالذهب والأحجار الكريمة، أما عامة الشعب فكانوا يرتدون القبعات المصنوعة من القش أو القماش.

وشهد القرن العشرين تغير قبعة المرأة وعودة موضة القبعة الصغيرة مرة أخرى، وكانت تتغير مع الموضة وتسريحات الشعر والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية؛ إذ صارت القبعات أكثر توسعا وكانت ترتبط بشكل الزي ولونه وخاصة عند نساء الطبقة الأرستقراطية.

وفي عام 1700 اشتهرت صناعة القبعات؛ حيث كان يقوم عدد من الباعة المتجولين ببيع جميع العناصر اللازمة لارتداء الملابس أثناء السفر وكانوا يطلق عليهم أصحاب الملايين، وفقا لموقع "HTML".

وكانت موازية لفنون صناعة القبعات ورش عمل ريش تسمى "بلوماسيرز" حيث تم صبغ الريش وجعله رمزًا للمكانة وعلامة على الاستقرار الاقتصادي؛ وكانت تنفق الكثير من الأموال من قبل الأغنياء للقبعات ذات الريش الغريبة، حتى أنه تم استخدام طيور محشوة كاملة لتزيين القبعات.

ارتداء القبعة والنظرة المجتمعية
لعبت الآداب والشكلية دورها في ارتداء القبعة، في مطلع القرن العشرين في عام 1900، كان كل من الرجال والنساء يغيرون ارتداء قبعاتهم حسب النشاط الذي يقومون به.

وكان من المخزي الخروج من المنزل بدون قبعة أو حتى قفازات، ومن تفعل ذلك فعليها تحمل قدر لا بأس به من التوبيخ.

ولم يكن يهم ما إذا كنت فقيرًا أو غنيًا، عجوزًا أو طفلًا، فكان بغض النظر عن وضع الشخص لا بد أن يرتدي القبعة، والمتسولون فقط هم من أصبحوا عاري الرأس، حتى القتلة لم يقوموا بعملياتهم من دون قبعة.

القبعات العسكرية المتضررة
بمجرد أن بدأت الحرب العالمية الأولى 1914-1918، تأثرت الموضة بتوظيف المرأة في زمن الحرب، ولذا فهي لم تكن بحاجة إلى ملابس التزين، وكانت تقتصر على الزي الأساسي الذي أصبح موضة سائدة في ذلك الوقت، ومن ثم كانت ترتدي الزي الرسمي الموحد في أماكن العمل دون الحاجة إلى القبعة.

كما أنه بعد الحرب العالمية الأولى بدأت المرأة تشارك بجدية في الألعاب الرياضية مثل: الجولف والتسلق والتزلج والرقص والحفاظ على اللياقة البدنية والسباحة وركوب الدراجات ومن ثم كانت تحتاج إلى ملابس للتنقل بحرية، وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية أصبحت القبعات أقل عملية؛ وانخفض ارتداؤها.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك