الاغتصاب الزوجي.. آمنة نصير: غشومية مش اغتصاب.. وطبيب نفسي: قد يؤدي للانتحار - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:29 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الاغتصاب الزوجي.. آمنة نصير: غشومية مش اغتصاب.. وطبيب نفسي: قد يؤدي للانتحار

ياسمين سعد
نشر في: الإثنين 28 يونيو 2021 - 4:16 م | آخر تحديث: الإثنين 28 يونيو 2021 - 4:16 م

ومازال الجدل حول الاغتصاب الزوجي قائما بين مؤيد ومعارض لهذا المصطلح، ويعرف هذه الظاهرة دكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، بقوله إن الاغتصاب الزوجي هو الجماع الجنسي الذي يتم دون موافقة أحد الطرفين، أو عدم الموافقة الكاملة على العلاقة الحميمة، وهو بالطبع أحد أشكال العنف المنزلي، أو الاعتداء الجنسي، ويجرّمه القانون في العديد من الدول المتقدمة".

وأوضح هندي أن الأمم المتحدة أصدرت دراسة، حاولت من خلالها رصد هذه الظاهرة، وتوصلت إلى أنه 35% من النساء على مستوى العالم تعرضن للاغتصاب الزوجي، أي أنه من ضمن عشر سيدات، هناك سيدة من المؤكد أنها تعرضت للاغتصاب الزوجي، في حين أنه صرّحت منظمة العفو الدولية، بأن سيدة من كل ثلاث سيدات تتعرض للاغتصاب الزوجي، أما في مصر فيوجد دراسة وحيدة عن الاغتصاب الزوجي، والتي توصلت إلى أنه 10% من السيدات في مصر يتعرضن للاغتصاب الزوجي.

وأكد هندي أن السيدة التي تتعرض للاغتصاب الزوجي تشعر بآثار نفسية أكثر حدة ممن اغتصبت مرة واحدة من رجل غريب؛ لأنها تُغتصب بشكل دوري من رجل تعرفه، ومن المفترض أن يحميها فتشعر بالاشمئزاز ويتخللها الغضب، وينتابها إحساس بأنها تريد أن تتقيء، وتغتسل لعديد من المرات؛ لأنها تشعر بأن دنس قد أصابها.

واستطرد: "من الآثار النفسية أيضًا، أن المرأة تشعر بضيق كبير، ويحدث لديها انعدام ثقة في نفسها، كما تصاب بالبرود الجنسي، وترى زوجها مغتصبا، وتتشوه لديها صورة الرجال بشكل عام، كما تشعر بآلام في الرقبة والظهر، وتحدث لديها حالة من الانعزال من الحياة الاجتماعية، كما تعاني من نوبات متتالية من الاكتئاب، ومن الممكن أن تصاب بالأرق، فتتناول أدوية مهدئة، وبعض السيدات إذا تعرضن للاغتصاب المتكرر يفكرن في الانتحار".

وذكر "هندي" أن هناك أسباب واضحة لرفض الزوجة إقامة علاقة حميمة مع زوجها، منها عدم وجود حب بين الزوجين، إهمال الزوج لزوجته طوال الوقت، وعدم وده لها، وعدم كرمه معها، أو عدم اهتمامه بنظافته الشخصية، أو حال خيانته لها.

وأشار إلى أن الاغتصاب الزوجي هو أحد الأسباب الرئيسية لجرائم العنف والقتل التي نشهدها في المجتمع المصري مؤخرا، كما أنه سببًا لا تصفح عنه السيدات اللاتي تطلبن الطلاق أو الخلع، ولذلك لا يراه المجتمع بصورة أوضح، ولكنه موجود.

حالات واقعية مُجهلة
"كان عندي انزلاق غضروفي وكنت باخد دوا شديد بينيمني كتير، وكنت لما بصحى بلاقي ضهري ورقبتي بيتحسنوا، بس بلاقي آلام شديدة في بقية جسمي، وخاصة من منطقة البكيني، وقررت إني مش هاخد الدوا عشان بيتعبلي جسمي، ونمت، فلقيت إنه جوزي كان بيغتصبني وأنا نايمة، وكان بيجامعني من الخلف، ولما واجهته ضربني واغتصبني، وأخيرا قدرت أخلعه بعد 15 سنة عذاب واغتصاب".

"أمي وأبويا دايما بينهم مشاكل، كان بابا يجي يضربها وياخدها من وسطنا بالعافية ويقفل الباب، وأسمعها تقوله هو بالعافية؟ ومكنتش فاهمة قصدها إيه، لدرجة كانت لسه والدة وراجعة من بيت أهلها وتعبانة، وأول ما جت ضربها في جرح الولادة عشان تمارس معاه العلاقة، ولما كانت بتنام جنبنا بعدها، كنت ببقه خايفة بابا يجي يضربها، وكنت ببقه عاوزة أنا اللي اقفله، وفي مرة لما أخدها بالعافية من جنبي، قعدت أصرخ لحد ما صحيت إخواتي وكلنا جرينا نصرخ ونخبط على الباب لحد ما خرج ماما تاني".

"كنت قاعدة في النابطشية ولقيت أهل واحدة جايين يجروا عليا ببنتهم الحامل في الشهر التاسع وعندها نزيف حاد، طلع إنه جوزها أجبرها على العلاقة بالرغم من إنها في الشهر التاسع وقالتله انا تعبانة، فحصلها نزيف حاد وللأسف ملحقناهاش، وماتت هي والجنين، وأهلها كانوا عاوزين يموتوه، بس محصلوش حاجة، بالرغم من أنه قتل مراته وابنه".

غشومية وليس اغتصابا
"أرفض مصطلح الاغتصاب الزوجي، عيب أن نخلط الحلال بالحرام"، هكذا قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وأكملت، "الزواج ميثاق غليظ أُخذ برضا الزوج والزوجة، فكيف نطلق عليه اغتصابا؟ يتضاد الحلال مع الحرام، وما يحدث هو غشومية من الرجل، فالدين يقول "وقدموا لأنفسكم"، يجب على الرجل أن يمهد لزوجته بوجود علاقة بينهما، ولا يتعامل بغشومية".

وأضافت: "هناك تحذير نبوي من أن الزوج لا يجب أن يرتمي على زوجته مثلما ترتمي الحيوانات على بعضها البعض، إذ أن (الإتيكيت) والتقديم في الزواج هو أمر إسلامي، ولذلك أشعر باستياء عندما نطلق عليه اغتصابا، فلا يجوز هذه الكلمة شرعا ولا أدبيا ولا في العقيدة، ولكن يجب أن نصلح (غشومية) الرجل دون أن نلقبه بمغتصب".

وعن الحل الذي من الممكن أن تلجأ إليه المرأة إذا تكرر العنف من زوجها خلال العلاقة الزوجية، قالت "نصير"، "إذا أصبح هذا الأمر مقلقا للحياة الزوجية، فعلى الزوجة أن تحسن الاختيار، وتذهب إلى شخص من العائلة موثوق به ليصلح بينهما، فهذه القضية حساسة جدا".

وأكدت "نصير" على أن الزوجة يجب أن تلبي طلبات زوجها، لأنه لا يجوز حرمانه من حقه الشرعي، فالرجل يتزوج لكي يحفظ نفسه من الزنا، وعندما يضغط على الزوجة، فهو يضغط لكي لا يذهب إلى المعصية بنفسه.

وناشدت "نصير" أساتذة الفقة ورجال الدين بأنهم عندما يشددون على حق الرجل في العلاقة الزوجية، يجب أن يشددوا أيضا على حق الزوجة كما جاء الأمر الإلهي في قوله تعالى "وقدموا لأنفسكم"، فالرجل يأخذ هذا الحق وأيدته آراء الفقهاء دون أن ينبهوا لحق الطرف الآخر، فأصبح يأخذ الزوج حقه "بغشومية"، وعلى العكس عليه أن يتحلى بالبصيرة و"الإتيكيت" لكي يطلب حقه في الوقت المناسب.

نظرة قانونية
"القانون المصري لا يعترف بجريمة الاغتصاب الزوجي، وبالتالي ليس لها عقوبة"، هكذا قالت المحامية "انتصار السعيد"، رئيس مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، وأضافت، "لا يحق للزوجة التقدم ببلاغ ضد زوجها إلا إذا مارس العلاقة الحميمة بما يخالف الشريعة الإسلامية، فعلى سبيل المثال حصلت زوجة على حكم في قضية رفعتها ضد زوجها لأنه مارس معها العلاقة الجنسية من الخلف، فالسيدة في هذه الحالة فقط تتقدم ببلاغ، وتطلب إحالتها للطب الشرعي، الذي يؤكد أنه حدث هتكا للعرض".

أكدت "السعيد" أن العنف الزوجي موجود بشكل كبير، ولكن أغلب السيدات لا تتحدثن عنه بشكل صريح، فيذكر في أسباب الطلاق، أن هناك مشكلات في الحالة الاقتصادية، وأن الزوج يتنصل من دفع مصروفات المنزل، مع ذكر بعض الأسباب الأخرى البعيدة كل البعد عن الاغتصاب الزوجي، فلا يتم ذكره لأن هذه العملية معقدة ومتشابكة.

أوضحت "السعيد" أنه لابد من نشر التوعية في المجتمع المصري للقضاء على الاغتصاب الزوجي، لأنه مهين للمرأة وللرجل أيضا، فالرجل يهين نفسه عندما يمارس علاقة حميمة مع زوجته بالإجبار.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك