قال المخرج عصام السيد، إن الإخراج في مصر يُدرَّس كفرع تابع لقسم التمثيل؛ وهذا ما دفعه لتقديم تصور مختلف عند تقديمه لورشة الإخراج داخل مركز الإبداع الفني، خلال مسار "وصلة"، ضمن سلسلة ندوات الدورة 18 من المهرجان القومي للمسرح المصري؛ هدفها مد جسور التواصل بين الأجيال المختلفة وتقريب الرؤى حول الفن، ومشاركة التجارب المختلفة.
وأُقيم اللقاء مساء أمس الأربعاء بالمجلس الأعلى للثقافة بالأوبرا، وأداره المخرج هاني عفيفي، بحضور رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، وعدد من المسرحيين والإعلاميين والصحفيين.
وأضاف "عصام"، أنه عندما بدأ في التفكير في الورش داخل مركز الإبداع، اجتمع مع المخرج خالد جلال، واتفقا على ضرورة أن تكون الورشة مختلفة تمامًا، قائمة على الجانب العملي لا النظري.
وأكد أنه من البداية قرر أن يكون التدريب على الإخراج مبنيًّا على الممارسة العملية، والمقسَّمة إلى ثلاث مراحل، هي:
- التعرف على مفاهيم الإخراج.
- تناول كيفية اختيار النص المسرحي، وتكثيفه لتقديمه في وقت لا يتجاوز عشر دقائق.
- المرحلة الثالثة تقوم على نص واحد يُوزَّع على جميع المتدربين، ويقدمه كل منهم برؤيته الإخراجية الخاصة.
وتمنى عصام السيد، أن تنتشر هذه الطريقة في تعلم الإخراج، وألا تقتصر الورش على التدريب الحرفي فقط، بل يجب أن تخرج بنتائج فنية كعرض مسرحي.
وكشف المخرج عصام السيد، أيضًا خلال اللقاء عن تجربته عند توليه إدارة المسرح الكوميدي، إذ قال: "كان هدفي عندما توليت مسئولية إدارة المسرح الكوميدي أن يتحول إلى هالة ثقافية حقيقية مضيئة، وليس مجرد دار عرض".
وأضاف: "منذ عام 1995 حتى 2002، شهد المسرح الكوميدي أنشطة متنوعة: ندوات، أمسيات، معارض لفن الكاريكاتير– وهي الأقرب لما يقدمه المسرح وتوجهه– وورش فنية، وعروض مسرحية صباحية ومسائية، مما ساهم في جذب جمهور لم يقتصر على المهتمين بالمسرح فقط، بل كان ما يُقدَّم فيه يجذب الجمهور المتخصص وغير المتخصص."
وأكد أن التعامل مع النجوم أسهل بكثير من الأنصاف ومعدومي الموهبة، مردفًا: "النجوم لا يهتمون إلا بالعمل وقيمته".
وأضاف: "كنت محظوظًا، كل النجوم الذين تعاملت معهم كانوا يحبون المسرح، ومنهم نور الشريف، ويحيى الفخراني، وعزت العلايلي، كانوا يتسابقون للعمل في المسرح، وكانت أغلب المسارح تعمل، سواء تابعة للدولة أو قطاع خاص".
وكان الضيف الآخر في تلك الجلسة لمدّ تواصل الأجيال هو المخرج إسلام إمام، والذي تحدث عن تجربته مع دراسة الإخراج، وأنه درس في المعهد العالي للفنون المسرحية، ومركز الإبداع الفني على يد المخرج عصام السيد، وأيضًا في الأكاديمية الفنية في إيطاليا.
وأكد إمام، أن الاختلاف الذي لمسه في مركز الإبداع يتمثل في فكرة اختيار نص محدد، ليقوم كل متدرب داخل الورشة بإخراجه بطريقته الخاصة، تحت إشراف عام وتوجيه دقيق من المخرج عصام السيد، واصفًا تلك التجربة بأنها جيدة ومميزة، متمنيًّا أن تستمر؛ لأنها تفتح أفقًا إبداعيًّا حقيقيًّا أمام المتدربين.
وقال إمام: "كنت أميل في الإخراج في البداية للتجريب، وتقديم تجارب خارجة عن المألوف، ومع الوقت والخبرة أصبح لدي وعي فني أعمق، وبدأت أبحث عن أشكال إخراجية مختلفة، وخاصة أنني أسعى دائمًا للبحث عن التجديد، وهذا ما يميز المخرج الحقيقي، وهذا ما تعلمته من أستاذي المخرج عصام السيد."