• مطالبات بوقف أعمال الجراج التابع لمشروع ممشي أهل مصر بشارع سراي الجزيرة
حالة من غموض المصير ممتزجة بترقب حذر بين سكان شارع الموسيقار محمد عبد الوهاب "شارع سراي الجزيرة سابقا" في منطقة الزمالك التابعة لحي غرب القاهرة، سببتها إزالة بعض الأسوار الحديدية على ضفاف كورنيش النيل، وإقامة ألواح معدنية وخشبية قبل فندق الماريوت بأمتار قليلة الشهر الماضي؛ تمهيدًَا لتنفيذ أعمال غير مُعلن عنها من محافظة القاهرة أو الحكومة، وتوقفت تلك الأعمال فجأة قبيل انطلاق مؤتمر المناخ COP27، واستُؤنفت من جديد خلال الأيام الجارية؛ ما أعاد حالة القلق والغموض والانزعاج لسكان المنطقة من جديد مرة أخرى.
تقع المنطقة في أقصى الجانب الشرقي من جزيرة الزمالك، مقابل ماسبيرو، بين السفن والعائمات السياحية الشهيرة وبين فندق الماريوت.
"الشروق" رصدت أعمال حفر وتجريد أتربة بضفاف نهر النيل بداية من إحدى العوامات النيلية الشهيرة وحتى كوبري 6 أكتوبر وأمام مسجد الجزيرة، إضافة إلى تواجد معدات الحفر وعمال لتقليم الأشجار والنخيل، وعدد من المراكب والعوامات النيلية وبعض المطاعم، علاوة على وضع رمال على كورنيش النيل ناحية فندق الماريوت؛ تمهيدًا لافتراشها فوق الأتربة بعد تجريفها، وتواجد أعمال خرسانية أمام قصر الأميرة عائشة فهمي تشبة لسان داخل مياه النيل.
وقال شاهد عيان بمنطقة الأعمال، إن مجموعة عمال حضروا وأزالوا الأسوار الحديدية لكورنيش النيل الشهر الماضي، ووضعوا ألواحا خشبية ومعدنية بمحيط الأعمال بالكامل لحماية المارة.
وأضاف لـ"الشروق"، أن السكان سمعوا أن تلك الأعمال كانت لتنفيذ جراج للسيارات، لاستقبال الأعداد المتزايدة والمترددة علي الحى، ولكن المشروع توقف تزامنًا مع مؤتمر المناخ، مردفا: "بدأو العمل من جديد مطلع الأسبوع الجارى، ما أدى لانزعاج الأهالى من جديد".
وعارضه آخر في الرأي، قائلاً: "لا نعلم إن كانت الأعمال تابعة لممشى أهل مصر بنطاق الحي أم لتنفيذ جراج للسيارات"، مشيراً إلى توقف الأعمال بالشارع الفترة الحالية، وإعادة تركيب الأسوار الحديدية بكورنيش النيل مرة أخرى وتلوينها باللون الأبيض، لإخفاء ملامح تكسير الأسوار ولحامها مرة أخرى.
وأضاف: "نحن مع التطوير فى كل مكان ولكن يجب أن تعلن الحكومة عن مشروعاتها قبل تنفيذها لطمأنة القاطنين بالمنطقة وكسر غموضهم".
وقال حامد محمود، أحد سكان شارع سراي الجزيرة، إن أهالى الشارع على صفيح ساخن بسبب الأعمال غير المعلن عنها وجارية على ضفاف النيل أمام عقاراتهم، مؤكدًا أن منطقة الزمالك ذات طابع ممعارى خاص لا لتشويهه بصريًا مهما كان حجم التطوير المخطط له.
وأضاف محمود لـ"الشروق"، أن الدولة تنفذ جراج لمشروع مشي أهل مصر بداية من أول مركب imperial بمواجهة باب نادي الجزيرة وحتى مركب نايل ماكسيم، موضحًا أن المدخل الخاص للجراج من مركب imperial بينما مخرجه مركب نايل ماكسيم، ما يؤدي إلى تكدس الحالة المرورية بالمنطقة كونه المدخل الرئيسي لشارع سراي الجزيرة.
وأوضح أنه جراج من ضمن 3 جراجات سيتم تنفيذها بشارع سراي الجزيرة، جراج بأول الشارع للقادم من ناحية كوبري قصر النيل، ذاكرا أن هناك جنينة تعج بالأشجار والنخيل سيتم إزالتها لوضع طبقات خرسانية لوقوف السيارات، متسائلًا: "كيف نظمت مصر مؤتمرًا للمناخ أبهرت به العالم والآن تقطع الأشجار والنخيل؟".
وأكد التكدس المروري بالشارع حال تنفيذ مدخل أو مخرج لجراج ما، حيث ستزداد التكدسات للضعف، وهذا من ناحية الدراسة المرورية، بينما الدراسة البيئية تنذر بكارثة لقطعهم الأشجار والنخيل والزهور التى تعد متنفسًا طبيعًا لأهالى الحى، لتنفيذ جراج تتعالى منه الأدخنة وعوادم السيارات، قائلًا: "جنينة ممتلأة بالأشجار من 40 سنة والناس هنا تسعد بالألوان الخضراء لماذا سيزيلوها الآن؟".
وأضاف أن شارع سراي الجزيرة عرضه لا يتخطي 15 مترًا ويعد مدخل رئيسي لجزيرة الزمالك، موضحًا أن الجراج الذي سينفذ بين المركبات سالفة الذكر مضر لأهالى المنطقة كونه سيطل على العقارات والكتل السكنية، بينما الجراج الذي جارى تنفيذه بداية الشارع ناحية قصر النيل لايؤثر عليهم لعدم مواجهة لعقارات الأهالى المطلة على النيل مباشرة، لذا سيشكل تلوث بصري للسكان.
وقال إن هناك دستور وقانون يحمي سكان الأحياء وقوانين خاصة لوزارة البيئة والتنسيق الحضارى، مؤكدا: "غير مسموح لأحد أن يمس المساحات الخضراء بمنطقة الزمالك وفقًا لتوجهات الدولة بعد مؤتمر المناخ بزراعة 100 مليون شجرة فإزاى إحنا النهاردا بنقطع فى النخيل والزهور والأشجار المتواجدة ببلدنا لتنفيذ جراج للسيارات أمام كتل سكنية؟".
وأضاف أن بعض الأهالى بالشارع اجتمعوا مع جمعية خدمات الزمالك والنائب البرلمانى أشرف حاتم، لمعرفة ما يحدث بشارع سراى الجزيرة، موضحًا أن المسئولين أقروا بأن الأعمال الجارية لممشى أهل مصر للتنزه والترفيه، قائلًا: "سيكون لركوب العجل والمشي والرياضة".
وأضاف أنهم عرضوا على الأهالى فيديو يوضح أن الأعمال الجارية ستكون لممشى أهل مصر وهي عبارة عن أماكن لركوب الدراجات "العجل" وبعض الأكشاك الخفيفة للمشروبات والمأكولات، قائلًا: "لما سألنا العمال المتواجدة بالموقع عن ما يحدث قالوا إنهم ينفذون جراج للسيارات".
وتسائل: "لماذا عرضوا على الأهالى فيديو وما يحدث على أرض الواقع شيئًا آخر؟"، قائلا إن الغرض من تنفيذ الجراج بتلك المنطقة هو الخدمة لزوار المراكب والعوامات النيلية وليس لخدمة أهالى الحى.
وتابع: "هناك أنباء عن توافد مركبة أخرى من مكان بعيد ستكون بمنتصف المراكب سالفة الذكر فتنفيذ الجراج ليس للمنفعة العامة بل لمنفعة تجارية".
وطالب بوقف أعمال الجراج التابع لمشروع ممشي أهل مصر بشارع سراي الجزيرة، وتقديم الحكومة أو محافظة القاهرة دراسات مرورية وبيئية للممشي، مشددًا على وجود حوار مجتمعي بين المسئولين وسكان الزمالك.