بين الحين والأخر، ترتفع درجات الحرارة بشدة، وفسر عدد من علماء المناخ أن ذلك يحدث جراء الاحتباس الحراري الذي ينتج من زيادة الغازات الدفيئة- وفقًا لما ذكره الموقع الرسمي لـ"ناسا".

ويعد النشاط البشري هو المتحكم الرئيسي في ارتفاع الغازات الدفيئة، خاصةً طريقة اختياره للطعام الذي يتناوله، ولذلك كان هذا الأمر محط أنظار عدد من الباحثين، الذين كشفوا كيف تؤثر بعض أنواع الطعام على تغير المناخ.

في دراسة حديثة، أكد دايفيد كليفلاند، الباحث في برنامج الدراسات البيئية وقسم الجغرافيا في جامعة سانتا باربرا بكاليفورنيا، أن 30% من انبعاثات الغازات الدفيئة يعود سببها إلى النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة كبيرة من اللحوم.

وقال كليفلاند إن الطعام يؤثر بشكل هائل على البيئة، وهذا يعني أن البشر يمتلكون إمكانيات لاختيار غذاء يمكن أن يعود بنتائج إيجابية على البيئة والصحة في آن واحد.

كما كشفت الدراسة التي نشرت في موقع " sciencedaily" أن حياة الأفراد التي تقوم على حميات غذائية صحية، ساعدت في تقليل خطورة الإصابة بأمراض القلب وسرطان القولون وأيضًا السكر، إضافة إلى أن ذلك خفض من الانبعاث المباشر للغازات الدفيئة بنسبة تقترب من 222 إلى 862 كيلو جرام لكل شخص سنويًا.

وفي عام 2016، أكدت دراسة أخرى، أن التحول العالمي نحو حمية غذائية تحتوي على كميات لحوم قليلة، يمكنها أن تقلل من تغير المناخ والحرارة الشديد، بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2050.

وأوضح ماركو سبرينغمان وزملاؤه في جامعة أكسفورد- أصحاب الدراسة- التي نشرتها دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم " pnas"، أن عدم اتجاه المواطنين إلى الغذاء الصحي، والابتعاد عن الاستهلاك الزائد للحوم، سكيلف الولايات المتحدة ما بين 197 مليار دولار و289 مليار دولار سنويًا، ويكلّف الاقتصاد العالمي ما يصل إلى 1.6 تريليون، بحلول عام 2050، إضافة إلى أن ذلك سيعود بتأثير سلبي على المناخ.

تأثير اللحوم القوي على المناخ، جعل البعض يبرز ذلك عبر الأفلام الوثائقية، ووفقًا لموقع ScientificAmerican، فقد قام ناشط بيئي يدعى كيب أندرسون، بعمل فيلم يشرح فيه كيف يمكن أن يؤثر استهلاك اللحوم على تأثير المناخ، وظهر الفيلم عام 2014، وجذب العديد من مستخدمي الإنترنت كونه أول فيلم يركز على هذه القضية.

في العام ذاته، سلطت دراسة آخرى الضوء على استهلاك اللحوم وتأثيره على المناخ، لكنها أضافت عنصرًا جديدًا أكدت أنه يساهم أيضًا في انبعاث الغازات الدفيئة، وهو منتجات الألبان.

وأوضح مركز بحوث تشاتام هاوس، الذي نشر الدراسة عبر صفحته الرسمية، أن انبعاثات تغير المناخ من الماشية تقدر بأنها مسؤولة عن 5.‏14 في المائة من الإجمالي العالمي.

أما أنتوني فروجات، الباحث في المركز، فأكد أنه بحلول عام 2050 نتوقع زيادة 60 : 70 في المائة في استهلاك اللحوم، وهذا ما سيجعل وضع المناخ صعبًا- وفقًا لحديثه لمؤسسة "تومسون رويترز".

وأشارت الدراسة إلى أنه فور أن أدرك المستهلكون آثار تناول المزيد من اللحوم على احترار الأرض أصبح نحو 20 في المائة أكثر استعدادا لتغيير نظامهم الغذائي.

وعلى الجانب الآخر، أكدت كريستينا فيجيرس، أكبر مسؤولة عن تغير المناخ في الأمم المتحدة، أن الهدف الدولي بتوفير مائة مليار دولار كل عام بحلول عام 2020 لمساعدة الدول المحتاجة للتكيف مع آثار تغير المناخ، وانتهاج سياسات تنمية صديقة للبيئة، هو بعيد تماما عن المطلوب لتحقيق ثورة عالمية لمكافحة هذه الظاهرة- وفقًا لما نقلته "رويترز".