جدل بين مثقفين حول تأثير الدراسة الازهرية علي نوعية التعليم - بوابة الشروق
الإثنين 27 أكتوبر 2025 3:56 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

جدل بين مثقفين حول تأثير الدراسة الازهرية علي نوعية التعليم

كتبت ــ آية إبراهيم:
نشر في: السبت 23 سبتمبر 2017 - 10:32 ص | آخر تحديث: السبت 23 سبتمبر 2017 - 10:32 ص
تحت عنوان «المتغيرات الثقافية العربية»، ناقش مثقفون أسباب تراجع أداء منظمومة التعليم فى مصر إلى هذا الحد، وتأثير الدراسة الأزهرية التقليدية فى تشكيل وعى الشباب فى ظل غياب مشروع تنويرى حقيقى فى القرن الماضى، خلال ندوة نظمها المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا، مساء الخميس.

«تعددية نظم التعليم المصرى نقمة وليست نعمة»، هذا ما قاله الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية، موضحا أنه لا تتوحد الأمة إلا بتوحد نظم العملية التعليمية وأن ما حدث للثقافة العربية من متغيرات ليست ظاهرة فريدة ولكنه حدث أيضا فى مجتمعات عديدة حيث وجدنا صراعات طائفية كبيرة فى أوروبا الوسطى فى بعض الفترات الزمنية المختلفة. 
وأكد الفقى خلال الندوة أن المشكلة الأساسية فى التعليم هى وجود تعليم دينى وآخر مدنى، حيث يرى أن المتعلم تعليما دينيا يملك عقلية تختلف عن الذى تعلم فى مدارس مدنية وانفتح على علوم العصر وعرف الحوار والنقاش، مضيفا أنه يشعر أحيانا بأن من درس تعليما دينيا تبدو عقليته قائمة على الطاعة العمياء وعدم القدرة على تقييم الفكرة وغياب إمكانية الخروج بمبادرة ويبدو مكبلا.
وأشار الفقى إلى أنه فى المجتمعات الأخرى هناك إطار قانونى ديمقراطى يحسم الصراع وهو ليس موجود عندنا، حيث أننا لم نعرف ضوابط وحدود توقف طغيان المؤسسة الدينية عند اللزوم أو تكبح جماح الحركة نحو الليبرالية المطلقة بمفهومها الذى قد لايكون مريحا لبعض المجتمعات.
ويرى الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، أن الثقافة العربية لم تتعرض لتغيرات بشكل كبير وأن هناك ثنائيات كثيرة موجودة بصور مختلفة، كالعلم والحظ، الغيب والمستقبل، النقل والعقل وهذه هى جذور الاختلاف، مُشيرا إلى أن الحل يكمن فى ثقافة جذعية تتخلل المجتمع وتتمكن من حل الصراع. 
وأوضح شرف أنه منذ عام 1908 لم يحدث مشروع تنويرى حقيقى حيث كانت كل محاولات التنوير محاولات فردية يائسة فى معظم الأحوال، مؤكدا أنه بدون مشروع تنويرى ثقافى ستظل القوة للثقافة التقليدية لأن الوعى الجمعى يمكن اختراقه بسهولة من الفكر التقليدى. 
وقال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه غير متفق مع طرح الموضوع تحت مسمى ثنائية الصراع لأن بداخل كل قطب من هذه الأقطاب تنوعات داخلية كثيرة.
ورأى نافعة أن الصياغة الأكثر دقة فى التعبير هى هناك ثقافة ديمقراطية وثقافة غير ديمقراطية سواء كانت مدنية أو دينية، مُتسائلا: «أين هو الإبداع فى الفكر الذى يسمونه بالفكر الدينى فى مختلف الفروع كالرواية أو السينما أو غيرهم؟».
وعبر نافعة عن عدم رضاه عن نظام التعليم المصرى الذى يتسم بالطبقية والطائفية ويرى أن التعليم المصرى يعمل على تعميق الصراع الطائفى وبشكل خاص التعليم الأزهرى وأنه لابد من إعادة النظر فى قضية التعليم نظرة وطنية لحل مشكلات تلك القضية.
وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، إننا بصدد نوعين متضادين من الثقافة، الأولى تقليدية والتى تتمثل فى الأزهر الشريف والثانية هى الثقافة المغايرة التى تتسم بالحداثة والتحديث، مشيرا إلى أن الصدام بين الثقافتين بدأ منذ إنشاء الجامعة الأزهرية، حيث إن الأزهر يهدف إلى ترسيخ أصول الدولة الدينية والجامعة المصرية تهدف إلى ترسيخ أصول دولة مدنية تعتمد على حكم مدنى.
وأشار عصفور إلى أن هذا الصدام كان موجودا من قبل وكانت الغلبة فيه للأزهر الشريف حيث كان أغلب المتعلمين فى فترات سابقة ينتمون لتعليم الأزهر الشريف، موضحا أنه كان من الطبيعى أن هذا النوع من الازدواجية يجعل هناك مُتسعا من الخلافات والمشاكل.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك