عادت رقصة الموت الأفريقية في الظهور مجددا في ملاهي لبنان الليلية، لتثير غضب الكثيرين في البلد الذي لايزال يشهد أكبر وأعنف أزمة اقتصادية في تاريخه انهارت على إثرها الليرة اللبنانية أمام الدولار.
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي تويتر في لبنان، مقطع فيديو صور داخل أحد الملاهي الليلية، يظهر 4 أشخاص يدخلون الملهى بينما يحملون على أكتافهم تابوتا وسط أجواء راقصة وهرج ومرج.
واستفز المقطع الكثير من اللبنانيين الذين وجهوا أسئلة عن إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي التي يجب احترامها وتطبيقها منعا لمزيد من الإصابات بفيروس كورونا في بلد يعاني من مشاكل متراكمة وانهيار اقتصادي وظروف معيشية صعبة، بحسب وكالة "سبوتنيك".
* أصل الراقصة ونشأتها التاريخية
وتعتبر رقصة الموت ضمن طقوس أفريقية عتيقة تعود نشأتها من أواخر العصور الوسطى في القرن 15، وحتى القرن الـ18، وكانت مقتصرة على زعماء القساوسة والعسكر، ثم انتقلت إلى أقلية غانية ورثتها عن معتقدات إثيوبيين هاجروا ما بين القرنين الـ15 و18، إلا أنّ مؤرخين آخرين جادلوا بأنها تعود إلى الخمسينيات من القرن الماضي فقط.
ويعتقد مؤدوا الرقصة أنها تشعر الإنسان بقيمة الحياة عن طريق تذكر الموت.
* محل مزاح عند العرب
مؤخرا، ظهرت هذه الرقصة في وقت سابق في المجتمعات العربية على سبيل المزاح، وحظت بانتشار واسع وكانت تستخدم للتهكم على بعض الأخبار الحياتية مثل كورونا وكرة القدم وغيرها من الأخبار المتنوعة.
لم يختلف هذا الفيديو كثيرا عن الفيديو المصور داخل الملهى الليلي، حيث ظهر خلاله مجموعة من الأفارقة يرتدون بذلات سوداء ويحملون تابوتا على اكتافهم، لكنه كان بداخله شخص ميت، بينما يرقصون خلال السير في الطريق المؤدي لدفنه.
* متى ظهرت في التاريخ الحديث؟
سميت الرقصة بـ "رقصة التابوت"، أو "رقصة الموت الأفريقية"، وظهرت حديثا لأول مرة في دولة غانا عام 2015، التي تعد أحد دول أفريقيا فقرا وبطالة وتمسكا بالتقاليد القديمة، والمعتقدات وعبادة الأصنام والحيوانات
ظهرت الراقصة لأول مرة في عام 2015، من خلال مقاطع فيديو مصورة نشرت على منصة يوتوب، لكنها لم تلق رواجًا كبيرًا، حيث اعتبرت مجرد تقليد أفريقي نادر جدًا وعابر، بينما كانت متفشية بشكل كبير جدا في غانا وبلدان أفريقية أخرى مجاورة.
* تقاليد مشابهة في مالي
نشر موقع "أفريكا جيوجرافيك"، تقريرا عن رقصة الموتى أو رقصة "الدوجون"، المنتشرة في دولة مالي، وهي عبارة عن طقوس لتوجيه الموتى أيضا، وبحسب الموقع فهي معروفة في جميع أنحاء العالم من قبل علماء الأنثروبولوجيا ونوع من أنواع الفنون.
تعتبر رقصة أقنعة دوجون من بين أكثر مجموعات الفن القبلي احترامًا في العالم، وقد أثرت على فنانين غربيين من القرن العشرين مثل بيكاسو وبراك، حتى الحركة التكعيبية.
تربط الأقنعة شعب دوجون بعالم السماء السماوي حيث يوجد العالم الآخر والأرض في اعتقادهم، ويتوفر الطعام والمأوى والحياة.
تقام الرقصة لتأبين شيخ محترم، وغالبًا ما تستمر المراسم لمدة ثلاثة أيام، تشمل العشرات من الراقصين الذين يمثلون شخصيات من عالم الحيوان، وقوى الذكور والإناث، والعالم الآخر، وبمجرد أن يتم أداء رقصة داما، يتم وضع عظام الأشخاص كبار السن المتوفين عاليا في منحدرات الكهوف المقدسة التي تعصف بها الرياح، حيث تلتقي الجبال الحمراء بالسماء في أرض دوجون الصغيرة في جنوب مالي.