أشاد التقرير الصادر عن منظمة المجلس البحري البلطيقي والدولي "BIMCO" أكبر تجمع دولي للنقل البحري في العالم، بأداء قناة السويس في التعامل مع أزمة فيروس كورونا ونجاحها في تسجيل ارتفاع في معدلات عبور سفن الصب الجاف بنسبة تقترب من 42%.
وسجلت إحصائيات الملاحة في الفترة من يناير إلى مايو 2020 عبور 2129 سفينة صب بزيادة قدرها 607 سفينة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، على الرغم من الأحوال المضطربة للسوق العالمي لتجارة الصب الجاف، والذى يرجع إلى نجاح السياسات التسويقية والتسعيرية المرنة الخاصة بسفن الصب، وإجراءات المنظمة البحرية الدولية بتقليل نسبة الكبريت في الوقود، ما شجع على الرحلات القصيرة لتوفير الوقود المستخدم.
واستهدف التقرير الذي أعده كبير محللي النقل البحري بالمنظمة العالمية Peter Sand تحت عنوان "ارتفاع حركة الملاحة بالقناة رغم تفشي فيروس كورونا المستجد"، تحليل مؤشرات أداء حركة الملاحة بالقناة وإلقاء الضوء على 3 محاور أساسية تتعلق بمعدلات عبور سفن الصب الجاف و ناقلات البترول وسفن الحاويات.
واستعرض التقرير ارتفاع معدلات عبور ناقلات البترول عبر القناة خلال شهري إبريل ومايو الماضيين مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، بجانب عبور ناقلات بترول بنحو 29% من إجمالي حركة السفن في القناة خلال الفترة من يناير إلى مايو 2020، في ظل زيادة الطلب وتشريعات المنظمة البحرية الدولية IMO حول نسبة الكبريت.
وحول مدى تأثر تجارة الحاويات العالمية من تداعيات أزمة الفيروس وانعكاساتها على معدلات عبور سفن الحاويات في القناة، أوضح التقرير تضرر سوق تجارة الحاويات بشكل بالغ من أزمة فيروس كورونا ما دفع العديد من الخطوط الملاحية إلى تقليص الطاقة الاستيعابية العاملة عن طريق إلغاء العديد من الرحلات، وتؤكده نسبة سفن الحاويات المتوقفة عن العمل والتي تصل إلى 11,6% من أسطول سفن الحاويات العالمي، فيما تواجه النسبة المتبقية من الخطوط الملاحية العاملة صعوبات وتحديات تشغيلية عديدة جعلها تلجأ إلى زيادة نولون الشحن لتغطية النفقات التشغيلية المرتفعة والتي لا يعوضها في المقابل سوى بديل زيادة الطلب على تجارة الحاويات وهو ما يشهد تراجعا حادا في الآونة الأخيرة.
من جهته أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، تعزيز مكانة القناة الرائدة وكسب ثقة المجتمع الملاحي والعملاء من الخطوط الملاحية من خلال التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد وفق نهج علمي ومدروس، قائم على فتح قنوات اتصال مع العملاء لتحقيق المصالح المشتركة، وتبني سياسات تسويقية وتسعيرية مرنة بجانب تعظيم الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة للتيسير على العملاء وتحقيق التباعد الاجتماعي المطلوب في تلك الفترة من خلال تفعيل حزمة الخدمات الإلكترونية المقدمة عبر الموقع الرسمي للهيئة وأبرزها خدمة طلب عبور السفن.