وطنيات ثورة 1919 (26): توبيخ الرأسمالية الأجنبية بلحن «الكترة».. إمتى نشوف قرش المصري يفضل فى بلده - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 8:01 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطنيات ثورة 1919 (26): توبيخ الرأسمالية الأجنبية بلحن «الكترة».. إمتى نشوف قرش المصري يفضل فى بلده

حسام شورى:
نشر في: الثلاثاء 26 مارس 2019 - 12:57 م | آخر تحديث: الثلاثاء 26 مارس 2019 - 12:59 م

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، تذكير قرائها بنخبة مختارة من الأغاني والقصائد الوطنية التي أنتجتها عقول شعراء وفناني مصر الرواد، بالتزامن مع ثورة 1919 أو تفاعلاً معها أو مواكبة لمطالبها وشعاراتها، بهدف إلقاء الضوء على أشكال مختلفة من إبداعنا منذ 100 عام ورصد الآثار الكبيرة للثورة على الفن والأدب في مصر.

••••••••••••


مع بدايات القرن العشرين كانت الرأسمالية الأجنبية تحتكر الجزء الأكبر من النشاط الاقتصادي في مصر، وكانت شركاتهم تسخر العمال المصريين مقابل أجور زهيدة لاتتعادل مع الجهد المببذول في سبيل الإنتاج، والذي يتحول إلى أرباح هائلة يستأثر بها أصحاب هذه الشركات.
سيد درويش وبديع خيري، كعادتهما معبران عن الشعب وأحلامه وآلامه، إلتقطا هذه القضية وتبنوها في لحن «الكترة» للتنديد بألاعيب الاستعمار واستغلاله للعمالة المصرية، ودعوة الأغنياء للانتباه لوطنهم ومشاركة البسطاء من أجل تقدمه.
قدم سيد درويش هذه الطقطوقة خلال رواية «رن» التي انتجتها وقدمتها فرقة نجيب الريحاني عام 1919، واللحن بسيط على مقام العجم، وهو مقام اعتمد عليه سيد درويش في كثير من ألحانه الوطنية والعاطفية مثل (قوم يا مصري، وبلادي بلادي، أنا المصري، زروني كل سنة مرة)، بالإضافة إلى مشاركة «المجاميع» الذين يساعدون في أن يكون اللحن سهل الحفظ والترديد.


والكلمات واضحة وصريحة لا تحمل توريات، كعادة بديع خيري صاحب الكلمات الثورية القاصدة معناها، فهو، في طقطوقة أخرى، شد بكلماته من أزر العامل المصري المغلوب على أمره أمام سطوة أصحاب رأس المال وطالبه بـ«شد الحزام على وسطه» لأنه «أهون على الحر من مدة الإيد»، عبر عن هذه المسألة أيضا في الطقطوقة التي نسترجعها اليوم بكلمات: «غيرشى اللى كان هالك أبداننا، ومطلع النجيل على عيننا»، ويوبخ الطبقات المالكة بكلمات ثورية: «تشوفنا إحنا تقول حنفية، وتشوفه هو تقول بلاعة» في إشارة إلى أن «الغلابة» هم غزيري الإنتاج مثل «الحنفية» التي تبتلع ثمارها «بلاعة» أصحاب العمل. 


ويندد بمحاولات الاحتلال وألاعيبه لضرب الروح الوطنية وبث الفتنة بين المصريين قائلا: «أن فهمي يكره حنا.. وإيش دخل دول يانا بس ف ديننا» و«دخل بيناتنا اللى موقعنا .. فى بعضنا وراح لك متصدر» و«فقسنا لعبته واتجمعنا».

ويشير إلى ضرورة إضراب العمال بسبب الحالة المادية المذرية الذين هم عليها: «الجيب نضيف أما البيت أنضف»، «والهدمة دي اللي على جتتنا .. محجوز عليها دي عيشة تقرف»، ولأن العمال ليس لديهم ما يخسروه إذا أضربوا عن عملهم «ضربولنا الأعور على عينه .. قال له ما هي تلفانة تلفانة»، فالإضراب عن العمل والثورة أفضل من الإهانة ومن الاتهامات الموجهة لهم.


ليختم بأمنية أخيرة: «إمتى بقى نشوف قرش مصري، يفضل في بلده ولا يطلعشي»، موجها حديثه للأغنياء: «أنتم بمالكم وأحنا بروحنا .. دي الإيد لوحدها ما تسقفشي».

وكان لافتا للنظر تغيير بعض كلمات الطقطوقة في التسجيل الذي أداه الفنان سيد مصطفى، وهو أحد تلاميذ سيد درويش ويعد من أهم المحافظين على تراثه؛ إذ ساهم في تسجيل أغانيه للإذاعة المصرية في الخمسينيات، التي كانت تشرف عليها وزارة الإرشاد القومي في تلك الفترة.


ويبدو أن الرقيب المشرف على تسجيل هذه الأغنية كان له وجهة نظر في تبديل بعض الكلمات وإضافة كلمات أخرى مثل الكوبليه الأخير فيها: «ملهيين فى روزا وسنية» ليصبح «مستقتلين ف دنيا دنية»، وربما تحفظ الرقيب في هذه المرحلة يرجع إلى اعتبارات تتعلق بالطابع المحافظ للطبقة الوسطى التي صعدت إلى الحكم بعد 1952.

وهناك تعديلات أخرى غير مفهومة الأسباب مثل: «من جاز لملح ومن سكر.. لخواجة تريانتي» لتصبح «لتراموايات لشراب وجوانتي»، وتعديل آخر: «أن فهمي يكره حنا»، لتصبح «أن محمد يكره حنا».

لسماع الطقطوقة: «اضغط هنا»


كلمات الطقطوقة:

ما قلتلكش أن الكترة.. لابد يوم تغلب الشجاعة
وآديك رأيت كلام الأمرا .. طلع تمام ولا فيهشي لواعة
غيرشي اللى كان هالك أبداننا.. ومطلع النجيل على عيننا
أن محمد (فهمي) يكره حنا.. وإيش دخل دول يانا بس ف ديننا
***
دخل بيناتنا اللى موقعنا .. فى بعضنا وراح لك متصدر
فقسنا لعبته واتجمعنا.. لا يضيع شرفنا الله لا يقدر
***
عاديك على اللي أدت له الدنيا .. وش وبقى له تركة ومتاعة
تشوفنا أحنا تقول حنفية .. وتشوفه هوه تقول بلاعة
***
عايشين فى وادي النيل نشرب .. من عدادات على مللي وسنتي
من جاز لملح ومن سكر .. لتراموايات لشراب وجوانتي (لخواجة تريانتي)
ربنا ما يوريكشي دوختنا.. الجيب نضيف أما البيت أنضف
والهدمة دي اللي على جتتنا .. محجوز عليها دي عيشة تقرف
****
(من حقنا يخلص تاني مذهب .. خنشوري دكروري هندي لاوندي)
(نحزق ونطلق واللي بنتعب .. عليه يروح من شندي لبندي)
***
(وكل دا وبرضه كافيين .. على الخبر الأسود مواجير)
(وأن قلنا زودونا نصين.. يقفولنا كدة زي ... )
***
مالقيناش غير إضرابنا.. ولا أنناش نبقى في إهانة
ضربولنا الأعور على عينه .. قال له ما هي تلفانة تلفانة
لا واللي أدهى من دي قولتهم.. علينا أننا عصبجية
يا هل ترى ايه تعنسألهم.. تتاكل ازاي ياسطى عطية
***
الحق كله على الأغنيا.. إحم يا فرحتنا بكترتهم
مستقتلين ف دنيا دنية (ملهيين فى روزا وسنية).. والسف نازل على أمتهم
***
إمتى بقى نشوف قرش المصري .. يفضل فى بلده ولا يطلعشى
أنتم بمالكم وإحنا بروحنا .. دي الإيد لوحدها ما تسقفشي

وغدا حلقة جديدة...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك