اعتبر وزير الإعلام السوداني خالد الأعيسر، الثلاثاء، أن إعلان قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قبوله بهدنة إنسانية "مناورة سياسية مكشوفة تتناقص والواقع المرير".
ورغم تواصل جرائمها بالفاشر (غرب) وكردفان (جنوب) تحدث قائد الدعم السريع في كلمة مصورة له الاثنين، عن قبوله بهدنة إنسانية 3 أشهر وذلك بعد الإعلان في 7 نوفمبر الجاري، عن هدنة اقترحتها "دول الرباعية" التي تضم الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات.
وفي أول تعليق حكومي، قال الأعيسر في تدوينة عبر صفحته على منصة "فيسبوك" الأمريكية: "ما أعلنه قائد ميليشيا الدعم السريع المتمردة، بشأن هدنة إنسانية لا يتجاوز كونه مناورة سياسية مكشوفة تتناقض بشكل صارخ مع الواقع المرير الذي ارتكبته قواته على الأرض".
وأضاف: "هذه الميليشيا التي تجردت من كل قيمة إنسانية حاصرت المدنيين العزل، وجوعتهم، وقصفتهم بالطائرات المسيّرة في مدن عدة (.. ) وآخر تلك الجرائم المروعة ارتُكب في مدينتي الفاشر وبارا؛ لذا لا يمكن أخذ حديث قائدها عن هدنة لاعتبارات إنسانية على محمل الجد أو الصدق".
وشدد الأعيسر، على أن تصريح قائد الدعم السريع "ليس سوى محاولة جديدة لخداع المجتمع الدولي وتلميع صورة شوهتها الحقائق الدامغة بجرائم قواته وانتهاكاتها المستمرة".
وأردف: "الحقيقة الواضحة أن من يمارس القتل والحصار والاغتصاب لا يصنع سلاما، ولا يؤمن بأي قيمة إنسانية، ومن ينقض العهود لا يمكن الوثوق بوعوده".
ومساء الاثنين، تحدث قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، عن موافقته على هدنة من طرف واحد لمدة 3 أشهر بالسودان، وذلك "استجابة لجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ودول الرباعية".
والأسبوع الماضي، قال مستشار الرئيس الأمريكي للشئون الإفريقية مسعد بولس، إن الولايات المتحدة ملتزمة بإنهاء الصراع "المروّع" في السودان.
جاء ذلك بعد ساعات من تصريحات ترامب في "منتدى الاستثمار الأمريكي السعودي" الذي انعقد بواشنطن، أعلن فيها أنه "سيبدأ العمل" على حل الأزمة في السودان، بعد طلب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي زار الولايات المتحدة مؤخرا
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية الإثنين، أن عدد النازحين من مدينة الفاشر والقرى المحيطة في ولاية شمال دارفور غربي السودان، تخطى 106 آلاف شخص، منذ استيلاء "قوات الدعم السريع" على المدينة الشهر الماضي وارتكابها مجازر بحق مدنيين بحسب منظمات محلية ودولية، بينما أقر "حميدتي"، بحدوث "تجاوزات" من قواته بالمدينة، مدعيا تشكيل لجان تحقيق.
وبالإضافة إلى الغرب، تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب)، منذ أيام، اعتداءات من قبل "الدعم السريع" ضد قوات الجيش، أدت إلى مقتل وإصابة المئات، ونزوح عشرات الآلاف.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر "قوات الدعم السريع" حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.