«المسجد الكبير».. قبلة الآلاف من الكويتيين والوافدين لأداء صلاة التهجد - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 8:38 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«المسجد الكبير».. قبلة الآلاف من الكويتيين والوافدين لأداء صلاة التهجد

أ ش أ
نشر في: الجمعة 24 مايو 2019 - 2:23 م | آخر تحديث: الجمعة 24 مايو 2019 - 2:23 م

مع الساعات الأولى من صباح يوم الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك، يبدأ المسلمون من شتى بقاع الأرض في التوافد على بيوت الله، لأداء صلاة التهجد في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، طمعا في وعد الله تعالى بالعتق من النار، ومحو جميع ما تقدم من الذنوب لمن يصادفه ليلة القدر.

ويحرص المسلمون في تلك الأيام المباركة، على أداء صلاة التهجد في المساجد الكبرى، خلف كبار الأئمة، الذين يذهب خلفهم المصلون من مسجد إلى مسجد؛ حيث يقوم جزء كبير من الأئمة بأداء صلوات التراويح في مساجد، ثم الانتقال في العشر الأواخر من الشهر الكريم إلى مساجد أكبر لاستيعاب قدر أكبر من المصلين.

وفي الكويت، يحرص مئات الآلاف من المواطنين والوافدين سنويا على التوافد على المسجد الكبير في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؛ لأداء صلاة التهجد خلف كبار الأئمة، ومن بينهم الشيخ مشاري بن راشد العفاسي، في أجواء إيمانية وروحانية رائعة، خاصة وأن المسجد يقع بالقرب من سوق المباركية، الذي يشبه إلى حد كبير سوق الحسين بوسط القاهرة، وهو ما جعله يجتذب عددا كبيرا من الوافدين المصريين في الكويت، لأداء الصلاة، ثم التوجه إلى منطقة سوق المباركية لتناول طعام السحور.

ويقع المسجد الكبير الذي يعد الأكبر على مستوى الكويت، في مدينة الكويت العاصمة قرب شاطئ الخليج العربي؛ حيث تم افتتاحه عام 1986 بناء على توجيهات من الشيخ جابر الأحمد الصباح، بعد أن تم بناؤئه خلال 7 سنوات بتكلفة 14 مليون دينار كويتي، ما يعادل أكثر من 46 مليون دولار أمريكي، واشترك في بنائه 50 مهندسا و450 عاملا.

وصمم المسجد على الطراز الأندلسي الفاخر، وتبلغ مساحته نحو 45 ألف متر مربع، منها 25 ألف متر مربع مبنية، و20 ألف متر مربع مكشوفة، تشكل حدائق وممرات المسجد الخارجية، ويتكون المسجد الكبير من أجزاء عديدة تؤدي دورها بتناسق وإيقاع، ويتميز بوجود 3 بيوت للصلاة بداخله، وهى البيت الرئيسي، والمصلى اليومي ومصلى النساء.

وبالنسبة للبيت الرئيسى أو القاعة الرئيسية، فتبلغ مساحتها 5184 مترا مربعا، وتسع أكثر من 10 آلاف مصل، وهي مخصصة لصلاة العيدين، وصلاة الجمعة، والمناسبات الدينية؛ حيث تتجمع الحشود الضخمة، وترتفع وسط هذه القاعة الرئيسية القبة الضخمة التي تضارع أضخم قباب المساجد الفخمة في العالم، بارتفاع عن أرض المسجد يصل إلى 43 مترا، وقطر نحو 26 مترا، ويحيط بها من جوانبها 144 نافذة، وتحملها 4 أعمدة، طول كل منها 22 مترا، بينما تتغلغل أشعة الشمس من خلال الجبس المفرغ المعشق بالزجاج الأبيض الذي يغطي فتحات النوافذ الخلفية، فتلقى بظلال رائعة متعددة في الألوان داخل المسجد، في حين تحتوى القبة على خطوط كتبت بخط قلم الثلث على السيراميك الأصفهاني الذي يغلب عليه اللون الأزرق المعشق باللازورد، وفي سرتها جرى قلم الخطاط الشهير محمد الحداد، الذي خط جميع كتابات المسجد الكبير، على شكل قرص الشمس بأسماء الله الحسنى بالخط الكوفي المورق باللون الأبيض على أرضية سيراميكية زرقاء اللون.

وهناك 4 قباب صغيرة تحيط بالقبة الرئيسية من الجوانب الأربعة، منقوشة بالجبس المغربي، تتدلى منها 4 ثريات من الكريستال والنحاس المطلي بالذهب، بينما تحتوي كل ثريا على أكثر من 100 مصباح، وطولها 7.5 متر، وعرضها 3.5 متر، ووزنها ألف كجم، ولا تقتصر إضاءة بيت الصلاة الرئيسي على هذه الثريات الـ4 الكبيرة، بل هناك 80 ثريا حائطية وسقفية ألمانية الصنع، زجاجها من الكريستال، تنتشر في أرجاء القاعة.

ولا يمكن لمن يدخل إلى المصلى الرئيسى في المسجد الكبير، دون أن يتأمل ويشاهد المحراب والمنبر، فالمحراب الرئيسي، وهو أوسط 7 محاريب تتصدر جدار قبلة الصلاة، وتغلب عليه الألوان المستوحاة من البيئة الكويتية، وهي الأزرق والأصفر، ومكسو من الداخل بمسطح من الزليج المغربي المنقوش بنقوش هندسية إسلامية، وتبرز فوقه آيات قرآنية كتبت بخط الثلث باللون الأزرق على أرضية صفراء، يحيط بها آيات أخرى بالخط الكوفي على الحجر الطبيعي الباكستاني، فيما يظهر تحت البرواز عمودان من رخام يوناني أبيض صاف تنتشر فيهما الزخرفة بالأشكال الهندسية، وكذلك المنبر المصنوع من خشب الساج المتين، والذى يكون مدخله من يسار المحراب، بدرجاته الدائرية الأربع عشرة المخفية خلف المحراب داخل جدار القبلة.

أما المصلى اليومي، فيقع خلف المصلى الرئيسي من جهة الشرق، وتتسع مساحته لـ500 مصل في وقت واحد، ويستخدم لأداء الصلوات الخمس اليومية، والدروس الدورية العادية المنتشرة في معظم مساجد الكويت عقب بعض الصلوات، كما يحتوى على محراب خاص من خشب الساج، وحوائطه على شكل أقواس من الديكور والزليج المغربي، وتتدلى من سقفه 9 ثريات ألمانية بديعة الجمال.

بينما يوجد مصلى النساء فوق المصلى اليومي، متصلا في بنائه بالقاعة الرئيسية، ويشرف عليها من جهتها الشرقية، ليسع نحو ألف مصلية، في حين أن حائطه القبلي المشرف على المصلى الرئيسي، مكون من 11 مشربية رائعة الشكل والزخرفة، تسمح بسماع صوت الإمام والخطيب، ولا تتيح المجال لظهور النساء من خلفها، ويحتوى على 18 ثريا للإضاءة، وحوائطه على شكل بواكي قوسية ملبسة بالسيراميك الأصفهاني الملون، وله مدخل مستقل من الجهة الجنوبية للمسجد، وكذلك مرافق للوضوء ملحقة به.

أما عن مئذنة المسجد الكبير، فهي منفصلة عن البناء، وتقع في الجهة الغربية الشمالية منه، ويبلغ ارتفاعها 72 مترا، بينما يقع بيت المؤذن (الشرفة) بعد أكثر من ثلثيها، وبداخلها مصعد كهربائي يصل إلى أعلاها، عوضا عن الدرج المعهود في المآذن الأخرى، بالإضافة إلى إضاءة قوية مسلطة عليها من كل جانب.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك