محمد الرميحي: رواية قبل النكسة بيوم مشحونة بالرسائل ولا تنحصر في الماضي - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 10:28 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محمد الرميحي: رواية قبل النكسة بيوم مشحونة بالرسائل ولا تنحصر في الماضي

سامح سامى
نشر في: الجمعة 25 أغسطس 2023 - 8:13 م | آخر تحديث: الجمعة 25 أغسطس 2023 - 8:13 م

قال الكاتب محمد الرميحى، إن رواية «قبل النكسة بيوم» الصادرة عن دار الشروق للكاتب الدكتور إيمان يحيى، جاءت لتكون «مشحونة بالرسائل» رغم أنها لم تحصر نفسها فى الماضى، موضحا أن نصوصها تأخذك بطريقة سلسلة إلى أجواء عالمين فى مصر، السنوات الأولى من ستينيات القرن الماضى حتى عام 1967، والسنوات الأخيرة من العقد الأول من القرن الحادى والعشرين.
جاء ذلك خلال مقال مطول للكاتب وأستاذ علم الاجتماع السياسى محمد الرميحى، بصحيفة الشرق الأوسط، اختار لها عنوان «قبل النكسة بيوم»؛ حيث قال فيه: لم أكن أعرف إيمان يحيى من قبل حتى صادفتنى مقابلة معه أجراها إبراهيم عيسى فى برنامجه «لدى أقوال أخرى» فتبين أنه أستاذ طب درس فى الاتحاد السوفياتى، هو مؤلف رواية «قبل النكسة بيوم» وله روايات أخرى، ليس جديدا فى الأدب أن يكتب الأطباء الروايات. «قبل النكسة بيوم» رواية تأخذك بطريقة سلسلة إلى أجواء فى عالمين فى مصر، السنوات الأولى من ستينيات القرن الماضى حتى عام 1967. والسنوات الأخيرة من العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، فى تبادلية لقصة حب بين اثنين من منظمة الشباب؛ الشاب من طبقة متوسطة والفتاة ابنة بواب نوبى استطاعت أن تتعلم تعليما عاليا وتنشط فى منظمة الشباب!.
أضاف: تفشل القصة فى أن تكون لها نهايات منطقية وهى الزواج، بسبب مقاومة العائلتين للزواج، فى إشارة مكررة إلى فشل شعار ثورة يوليو فى «تذويب الفوارق بين الطبقات»، فغول التقاليد لا تغيّره الشعارات، يغيّره تعليم نوعى معتمد أساسا على منهج الحوار والتساؤل!.
تابع فى مقاله: يُتهم البطل «حمزة» فى وقت ما قبل النكسة بخيانة الوطن، ويتعرض للتعذيب الذى يصف الكاتب أشكاله بتفاصيل تقشعرّ لها الأبدان، من الإهانة والصعق الكهربائى إلى التعليق فى السقف، ويفسر ذلك بـ«أنه انتقام رهيب من القائد لأحد أبنائه المخلصين»! والمفارقة أنه يهتف باسم الزعيم وهو تحت التعذيب، وعند الإفراج يقول له الضابط: «كنا فاكرينك حاجة.. طلعت ولد هايف وهلفوت»! فى إهانة تذهب بأى مبادئ قد آمن بها، ثم يهاجر بعد الإفراج عنه إلى الكويت للعمل، وقد بهرنى الكاتب بتوصيف تفاصيل حياة «حمزة» فى الكويت، الذى استقبلته حركة القوميين العرب فيها وهيّأت له العمل، فيذكر الأماكن وحتى أسماء «الرفاق» الكويتيين، فى جهد واضح من الكاتب ودليل على استقصائه الدقيق.
يتعرف «حمزة» إلى سيدة أمريكية فى الكويت تُهيئ له بعد ذلك العمل فى الولايات المتحدة ومن هناك يطل على أحداث يناير 2011 وسقوط نظام حسنى مبارك.
الكاتب يأخذك بين مشهدين؛ الأول الأحداث التى قادت إلى «النكسة»، والآخر الأحداث التى قادت إلى «ربيع مصر»! مع المرور على الكثير من الأسماء المعروفة فى ذلك الوقت من فنانين وشعراء ومسرحيين وكتاب وسياسيين مثل لطفى الخولى وجورج حبش ومحمد كشلى وأحمد الخطيب والأبنودى وسيد حجاب وغيرهم من الأسماء المعروفة لجيلنا.
أحاسيس النقد المشوب بالسخرية من النظام الناصرى تصاحبك مع أحداث الرواية، فتلاحظ ذلك الجهد المبذول من منظّرى النظام للبحث فى التراث عن متكأ تراثى للاشتراكية العربية، التى قال بها التنظيم الناصرى فى محاولة مواءمة «تلفيقية» بين أفكار الاشتراكية العالمية، وبين التراث، مرورا بقصيدة شوقى التى غنتها أم كلثوم والتى ورد فيها: «الاشتراكيون أنت إمامهم»! تلك الإشارة العميقة لفشل البوصلة لوضع قواعد حديثة لتقدم المجتمع، كما يمر بك الكاتب على الصراع فى قمة الهرم الناصرى بين «مراكز القوى» فى ذلك النظام.
النظام الناصرى ــ كما ترى الرواية ــ جاء بانقلاب عسكرى، وكأى انقلاب فإنه يبقى دائما حبيس خوفه من تكرار التجربة ضده، فيقوم بإنشاء عدد من أجهزة الرقابة على الناس، وفى كل المؤسسات، فيفقد مع الزمن دفقه الاجتماعى والسياسى وأيضا رضا الناس، ويضيع بين دهاليز الصراعات الجانبية فى الوطن وخارجه فيبقى أسير النظر خلف ظهره، يتمسك بالقشور. ينقل الكاتب فى سخريةٍ مرة عن «الأهرام»، (فى 3 يونيو 67) ما يأتى، وهو قرار رسمى: «يستطيع وكلاء الوزرات ابتداءً من الغد أن يذهبوا إلى أعمالهم وهم يرتدون القميص والبنطلون بدلا من البدلة الكاملة»!.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك