أعلنت السلطات الأمريكية وفاة جندي أمريكي بعد إشعاله النيران بجسده أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن؛ لدعم فلسطين وتنديدًا بالإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بحسب ما أعلنته شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية.
وقال الرجل الذي كان يرتدي الزي العسكري في تسجيل مصور بثه على الهواء مباشرة عبر الإنترنت: "لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية".
وأضاف وهو في طريقه نحو مبنى السفارة الإسرائيلية: "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم"، ثم أضرم النار في نفسه وهو يصرخ "الحرية لفلسطين" مراراً وتكراراً حتى توقف عن التنفس، وفقا لما نشرت سكاي نيوز.
*من هو آرون بوشنيل؟
ويدعى الجندي الأمريكي آرون بوشنيل، ويشير حساب على موقع " لينكدن" إلى أنه يعمل في القوات الجوية الأمريكية منذ عام 2020، كفني أنظمة عملاء في إدارة تكنولوجيا المعلومات.
ووفقا لموقع "ايكونوميك تايمز" كان يخطط بوشنيل للحصول على بكالوريوس العلوم في هندسة البرمجيات في جامعة نيو هامبشاير الأمريكية.
ولا تعد واقعة الجندي الأمريكي هي الأولى من نوعها؛ حيث سبقته وقائع عديدة كان "حرق الذات" وسيلة للتعبير عن الاحتجاج.
* بوعزيزي.. شرارة الثورات العربية
في ديسمبر 2010 جرت واحدة من أبرز حالات حرق النفس، عندما أشعل الشاب التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه بمدينة سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة عربة كان يبيع عليها الخضراوات والفاكهة، وكذلك اعتراضاً على صفعه من شرطية تونسية.
وأصيب البوعزيزي بإصابات خطيرة جراء النيران، ولقي حتفه في المستشفى يوم 4 يناير2011.
وتوازت مع المحاولات اليائسة لعلاجه احتجاجات شعبية قوية نجحت في الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي ونظامه وتلاه تجارب أخرى في المنطقة العربية.
* مواطن جزائري في خنشلة
واقعة أخرى جرت في المغرب العربي، ففي يونيو 2022 أقدم مواطن جزائري على إحراق نفسه في ولاية "خنشلة"، قبل أن تتدخل الجهات المختصة لإنقاذه ونقله للمستشفى لتلقي الرعاية اللازمة، وفقا لوسائل إعلام محلية.
وتمكّن عدد من المواطنين من إخماد ألسنة اللهب التي نشبت في كامل جسده، قبل نقله إلى مستشفى "أحمد بن بلة"، حيث تلقى العلاج الأولي وتم تحويله إلى المستشفى الجامعي في ولاية باتنة نظرا لحالته الصحية الحرجة.
* عاطل فرنسي أمام مكتب توظيف
في فبراير 2014، عن العمل أقدم مواطن عاطل عن العمل في فرنسا على الانتحار بإحراق نفسه أمام مكتب توظيف في نانت غرب البلاد بعد أن سكب البنزين على نفسه.
وأفادت الشرطة بأنه توفي متأثرا بإصابته.
وكان الشاب قد أرسل قبل يومين رسالة إلكترونية إلى بعض وسائل الإعلام المحلية يعلمهم فيها أنه يعتزم التحرك خلال الأسبوع أمام مكتب التوظيف بنانت الشرقية، للاحتجاج على رفض ملفه رغم أنه حسب قوله عمل ما يكفي من الساعات للحصول على تعويضات. وأكد مكتب باريس للتشغيل إن الشاب كان فعلا مسجلا في القوائم وأنه قارب نهاية فترة حقوقه في التعويض، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
* محتج إسرائيلي في مظاهرة بتل أبيب
في يوليو 2012، أضرم إسرائيلي النار في نفسه مساء أمس خلال مظاهرة في تل أبيب تطالب بالعدالة الاجتماعية في ذكرى مرور عام على احتجاجات واسعة على غلاء المعيشة.
وذكر موقع صحيفة يديعوت أحرونوت أن المحتج قرأ قبل ذلك رسالة قال فيها إن "دولة إسرائيل سرقتني وتركتني دون شيء". كما أنه اتهم في الرسالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين بأن سياساتهم تزيد الأغنياء غنى والفقراء فقرا.
* لاجئ في شوارع ألمانيا
أقدم رجل مغربي يبلغ 36 عاما بإحراق نفسه في أحد شوارع ألمانيا احتجاجا على رفض السلطات طلب لجوئه السياسي، ما أدى لإصابته بجروح بالغة استوجبت نقله للمستشفى.
وحاول المارة الذين أصابتهم الصدمة إطفاء النار التي اشتعلت في الرجل، قبل أن تتمكن الشرطة من إطفائها، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.
* فنان مغربي يعاني التهميش
وفي مارس 2023 أقدم الفنان المسرحي المغربي أحمد جواد على حرق نفسه أمام مقر وزارة الثقافة المغربية بالرباط، بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، وذلك احتجاجاً على إقصائه وتهميشه.
وأشارت الوزارة إلى أن الأمر يتعلق بموظف متعاقد بمسرح محمد الخامس بالرباط، أحيل على التقاعد في أكتوبر 2021، ويتمتع بجميع حقوقه المكفولة له بحكم القانون، ويشتغل في الوقت ذاته، في الفن المسرحي.
وأوضحت الوزارة أنه سبق أن تقدم الشخص بطلب شراء عروض مسرحية، وهو ما تمت الموافقة على طلبه، إذ قامت هذه الوزارة بشراء عرضين مسرحيين سنة 2022، كما وافقت على شراء عرض مسرحي في 2023، وسبق أن قدم هذه العروض بكل من مدينتي مشرع بلقصيري وسلا.
أشعل النار بنفسه تزامناً مع اليوم العالمي للمسرح قبالة مقر وزارة الثقافة في واقعة أثارت صدمة بوسط العاصمة الهادئ، ولم تنجح محاولات علاجه ولقي مصرعه على إثر الحادث.
* الهاراكيري..موروث الانتحار من أجل الشرف
ويتخذ البعض الانتحار كوسيلة وفلسفة للتعبير عن قضاياهم وأفكارهم أو للدفاع عن كرامتهم وإنهاء الحياة في شجاعة وشرف.
ومن أبرز موروثات ذلك فلسفة "الهاراكيري"، هي قيام الفرد بقطعِ أحشائِه بسيفٍ صغير (خنجر) وذلك بشَقِّ بطنه بخطٍّ أفقي من الشمال إلى اليمين، ثم يواصل الشقَّ رأسيًّا إلى أسفلِ البطن. ولأن هذه الطريقة لا تُسبِّب الموت الفوري بل يظل المنتحر يُعاني من الآلام الرهيبة، فلا بد من وجود شخصٍ يقوم بقطع رقبته على الفَور حتى يُريحه من هذه الآلام.
يُقال إن أول من أقدَم على الانتحار بطريقة «الهاراكيري» في اليابان هو المحارب «ميناموتو نو تاميموتو» في عام 1177 ميلاديًّا، وانتشرَت بعد ذلك بين الساموراي منذ ذلك العصر وحتى عصر انتهاء طبقة الساموراي بانتهاء الحكم العسكري وانتهاء المجتمع الطبقي في عصر ميجي. ولكنها استمرَّت بعد ذلك أيضًا وإن قلَّت نسبتُها طريقةً مفضَّلة للانتحار لدى بعض اليابانيين من العسكريين واليمينيين الذين يحنُّون إلى عصر الساموراي المجيد، وفقا لما ورد بكتاب" اليابان وجهة نظر شخصية: مقالات في الأدب والسياسة والثقافة والمجتمع الياباني" لميسرة عفيفي.