محلل أمريكي: اقتصاديات الشرق الأوسط ومنظوماته الطبية صمدت أمام كورونا - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 10:47 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محلل أمريكي: اقتصاديات الشرق الأوسط ومنظوماته الطبية صمدت أمام كورونا

(د ب ا)
نشر في: الجمعة 30 أبريل 2021 - 1:36 م | آخر تحديث: الجمعة 30 أبريل 2021 - 1:36 م
تعامل الشرق الأوسط، مثل الكثير من دول العالم، مع مرض كوفيد -19 بشكل أفضل مما كان يخشى كثيرون في البداية. كانت منحنيات العدوى قد ارتفعت و انخفضت ثم عادت للارتفاع، لكنها لم تتسبب في إنهيار منظومة القطاعات الطبية. كما أن الاقتصادات لم تتعرض لانهيار، وصمدت الحكومات، ومقارنة بتوقعات العام الماضي، فإن الشرق الأوسط في وضع جيد جدا.

وقال جون ب. الترمان نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي في تقرير نشره المركز إن هناك حقيقة مثيرة للقلق تتمثل في أن هناك تباينا كبيرا  بين الدول التي كان أداؤها أفضل في التصدي لفيروس كوفيد -1919 وتلك التي كان اداؤها الأسوأ ، وأن هذا سيؤدي إلى تقسيم المنطقة بشكل أكثر وضوحا إلى دول غنية وأخرى فقيرة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنه بينما من غير المرجح أن يتسبب كوفيد -19 نفسه في حدوث انهيار، الإ أنه احدث دمارا على وجه التحديد في البلدان الأكثر ضعفا. وبالنسبة للكثيرين منها، سوف يلقي كوفيد -19 سوف بظلاله على تطورها على الاصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لعدة سنوات قادمة.

وأضاف الترمان، وهو مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أنه لم يكن من المسلم به أن الدول الأغنى في المنطقة ستنجو من الوباء على نحو أفضل من معظم الدول الأخرى. فعلى الصعيد الدولي، أدى انخفاض الطلب العالمي على الطاقة إلى تراجع أسعار النفط، مع عدم وجود دلالة واضحة على الطريق للعودة لمسار الانتعاش.

ويعتمد كثير من هذه الدول أيضا بشكل كبير على السفر ، مثل السفر للحج في السعودية، والسياحة العابرة في الإمارات وقطر، غير أن هذا القطاع توقف بين عشية وضحاها تقريبا.

ومع الانتقال من فصل الخريف إلى الشتاء، بدأ تحول في الوضع، حيث أحدثت اللقاحات فرقا كبيرا في دول مثل الإمارات.

وكثفت دول خليجية أخرى جهود التطعيم حيث أعطت البحرين 70 جرعة لكل مئة شخص، وقطر 50 جرعة ؛ ونتيجة لذلك، ينخفض منحنى الإصابة في البحرين، فيما ظل معدل الإصابة ثابتا في قطر . غير أن السعودية تأخرت جزئيا في ذلك نظرا لحجم الدولة وسكانها، لكنها تلحق بالركب ويشهد منحنى العدوى فيها انخفاضا أيضا.

بينما كانت كل هذه الدول تخشى أن تتحول التجمعات في شهر رمضان إلى فعاليات من شأنها أن تتسبب في تفشي فائق السرعة للفيروس، فإن الوتيرة السريعة للتطعيمات تبعث الأمل في أن الأسوأ قد أصبح شيئا من الماضي. ومن جهة أخرى ، فإن تعافي أسعار النفط العالمية يعني أن الحكومات لديها وفرة مالية كبيرة لتعزيز الاقتصاد. لقد كان عاما صعبا بالنسبة لكل هذه الدول ، لكنه لم يكن عاما كارثيا.

وهناك دول أخرى أقل حظا حيث شهد الأردن ارتفاعا في عدد الاصابات في شهر ايلول /سبتمبرالماضي ، ومع وجود قطاع غير رسمي كبير، كانت مهمة الحفاظ على أجور العاملين وتوفير الغذاء لهم عبئا ثقيلا للغاية في ظل قيود صارمة.

ومصر أيضا انفتحت بشكل كبير. ويمضي المصريون في الغالب في حياتهم دون قيود. ومن جهة أخرى ، فإن التطعيم بطيء للغاية،فقد أعطى الأردن حوالي ثماني جرعات لكل مئة شخص، وأعطت مصر أقل من جرعة واحدة لكل مئة شخص.

ولدى الأردن ومصر قطاعات سياحية كبيرة. ويقول البعض إن الآثار المباشرة وغير المباشرة للسياحة تمثل أكثر من 10 في المئة من العمالة وما يصل إلى 20 في المئة من إجمالي الناتج المحلي في ذروة السياحة.

ونظرا لبطء حملات التطعيم في كلتا الدولتين واستمرار معدلات الإصابة المرتفعة نسبيا، فمن الصعب تخيل كيف سوف تستعيد السياحة عافيتها على المدى القريب.

وأضاف الترمان أنه بوجه عام، لا تمتلك أي من الدولتين الموارد لتقديم تحفيز اقتصادي للتعويض عن تداعيات كوفيد -19.وربما تأتي بعض المساعدات من دول الخليج، خاصة مع ارتفاع أسعار النفط .

وفي العراق، ارتفع عدد الحالات طوال الربيع، وظلت مستويات التطعيم أقل من جرعة لكل مئة شخص.

وشهد اقتصاد العراق انكماشا بنحو 10 % العام الماضي، جراء الضغط الذي شكلته تداعيات كوفيد -19 وانخفاض إنتاج النفط وبيعه بأسعار منخفضة. ولا تزال البلاد تعاني من سياسات داخلية تفتقر للإدارة الجيدة أصبحت سمة لها، و تفاقمت جراء معارك بالوكالة في البلاد تزكي نيرانها  دول مجاورة .

وتعرضت إيران المجاورة لضربة أشد، جراء معاناتها من عدد أكبر من حالات كوفيد -19، وانخفاض عائدات النفط بشكل أكبر، ونظام عقوبات قاس.

وأوضح الترمان أنه من المبكر التكهن بنتائج انتخابات يونيو في إيران، ولكن من الممكن أن تنتصر القوى المحافظة المتشككة بشدة في التعامل مع الغرب، حيث ربما تركب موجة عدم اكتراث عامة الشعب بالانتخابات ، الأمر الذي يؤدي إلى جولة جديدة من المواجهة وتقلبات أكبر في أسواق النفط.

و يعاني لبنان من أزمة مالية، حيث يعيش حوالي نصف السكان الآن في حالة فقر، وقد وضع الوباء عبئا ثقيلا على منظومة الرعاية الصحية المتردية بالفعل.

وحوالي 80 بالمئة من سكان سوريا فقراء الآن، ويبدو أن مرض كوفيد -19 ينتشر سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة أو المعارضة. فيما لا يزال اليمن على شفا الانهيار تماما، ويمكن أن يكون لأي انهيار في أي من تلك الدول له تداعيات على الشرق الأوسط باكمله.

ربما تكون هناك صورة مصغرة لانقسام المنطقة في إسرائيل، التي قادت العالم في التطعيمات السريعة، والتي تعتبر ليست بعيدة عن السلطة الفلسطينية، التي يبلغ معدل التطعيم فيها حوالي ثلاثة بالمئة.

بينما تقيد إسرائيل منذ فترة طويلة دخول الفلسطينيين إلى أراضيها والتزمت بتطعيم أكثر من 100 ألف فلسطيني يعملون في البلاد أو المستوطنات، فإنه يبدو من غير المرجح أن يحترم المرض والبؤس على الجانب الفلسطيني من الخط الأخضر الحدود.

واختتم الترمان تقريره بقوله إن الدول ذات الدخل المتوسط والفقيرة في الشرق الأوسط تعتمد على الدعم من جيرانها الأكثر ثراءً في أوقات الشدة، لكن هذه المرة قد يكون الوضع مختلفا، حيث تركز دول الخليج على التعافي المحلي والاستثمارات لمواكبة التحول العالمي القادم للطاقة.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك